أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 31th March,2000العدد:10046الطبعةالاولـيالجمعة 25 ,ذو الحجة 1420

الاخيــرة

نظام ECHALON
د, محمد بن عبد الرحمن البشر
ألفا مليون من البشر في جميع أنحاء العالم لايمكنهم الهمس عبر الهاتف دون مراقبة، فالحديث مع الزوجة أو الأخ أو الصديق تحت المجهر الغربي، الغريب الذي هز أوروبا وتحدثت عنه وسائل اعلامها مما حدا بها ان تعرضه على برلمانها في جلسة قادمة.الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلاندا مجتمعون بقيادة الولايات المتحدة كانوا ومازلوا يتنصتون على وسائل الاتصال المختلفة من هاتف وفاكس وإنترنت وبريد إلكتروني وذلك عبر نظام تم التعارف عليه تحت مسمي إيشالون ECHALON وهو نظام غاية في الدقة اشتركت فيه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA ومجموعة من الأقمار الصناعية المنتشرة حول الكرة الارضية.إن هذا النظام يسمح بترجمة وتحويل وتسجيل جميع المحادثات التي تتم عبر وسائل الاتصال المختلفة في جميع انحاء العالم بمجرد ذكر كلمة معينة تم برمجتها في الحاسب الآلي وهذا يعني ان اي محادثة شخصية أو سواها نطق خلالها أحد المتحدثين بكلمة ذات أهمية أمنية أو سياسية أو تجارية للولايات المتحدة الأمريكية فإن الحاسب الآلي يعمل على تسجيلها وترجمتها، فلو ذكر احد المتحدثين مثلاًاسم )هايدر( على سبيل الحديث العادي او لطرح نكتة فإن هذا النظام يقوم بتسجيل جميع المحادثة التي تمت بين الطرفين حتى لو لم ينطق احد الطرفين بهذه الكلمة سوى مرة واحدة، ويترتب على هذه الكلمة التسجيل والاستماع الى جميع المحادثة وهذا يعتبر استراقاً للسمع لمحادثات اجتماعية بعيدة كل البعد عن أي مضامين ذات تأثير أمني أو سياسي.في هذا الأسلوب مخالفة جلية للقانون الدولي وحقوق الإنسان والحريات الشخصية، ولذا هبت أوروبا مجتمعة على هذه الفعلة ظنا منها انها المقصودة في الأساس، إضافة الى دول العالم التي ليس لها حولاً ولا قوة حيال هذا الامر.وتعتقد الدول الأوروبية ودول اخرى ان هذا النظام ساعد على تحويل مسار كثير من العقود التجارية لصالح الولايات المتحدة أن تمكنت شركات تلك الدول المنتمية الى هذا النظام من الاستفادة من الاتصالات التي تدور حول الاسعار والمواصفات واساليب التنفيذ والرجال المؤثرين في اتخاذ القرار, وقد رأت دول أوروبا ان هذا النظام حقق للولايات المتحدة بالذات عقودا لم تكن لتتم لولا الافادة منه، كما ان المنافسة التجارية لن تكون عادلة طالما ان هذا النهج يسمح لدول معينة بالافادة من معلومات مسبقة على حساب دول أخرى.ولقد كانت أنظمة منظمة التجارة العالمية ومازالت تنص في أهم مبادئها على الشفافية، والمنافسة المعادلة، ومنح الفرص التجارية لجميع شركات الدول الاعضاء دون تمييز، فإذا ماثبت ان هذا النظام قد تم استخدامه للتمييز التجاري فإن هذا يعتبر خرقاً واضحا لأنظمة المنظمة مما يستدعي مقاضاة الولايات المتحدة وشركائها امام المحاكم التجارية لمنظمة التجارة العالمية طبقاً لأنظمتها، كما ان هذا الامر قد يحدو بالدول الأوروبية أو بعضها الى استنباط نظام مشابه اومغاير لتحقيق المأرب ذاته فيكون التسابق محموماً إلاّ إذا ثابت تلك الدول إلى رشدها، وغلبت العقل على سواه, اما دول العالم الثالث فستظل كما هي تغرق في سبات عميق وتكثر الأحلام أملا ان تسعد في احلامها بانجاز لم تحققه في يقظتها بيد ان تحقيقه بعيد المنال إذا ما ظلت تدير شؤونها بهذا النمط من الادارة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved