Tuesday 11th April,2000 G No.10057الطبعة الاولى الثلاثاء 6 ,محرم 1421 العدد 10057



نوافذ
صادر,,, وارد
أميمة الخميس

ليس هناك من مصير أكثر بؤساً من مصير ورقة معاملة وقعت في شرك عنكبوت بيروقراطية دول العالم الثالث, تتلاطمها الأيدي والأدراج وهي أسيرة رقم وتقسيم ومصير معتم، ونزيف للوقت الاداري والمال العام وأشجار الغابات التي تذبح في سبيل أنظمة صنعت من أجل البشر ومن ثم تحولت ضدهم، لأنها بالتأكيد غير قادرة على الانعتاق من سكونيتها وجمودها، لا تملك الرحم الخلاق الذي من الممكن أن يصنع حلولا عصرية وناجعة وتتماشى مع التحولات العصرية شديدة الاندفاع.
يقولون: إن بيروقراطية العالم الثالث هي إرث تركي قديم في ذلك الزمن الذي كان فيه الباب العالي يحاول أن يهيمن على أمصار ودول لا تملك له الولاء أو الإخلاص فكانت هذه الدوامة العجيبة من وفود الوارد وجيوش الصادر.
ولكن المعربين للأسف اختاروا لهذا النظام أسماء عذبة جميلة تتعلق بأهم مورد للحياة في تاريخنا الصحراوي.
فعن الصادر قال الله سبحانه وتعالى: قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير القصص 22.
وأما عن الورود فلطالما جاء ذكرها في الشعر الجاهلي القديم ومنها ما جاء في معلقة عمر ابن كلثوم

ونشرب إن وردنا الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ولكن هاتين الكلمتين ظلتا تتشكلان عبر السنين والأزمنة، لتقعا في شرك هذا المعنى الثقيل الشاحب، وقد فسر أحد علماء الاجتماع العرب أسباب هيمنة الروتين والأنظمة البيروقراطية وأرجعها إلى غياب القدرة على المبادرة والابداع الفردي في ظل أنظمة شمولية مهيمنة وقامعة وتعتمد في الغالب على الادارة المركزية، التي لاتحبذ القرارات الفردية المستقلة عن نطاق رأس الهرم السلطوي.
وقد تظهر بين الفينة والأخرى طفرات إدارية تسعى الى التخلص من هذه الدوامة وتقلص من علاقة الأطراف بالمركز نوعا ما مع إعطاء المزيد من الصلاحيات للأطراف ولكن هذه الصلاحيات سرعان ما تتقلص وتتلاشى، نتيجة كما أسلفت الى عدم القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة والمبدعة في نفس الوقت.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved