أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th March,2000العدد:10045الطبعةالاولـيالخميس 24 ,ذو الحجة 1420

الثقافية

أمسية,, تأخرت كثيراًعبدالجبار عبدالكريم اليحيا
* اقلب صفحات الجريدة,,
افتش عن صفحة الأبراج وبجانبها الكلمات المتقاطعة,, ربع ساعة قتلتها, الصفحة الاولى الانباء الرئيسة وعناوينها التي تحكي قصتنا وقضيتنا مع العالم تتكرر بغباء مقيت منذ امد ليس بالقصير وليس هناك حل كما يبدو يأتينا من قريب وطبعا ليس من بعيد!!* * *في محاضرة تحدث الدكتور عبدالله الغذامي بأسلوبه الرشيق وحجته الواثقة عن موضوع بدا كطعم الكبسة بدون تسخين اخرجت من الثلاجة للتو! هل نجد العذر للدكتور؟ اما الحضور فهو كما كان منذ عقدين او كما نوه احدهم كما )كنا منذ بداية عصر التنوير عندنا في مصر(!* في التعقيب سأل احدهم! ماذا قدمت لنا الحداثة من حلول؟ اجاب المحاضر )متأسياً( وهل بدأت الحداثة عندنا؟اغلب الحضور شباب باعمارهم ولكن,,! رفضوا هذا الوافد الفكري من الغرب اطلاقاً وآمنوا بأن هذا الفكر بعيد عننا على رغم ما وصل اليه اولئك من تقدم، بحيث اصبحنا نحن في نهاية الصف، بل واستمرأنا هذه الحالة، وازددنا رجوعاً وتشبثنا بماض صنعه اجدادنا بجدارة ولا فخر لهذا الشباب بحدوثه.* * ** اعود مرة اخرى الى الجريدة، قتلى في الشيشان سمعت بها لاول مرة منذ تبعثر ما يسمى بالاتحاد السوفيتي! ولا زلت اسمع بل اعيش ما يسمى فلسطين منذ كنت صبيا، انا الآن في السبعين واضيف الى فلسطين جنوب لبنان، وخرز السبحة يتساقط الواحدة تلو الاخرى, وخيوط تمتد كأنابيب النفط تُحرّك بسيطرة عن بعد )ريموت كنترول( لتحقق مصالح ليست لابناء المسلمين سواء في )الشيشان( او )كابول( او جنوب لبنان,, هل نسينا الجزائر وجنوب السودان!!* * *المحاضر يستميت بصدق ليقول: ايها الشباب كل ما ذكرتموه كان صحيحاً، لنا حضارتنا لنا مجدنا لنا ديننا المسبب الاعظم، العقيدة والايمان هما سبب الفتوحات والانتصارات وليس )السيف( وحده كما يدّعون, ولكن من بنى تلك الحضارة؟ من حقق تلك الامجاد؟ انهم الأجداد، حينما انفتحوا على العالم فاضافوا وجددوا وحدثوا, افعلوا كما فعل الاجداد، عمل يوم خير من عبادة الف سنة! هل تمثلنا حقيقة بهذا القول وعملنا به؟ ام لا زلنا نردد ونكرر؟حجة المحاضر دامغة والشباب تواقون للتجديد، للتحديث، شعرت حينها بأن كلمة )حداثة( كما افاض بتفسيرها وشرحها والأمثلة المساقة نحوها لم تعد تلك الكلمة المخيفة او المرعبة، قال: ليس للحداثة او )مصطلح الحداثة( اي تعريف كما لبقية العلوم الصرفة كالفيزياء او الكيمياء انما الحداثة هي موقف )الفرد( تجاه الرؤية الشاملة ولهذا فان للحداثة وجهين فهي اما حداثة سلبية او حداثة ايجابية، فان صدرت من انسان مسلم فهي حداثة ايجابية )كنازك الملائكة او بدر السياب او امل دنقل( اما )ادونيس( فهو ملتبس بالسلبية!! اقولها بكل صراحة: أنا رجل مسلم ومؤمن وحداثي ايجابي!!الهدوء يخيم على الشباب المتحفز للتعقيب والرد,, ناقشوا المحاضر بكل هدوء وبما يتطلبه أدب النقاش الجاد والمتحضر فأضافوا واجادوا.* * *لماذا كل هذا السرحان؟ بدأت الجريدة بقراءة الأبراج والكلمات المتقاطعة ثم عناوين الصفحة الأولى, وللجريدة اربع وثلاثون صفحة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved