أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th March,2000العدد:10045الطبعةالاولـيالخميس 24 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

الأسرة وجناح الأبناء
مندل عبدالله القباع
إن المرأة الأم حياتها مليئة بالمفاجآت وقد تكون أيضاً مكتظة بالمشكلات والتوترات وتقابلها العديد من العراقيل والصعوبات، فقد تشعر بالاحباط نتيجة زواج غير موفق أو الاقتران بزوج غير مبال يحمل الكثير من العادات السيئة والخصال اللا توافقية مما يشعرها بعدم الرضا عن هذه الحياة التي تظللها المنغصات، تلك التي تفتر معها مشاعر الحب، ويزيد من حجم التذمر والغضب والحنق والمعاناة والضغط العصبي، وهذا يحيل إلى انخفاض الروح المعنوية في الحياة الزوجية وذلك لعدم الأمان أو الاستقرار، وهبوط الحالة المزاجية وعدم الرضا.فإذا لم تحل المشكلة ولم تتجدد الحياة الزوجية ولم تمتلئ بالحب والمودة والرحمة والتوافق انعكس ذلك على الأبناء بالضرورة مما يشعرهم بالحرمان من العطف والحنان والسكينة والحب, ومن ثم فإن اللا تماسك بين الزوجة وزوجها كفيل بأن يكتسب الأبناء عادات سيئة يسودها الاضطراب، ويظلها تنشئة خاطئة، وانعدامية القيم، وتقطع أواصر العلاقات السليمة نتيجة الانحراف في المزاج والسلوك واللا سواء في المناخ البيئي.أما والحالة هذه فتضعف معها عملية الاشراف على الأبناء وتنعكس الروح المعنوية الهابطة للأم على أبنائها فتضعف بالتالي روحهم المعنوية، وقد يكون القرار الايجابي بالخروج من المنزل أو السلبي بالاغتراب عن البيئة الأسرية.ومن خلال خبرة الكاتب في هذا الميدان الأحداث تلاحظ لنا أن 75% من حالات الايداع المؤسسي هم سليلو أسر مفككة, فالجنوح في هذه الحالة يمثل حالات لم تهيأ لها الفرصة الأسرية للنمو السليم, فالأساس الوجداني من أهم الأسس التي لا مفر منها لنجاح العملية التربوية بمعنى أن يسير نمو الحياة الانفعالية للطفل سيراً طبيعياً لا تشوبه أو تعوقه نقائص في علاقاته العاطفية داخل الأسرة, فإذا لم يكن هذا النمو الوجداني نمواً سليماً دخل الطفل إلى الحياة غير مزود برغبة نحو ارضاء المجتمع, وهكذا يصبح لا اجتماعي في أعماق نفسه وامتلاكه المفهوم السلبي للذات, إزاء ذلك يسلك الأبناء سلوكا يتسم في ظاهرة بأنه سلوك اجتماعي دون أن يكون في الحقيقة قدانسجم وتكيف مع المجتمع,, وهؤلاء الأطفال الذين ينشأون في هذا المناخ ينطوون في سلوكهم على انحراف كامن حين يجد الفرصة سانحة في أي زمان أو مكان عبّر عن نفسه وصار سلوكاً ممارساً ملموساً في تصرفات حياتية.ولقد أكد هذا الاتجاه العديد من الدراسات في الداخل والخارج ففي دراسة حسن الساعاتي وجد أن 67,4% من الأحداث الجانحين قد انحدروا من أسر غير متوافقة ومفككة وفي دراسة قام بها كاتب هذا المقال موضوعها الترابط الأسري وأثره في تكوين شخصية الشباب تلاحظ ان نسبة 50% من عينة الدراسة غير راض عن وضع الأسرة و50% أفادت بأن ثمة شجارا دائما بين الأب والأم وأن 32% لا يهتم بهم أحد في المنزل, وهو أيضاً نمط غير سوي من سلوك الآباء، كما أن وظائف الأسرة في التربية والتنشئة الاجتماعية وغرس القيم والاتجاهات لها تأثيراتها ذات الفعالية في السلوك السوي والسلوك المنحرف على حد سواء على أساس ان السلوك المنحرف هو جزء من نتائج العلاقات الاجتماعية وتأثر الطفل بها.وتوصي الدراسة في هذا الصدد بأن الأسرة السعودية على الرغم من تميزها بالاستقرار والتماسك والتوازن بفعل ثقافة المجتمع إلا أن بعض الأسر قد أصابها التغير الملحوظ نتيجة طبيعية لتلك التغيرات المجتمعية السريعة والمتلاحقة.وتزداد همة الدولة في العمل على ترقية الأسرة وتنميتها عن طريق فتح آفاق التعليم والاهتمام بالمرأة وتعليمها وتوعيتها وتقديم سبل الرعاية الاجتماعية والصحية، وتمكين الأسرة في عمومها من العيش في رغد وسد كافة احتياجاتها دون معاناة أو شطط أو التقليل من شأنها أو الجور عليها لأي سبب من الأسباب.والحق نقول ان الأسرة السعودية ما زالت تنأى عن مهاوي الباثولوجيا الاجتماعية، والتوترات النفسية وما زلنا نلحظ مسؤولية المرأة الأم في تربية أبنائها، وتميز بيتها بالدفء والحنان والعطف في ظل السلطة الضابطة للأب، وأنها تأخذ بأيدي أبنائها وتجد في وقايتهم من الاضطرابات السلوكية أياً كان نوعها، ومهما كانت ضغوط الحياة الاقتصادية أو الاجتماعية بفعل الهجرة من الريف الى الحضر، أو بفعل الحراك الاجتماعي أفقياً ورأسياً.أما ما يحيط بالأسرة السعودية من بعض الهنات فهي للحقيقة لم تنل من بناء الاسرة الفيزيقي والاجتماعي فيمكن اسقاطها عن طريق التوسع في فصول تعليم الكبار من الرجال والنساء على السواء، والاهتمام بالتوعية وبرامج الارشاد والتوجيه الاجتماعي والنفسي في المدارس والمؤسسات الاجتماعية وبذل مزيد من الاهتمام بالبرامج التعليمية والتأهيلية وبوسائل الاعلام المختلفة فضلاً عن الاهتمام بدور المسجد في التوعية والحاق مراكز ارشادية وتعليمية وثقافية بالمساجد العامة، والاهتمام بتخطيط المناطق العشوائية وتزويدها باحتياجاتها من المرافق والخدمات العامة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved