بوح نظرة بعيدة إبراهيم الناصر الحميدان |
منذ بعض الوقت أصبحت مهتما بالغذاء ليس بقصد التباهي بما يتحقق لي من تجميع المعلومات وانما لأن الأطباء أخذوا يمارسون معنا الثقافة الغذائية من النهي من تناول أطعمة معينة ضارة أهمها الدهنيات لمن يشكون من أمراض السكري مثلا أو آثار الكولسترول ثم الضغط والاجهاد والضغط البصري و,, قائمة لا بأس بها من المحذرات تجعلنا نستغرب كيف عاش الآباء والأجداد في غفلة عن تلك الأمور الصحية التي لم يكونوا يعرفونها وان كان أكثر علمهم عن الموتى انهم أصيبوا بالحمى ثم كانت النهاية بالضربة القاضية فهل هو سرطان، وما تفسير أبو دمغة أي الذي يجعل الانسان لا يحس ولا يشعر بشيء انما كل جسده ينتفض من القشعريرة هل هو الايدز ان مثل هذه الظواهر المرضية القديمة تحتاج الى طبيب متخصص حتى يخبرنا ماذا تعنيه في المسميات الحديثة في سبيل ثقافة صحية لان بعض تلك الأمراض وراثية ما زال الأبناء يتوارثونها ولابد من وسيلة لتفاديها, هذا جزء من موضوع آخر كنت أود ان اتحدث عنه ذلك هو الثقافة الدخيلة التي تهاجمنا من كل جانب, فنحن اليوم نعايش ثقافات وتقاليد جديدة علينا وردت الينا عن طريق العمالة المنزلية, فالبيت الخليجي يضم اليوم بصفة عامة خادمة وسائق وهؤلاء تتباين ثقافتهم عنا ومع ذلك نتعايش معهم ونأخذ منهم الشيء الكثير لا سيما الصغار والأطفال الذين يلتصقون بهم على مدار الساعة فكيف نتجنب تأثيراتهم السلبية في الحديث والطعام والسلوكيات؟
ان فحصهم الطبي ضروري قبل اقتحامهم لمنازلنا حتى نأمن من خلوهم من الأمراض ولكن ماذا عن الأمور الأخرى التي من بينها التصرفات اليومية ونوعية الطعام الذي يتناولونه بل وحتى تفكيرهم وديانتهم وسلوكياتهم الثقافية التي وصلت الى ممارسة السحر والشعوذة في بعض المواقف؟
ماهو رأي علماء الاجتماع في المدى البعيد خاصة وان هذه الفئة كما يبدو سوف تبقى ملازمة لنا الى ان يتعذر علينا دفع مرتباتهم ومخصصاتهم السنوية! أي اننا سوف نفقد بالتدريج مفردات لغتنا السليمة بدخول بعض التعابير الأجنبية وخاصة لغة المخاطبة التي تحول الذكر الى مؤنث وبالعكس ولابد ان ننتبه الى ان أعدادهم تزيد في حجم أهل البلاد الأصليين بنسبة ملحوظة, فاذا كان عدد السكان عشرة ملايين يضاف اليهم 20% من هذه الفئات في كل أسرة وهي نسبة مؤثرة بلاشك.
أرجو انني أثير هنا وضعا في غاية الأهمية على المدى البعيد ولابد من مناقشته حتى نقف على آثاره منذ الآن واترك للعلماء بالذات طرحه بصورة صريحة حتى نضع حلولا له بما في ذلك تعليم هذه الفئات بعض خصائصنا وتقاليدنا حتى نقيدهم بها لا ان ننجرف نحن مع خزعبلاتهم الضارة ثقافيا وسلوكيا.
|
|
|