أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th March,2000العدد:10043الطبعةالاولـيالثلاثاء 22 ,ذو الحجة 1420

العالم اليوم

أضواء
جاسر عبدالعزيز الجاسر
من أفشل قمة جنيف,,؟!!
على الرغم من ان العديد من المراقبين كانوا حذرين جدا، ولم يتحدثوا عن نجاح مؤكد للقمة الرابعة بين الرئيسين بيل كلينتون والرئيس السوري حافظ الاسد، إلا ان الجميع لم يكن يتوقعون الفشل لهذه القمة التي قد تكون الاخيرة بين الرجلين باعتبار ان كلنتون على وشك ان ينهي ولايته الرئاسية فعليا، فبعد شهرين ينهمك في الشأن الداخلي الامريكي، حيث سيصب كل جهوده لدعم مرشح حزبه ·الديمقراطي ونائبه آل جور ليخلفه في البيت الأبيض، ليبقى الديمقراطيون حكاما لامريكا.
اما لماذا فشلت القمة الرابعة بين كلنتون والاسد,,؟
فالذين تابعوا وقائع القمة، وحتى قبل ان تبدأ، كانوا قد اشاروا الى ان نجاح القمة بيد باراك، وليس بيد كلنتون ولا الرئيس الاسد.
ايضا، لماذا,, وكيف كان النجاح والفشل بيد باراك، ولم يكونا بيد المشاركين فيها؟؟!!
فالسبب واضح، وبسيط، فقد كان المطلب السوري محددا ومنذ وقت طويل، وهو اعلان التزام اسرائيلي بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران من عام 1967م، وفي لقاء الرئيس كلنتون والرئيس الاسد، وعلى الرغم من ان كلنتون كان قد اجرى قبل القمة اتصالا برئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك للحصول على ·ترياق لانجاح القمة، إلا ان كلنتون بدلا من ذلك تلقى مطالب اسرائيلية باجراء تعديلات على خط الرابع من حزيران عام 1967م، وهكذا دخل كلنتون اجتماع القمة وهو متيقن من فشل القمة، لعلمه ان الرئيس السوري ما كان له ان يتحمل عناء السفر، ويأتي الى جنيف ليقدم تنازلات على حساب حقوق معروفة لا يملك احد حق التنازل عنها.
ايضاً لماذا افشل الاسرائيليون القمة الرابعة,,؟!
يؤكد المحللون، وهم على حق، ان الاسرائيليين، لا يريدون لكلنتون ان يقطف ثمرة النجاح دون ان يحصلوا على شيء، فهم لا يخسرون شيئا اذا ما اجلوا استحقاقات السلام، فهم ينعمون بمياه الجولان,, وارض الجولان، والرئيس كلنتون على وشك ان يغادر البيت الابيض وأنهم ان أرادوا الاستجابة لأي طلب امريكي فسيكون في عهد الرئيس الجديد الذي سيكون اكثر استعدادا لدفع ثمن أكبر مما سيقدمه كلنتون ولأن من طبيعة اليهود ادارة الظهر للاصدقاء الذين انتهت فائدتهم، فإنهم لا يهمهم ان ينهي كلنتون ولايته كبطل للسلام، في حين قد يكونون على استعداد لاعطاء هذا ·المكسب للرئيس الجديد الذي عليه ان يدفع ثمنا باهظا.
هكذا هو الفكر اليهودي الاسرائيلي ولذلك فقد كان الرئيس كلنتون عند لقائه بالرئيس الاسد (تقريبا) لا يملك اي شيء يقدمه للرئيس السوري ونقل ·شروط اسرائيلية هي في الحقيقة عراقيل جديدة تعوق استئناف المباحثات السورية الاسرائيلية ، وتقضي على اي امل في استكمال مسيرة السلام على الاقل في الزمن المنظور.
,مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved