Tuesday 11th April,2000 G No.10057الطبعة الاولى الثلاثاء 6 ,محرم 1421 العدد 10057



الجزيرة تفتح ملف الألبان وتستطلع آراء منتجي الذهب الأبيض (2 - 2)
منتجو الألبان يتفقون في استطلاعنا,, ويختلفون في اجتماعهم
فيما تحفَّظ البعض,, يتفق المنتجون على سعرٍ بين 3-4 ريالات

استكمالا لاستطلاع (الجزيرة) الذي نشر في الحلقة السابقة واستضفنا خلاله الاستاذ عبدالعزيز الطلاس مدير عام شركة الجوف للتنمية الزراعية والاستاذ مساعد النصار :
لا أحد يستهدف صغار المنتجين1
في البداية التقينا الاستاذ عبدالعزيز الصغير المدير التنفيذي للمبيعات بشركة ألبان المزرعة والذي اخذنا الى جانب آخر من القضية يقارن من خلاله بين الشركات الصغيرة والكبيرةومدى علاقتها بالمشكلة ودرجة تأثرها بهذه الازمة في مشاركته التي نلخصها في سؤال بسيط قادتنا الى استنتاجه اجابات الصغير وهو: من المستفيد؟.
في البداية سألنا الاستاذ عبدالعزيز الصغير عن مايمكننا انا نستنتجه من اسباب ادت لهذه المشكلة ومدى صحة مايراه المراقبون من خارج السوق من ان هذه الازمة هي نتاج تحد من كبار المنتجين يستهدف تواجد صغار المنتجين بالسوق وليس حصصهم من السوق فقط! وعمّا اذا كان للتوقيت دور في تغذية هذه الازمة؟
يجيب الاستاذ الصغير: لا اعتقد ان هناك تنافسا غير طبيعي، وما اعنيه انه لاتوجد اسباب غير الاسباب التنافسية المعروفة في أي سوق تقف وراء هذا التنافس الحميم الذي نشاهده، واتمنى ان اكون محقا في ذلك!, لان وجود مثل هذا النوع الذي ألمحت اليه هو ضربة قاصمة للصناعة الوطنية لا اعتقد ان احدا يستطيع ان يغامر بتعمدها امام اي مصلحة شخصية قد تعود على فرد اوشركة، فكما هو معروف فان الصناعات والشركات الصغيرة هي عماد اي نظام اقتصادي، وليس ادل من اهتمام الجهات المسئولة بهذه الصناعات من خلال مايقدم لها من قروض وتشجيع ورعاية من الدولة رعاها الله، لذلك انا اعتقد شخصيا ان مثل هذا التسبب للمشكلة غير وارد.
ولايوجد في هذه الازمة متضرر او مستفيد، لثقتي بان الجميع,, هو المتضرر، ولا احد,, هو المستفيد، فالشركات الصغيرةتكاليفها الانتاجية اكبر ولاتستطيع رفعها اكثر بحملات الدعاية والاعلان او حتى تحمل قيمة برامج التذوق الترويجية،ولكنها في المقابل قانعة بهامش ربحي أقل،ومجال تنافسها الوحيد ربما هو السعر فقط! مما يجعل خسارتها بالتالي اقل من نظيراتها من الشركات الكبيرة التي تنخفض لديها تكاليف الانتاج ولكن التكلفة الاجمالية التي تشمل الدعايةوالاعلان ودراسات وبرامج التسويق ومقدار الجودة الذي تحرص عليه هذه الشركات فيما يتعلق بالشكل وطرق العرض،يرفع هذه التكلفة الاجمالية للوحدة ولكن تعوض هذه الشركات هذا الارتفاع في التكلفة في هامشها الربحي الجيد والذي يعني بصورة اخرى ان خسارة هذه الشركات في مثل هذه الازمة اكبر بالمقارنة مع الشركات الصغيرة.
وبالنسبة لسؤالك عن التوقيت وعلاقته بالأزمة الحالية فلا ادري اذا كنت تعني ان ارتفاع نسبة الرجيع في فصل الشتاء الى 20% هو السبب وراء ظهور هذه الازمة وان مايحدث هومحاولة لتخفيف اثر هذه الفترة علىحسابات بعض الشركات من خلال تخفيض الاسعار بهذا الشكل، ولكن اذا كان هذا ماتعنيه فاعتقد انه سبب غير منطقي ولايبرر بشكل صحيح وصادق توجه البعض لخلق مثل هذه الازمة، لان الاستهلاك لايزيد بانخفاض السعر فاذا كان الشخص يستهلك لتر لبن يوميا فهل سيشرب لترين عندمايكون سعر اللتر ثلاثة ريالات؟!.
ثم ان المسوق الناجح يستطيع التعامل مع فترة ارتفاع نسبة الرجيع بطريقة افضل من اللاعب علىمحور السعر تؤدي دورها بشكل افضل وبدون الاضرار بالسوق واستقطاب جهوده التسويقية في عملية الصراع على السعر بشكل قد يؤدي الىنتائج سلبية كثيرة قد لاتكون ملاحظة على المدى القصير، او يمكنه اللجوء الى اي طريقة اخرى في التعامل مع الرجيع اما بالاستثمار في مجال الاجبان التي تتمتع بسوق جيد ومردود مربح وفترة صلاحية اطول تسمح ببقائها في العرض دون ان تهددها فترة الصلاحية كالمنتجات الطازجة، ايضا يمكنه تحويل فارق السعر الى تكثيف نشاطه التسويقي الذي يضمن له على اقل تقدير ان يحافظ على حصته في السوق دون اللجوء لهذا النزول الحاد في السعروالذي ربما يواصل تدنيه لأكثر من ذلك فيما لو استمرت الازمة على اني لا اتوقع استمرارها لاكثر من ذلك.
سعر 3 ريالات لايغطي التكلفة!
أليس من حقنا كمستهلكين ان نشكك في مصداقية السوق بشكل عام عندما نقارن سعر اللتر في فترة من الفترات عندما كان يباع ب5 ريالات بالسعر المطروح في السوق الان وهو الثلاثة ريالات، وبمعنى آخر هل يمكننا القول بان منتجي الالبان كانوا يعيشون سنوات سمان في حين انهم الان يعانون من العجاف بهذا الهامش الربحي القليل؟ ولعل مما يبعث القلق في نفوسنا كمستهلكين ان نعرف ان هذه الازمة عائدة بشكل او بآخر الى عدم وجود اتفاق بين المنتجين بخصوص توحيد المواقف وبالتالي الاسعار، مما يعني بصورة مرعبة انه فيما لو تم هذا الاتفاق في يوم من الايام قد لانجد من يسقف السعر لكي لايتجاوز الخمسة ريالات للتر؟.
ويكشف لنا الاستاذ عبدالعزيز الصغير المدير التنفيذي للمبيعات بشركة ألبان المزرعة حقيقة محيرة على الاقل اذا اردنا تقييم هذه الازمة في حدود اشكال التنافس الطبيعي في اي سوق حيث علق على سؤالنا بقوله:
بالنسبة لتسقيف السعر فهو مسقوف ب5 ريالات من قبل وزارة الزراعة ولايمكن ان يرتفع بأي حال من الاحوال الابموافقة الوزارة وفي ظروف خاصة جدا تحددها الوزارة.
ولكن البيع بسعر الثلاثة ريالات للتر الواحد من اللبن الطازج، سعر اذا استطاع ان يغطي تكاليف انتاجه فلايمكن بأي حال ان يحقق ربحية الا اذا تدخلت معايير الجودة لتحقق تغطية التكاليف وربما ربح بسيط لايذكر لانها واعني الجودة لاتستطيع ضمان سعر اقل من ذلك يضمن بقاء الجودة في نطاق بعيد عن المساءلة ويمكن ان يحقق الهامش الربحي الذي تتحدث عنه في ظل هذا السعر اذا بيع اللبن في اكياس!؟.
ولكن هذه الاجابة المتحفظةوالحذرة لا تروي تساؤلاتنا بقدر ماتزيدها حول ما هية الاسباب التي اطلقت شرارة هذه الازمة، وهل يمكن ان نعتبر مايحدث من هذا التوحيد غير المقصود للسعر على انه تقليد لسياسات التسويق بين الشركات المنتجة؟
العملية ليست عملية تقليد اوحتى خطط تسويقية تنافسية، القضية سعر فرض على السوق كتسعيرة اما ان تلتزم بها حتى لو تسببت لك في خسارة,,، او ان تخرج من السوق والمنافسة نهائيا!
فالخطط التسويقية التي تستخدم السعر تهدف الى تعريف المستهلك بمنتج جديد او حتى منتج ليس جديدا ولكنه لم يأخذ فرصته في الوصول للجمهور منذ ان طرح الى الاسواق فيما يعرف بعروض التذوق، ولكن اذا رأيت ان فترة التذوق هذه قد تصل الى سنتين,, فهل يمكن ان يعتبر هذا الاجراء فترة تذوق!؟ لا اظن، ولا اظن ايضا ان أي منتج سيبقى مكتوف الايدي ومؤشرات السوق تنذره بتهديد عملائه الخاصين مما دفع الجميع الى تخفيض السعر بشكل تسارع تدريجيا مجرد ان خفضت شركتان او ثلاث اسعارها مستهدفين التواجد والمحافظة على العملاء الخاصين الذين يشكلون متوسط النسبة الثابته من حصتهم بالسوق حتى ولو كان ذلك علىحساب ارباح هذه الشركة ومواقفها المالية، بشكل اعتقد انهم معذورون فيه كردة فعل للطريقة التي فرض بها الحوار التسويقي في سوق الالبان، ثم ان مايحدث الان ليس جديدا على السوق، فعندما كان سعر لتر اللبن في السوق خمسة ريالات بادرت احدى الشركات بتخفيض سعر منتجاتها لاربعة ريالات وبنفس السناريو قامت هذه الشركة بتخفيض السعر الى ثلاثة ريالات فيما ولد شرارة هذه الازمة ولكنها برزت بشكل اكبر لان السعر في هذه المرة قد لايستطيع تغطية تكاليف الانتاج!.
وعلى الرغم من تحفظ الاستاذ الصغير، الا اننا ألححنا عليه حول تقييمه كمنتج، للسعر الذي يعتقد انه يغطي تكاليف الانتاج بمستوى جودة عال ويحفظ هامشا ربحيا جيدا، جعلنا نحصل على التقييم التالي عبر اجابته التي يقول فيها:
من خلال تجربتي مع ألبان المزرعة اعتقد ان طرح منتج عالي الجودة كمادة خام بالدرجة الاولى ليس هو كل شيء لان لكل شركة خطتها في الحفاظ على الطعم، بالاضافة الى وجود الرقابةواختبارات الجودة للحليب الخام تجعل الحليب المنتج يقع في نطاق جودة متقاربة ان لم تكن متطابقة، ولكن يبقى ايضا نوع العلبة، وتصميمها والحملات الاعلانية التي تحافظ على مكانة المنتج في ذهن المستهلك اضف الى ذلك مساهمات الشركات في النشاطات الاجتماعية والتطوعية والخيرية، بعد اضافة كل هذه المتغيرات سنجد ان التكلفة تقترب من 4,50ريالات للتر الواحد!.
نصف الزبائن ولاؤهم للسعر
ولكي ننظر لهذه الازمة بأكثر من عين وعبر اكثرمن زاوية سعياً لتحقيق هدفنا في (الجزيرة) نحو تقديم الصورة الكاملة للحدث، التقينا في هذا السياق بالاستاذ/ عبدالعزيز الحميد مدير المبيعات والتسويق بشركة البان الصافي حيث حاولنا ان نتعرف معه على ابعاد هذه الازمة سيما وانه مسؤول عن سوق احدى اكبر الشركات المتواجدة في سوق الالبان حيث سألناه عن رؤيته لشكل المنافسة التي يشهدها السوق واسباب ظهور هذه الازمة وعما إذا كان كبار المنتجين يستهدفون بالفعل تصفية صغار المنتجين وتوزيع حصتهم بالتالي على كبار منتجي السوق من خلال تفجير هذه المنافسة بهذا الشكل وماهو سبب انخراط الصافي في هذه المعركة مع انه يتمتع بتواجد طيب في السوق؟ وهل فرضت عليه هذه السياسة التسويقية من خلال السعر؟ كيف؟ ولماذا؟!, حيث اجابنا.
في السابق كان حليب البدرة أو مسحوق الحليب المجفف يستحوذ على نصيب الاسد من سوق الحليب في المملكة، ولكن ولله الحمد بدأت الشركات السعودية في سحب البساط من الحليب المستورد المجفف امام الحيب الطازج وطويل الاجل عبر خطط تسويقية على المدى الطويل استهلكت الكثيرمن الجهد والوقت واستقطعت مبالغ من ميزانيات الشركات حتى وصل سوق الحليب في المملكة الى ماهو عليه الآن.
هذا السوق له حجم معين ومعروف عن طريق الدراسات واعتقد انك تتفق معي على هذه النقطة.
ولنفرض مثلاً انك منتج ولك حصة معينة في هذا السوق نفترض انها 30% من حجم هذا السوق، ثم قارنت بين انتاجك في فبراير لهذه السنة مع نفس الفترة من العام الماضي ووجدت أنها كانت كذا مليون لترونقصت هذه الفترة بمايعادل مثلاً مليون لتر! وهذا يعني انك فقدت جزءاً من حصتك السوقية.
مثل هذا الفقد يعني لك كمنتج احد امرين إما انه تغير في سلوكيات المستهلك او ان هناك من اخذ حصتك في السوق او زاد حصته على حساب حصتك.
وفي حالة تغير سلوكيات المستهلك وعاداته الاستهلاكية فانك تقوم بعمل دراسات تحاول من خلالها ان تعرف ماذا يحدث في السوق من تغيرات فإذا وجدت مثلاً ان هناك توجها الى سوق العصائر على حساب الحليب تبدأ أنت في تغيير منتجاتك بمايتوافق مع احتياجات السوق وميول المستهلك.
اما اذا وجدت ان هناك من اخذ حصتك في السوق فتقوم انت بالتالي بتكثيف حملاتك التسويقية والدعائية والتعديل في خططك بما يحافظ على مكانتك بالسوق.
ولكن عندما تجد منافسا قام بتقليل السعر.
وكما يعرف الجميع أن ولاء 50% من زبائن سوق الحليب للسعر وليس للمنتج او عندما يجد الزبون ان لبن سعة 2لتر بسعر ارخص ومعه منتج آخر كهدية تذوق فإن المستهلك سيأخذ هذا المنتج نتيجة لطبيعة الولاء في مثل هذا النوع من المنتجات والتي اشرنا لها قبل قليل.
وهذا مايدفع الشركات الى ان تحاول كسب العميل اماعن طريق العروض او السعر.
وبالنسبة لنا فقد تحفظنا على مثل هذه السياسات من ناحية الانخراط فيها وبقينا نراقب تغيرات مؤشرات السوق التي حدثت في هذه الفترة دون ان نقوم بأي تحرك.
ولكن وبعد ان استمر الوضع لاكثر من شهرين ووجدنا ان الفترة التي كنا نتوقع أنها محدودة اصبحت فترة ممدودة كان لابد ان نجاري السوق، وقد كنّا آخر من نزل الاسعار بعد ان فشلنا في ايجاد تجاوب من خلال محاولاتنا لاحتواء هذه الازمة قبل ان تصل الى ماوصلت اليه الان.
ومن ناحية ما اشرت إليه في سؤالك من ان هذه الازمة تهدف الى تصفية المنتجين الصغار فلا اعتقد ان هذا الاستهداف وارد والقضية عبارة عن محافظة على الحصص السوقية، فالسوق كقطعة الكعك المقسمة بحصص مختلفة على الشركات وكل منهم يحاول رفع حصته من هذا السوق.
هذا التنافس لايخدم السوق
ولكن هذا التعارك بالسلاح الابيض على هذه الكعكة السوقية لابد ان يحدث جراحا نتمنى ألا تصيب الصناعة الغذائية اصابة مقتل، سيما واننانجمّع كل قوانا ونضافر جهودنا لتهيئة صناعاتنا المحلية لاستقبال انفتاح السوق العالمي عبر الانضمام لاتفاقية الجات.
من هذا المنطلق كان سؤالنا التالي للاستاذ الحميد حول ما اذا كان مثل هذاالنوع من التنافس وبهذا الشكل يخدم صناعة الالبان وسوقها المحلي؟ حيث اجاب:
أبداً فهذا التنافس لايخدم الصناعة بحال من الاحوال وكل هذه الاسعار المطروحة في السوق اسعار تسوق لهذه المنتجات باقل من سعر السوق ولك ان تتخيل مدى الضرر الذي سيلحق بالمنتج اذا استمر تدفق هذه الخسارة وللاسف فمثل هذه الظاهرة التنافسية ظاهرة غير صحية على مختلف المستويات، والتسويق عن طريق السعر هي طريقة العاجز فالتسويق عن طريق السعرليس الافضل في التسويق إلا في حالات خاصة عندما يكون السوق جديدا مثلاً.
*متى تتوقع أن تنحل هذه الازمة وماهو السعر الذي تتوقع أن يقف عليه السوق بعد ذلك؟
لايوجد هناك وقت واضح ولكن اتوقع انه في حدود الشهر، أما بالنسبة للسعر فلا استطيع توقعه أيضاً وهذه التغيرات تعتمد بدرجة كبيرة على اجتماع اللجنة القادم الذي سترفع من خلاله اللجنة تقريرها لمعالي وزير الزراعة ولا نستطيع توقع اي شيء حتى ذلك الحين, (ملاحظة: تم هذا اللقاء قبل اجتماع اللجنة يوم الاربعاء الماضي).
*ولكن ماهو السعر الذي يعتبر مجزياً ومربحاً للمنتجين في نظرك؟
اعتقد انه يمكن ان يكون مربحا اذا رجع للسعر السابق أو حتى اقل قليلاً وذلك عندما يكون سعر اللبن 2 لتر مابين 8 الى 7 ريالات.
أيها المنتجون,, اتحدوا
*وماهي الكلمة التي تود ان توجهها للمنتجين من خلال (الجزيرة)؟
ما أود أن أقوله هو أنه يجب علينا أن نتكاتف ونتفق على تكثيف جهودنا من أجل زيادة الاستهلاك من ناحية اهمية الحليب واستخداماته المختلفة ونود أن يكون هناك في المقابل دعم للحليب بحيث يعطى سعرا خاصا في الصحف ووسائل الاعلام المختلفة لكي تستطيع الشركات ان تكثف حملاتها الاعلامية والاعلانية، ويجب التعامل مع هذه القضية بروح وطنية لما للحليب من اهمية وقيمة غذائية خاصة للاطفال وهم رجال المستقبل الذين يحتاجون لسواعد قوية ليؤدوا دورهم في البناء في وقت تعتبر معدلات استهلاك الفرد السعودي من الحليب ادنى من المعدلات العالمية حيث يبلغ معدل الاستهلاك السنوي للفرد السعودي من الحليب 100 لتر في مقابل 210 لتر للفرد الامريكي مثلاً؟!
في وقت يتعرض فيه الحليب لمنافسة شرسة من المشروبات الغازية غير المفيدة.
إيجار المكائن 10 آلاف ريال
*بحديثك عن الحليب والمشروبات الغازية فتحت المجال امامي لإثارة نقطة ربما لم ارغب في اثارتها في هذاالطرح والمتعلقة بالمشروبات الغازية والحليب وكيف استثمرت الشركات قرار وزارة المعارف بمنع المشروبات الغازية من المدارس، وهل قامت شركات الالبان بما يفترض منها من تنويع منتجاتها من مشتقات الحليب وتوسيع نشاطها الدعائي والإعلاني لتفعيل هذا التوجه؟ وكيف تقيّمون تجربتكم في البان الصافي سيما وأنكم قمتم بطرح عدة عروض تزامنت مع القرار مثل مكائن البيع الذاتي للحليب في المدارس؟
قرار منع المشروبات الغازية في المدارس قرار ايجابي يستهدف صحة الطالب، ولكن للاسف لم يوجد حل لمنتجات الحليب في المدارس لكي نعرف حجم هذا السوق ونقوم بمجاراته من خلال زيادة التنويع وتوسيع برامج التوعية والاعلان.
وتجربة مكائن البيع الذاتي لمنتجات الحليب واجهت صعوبات من أهمها المفاوضات المنفردة مع مدراء المدارس بخصوص تأجير مواقع هذه المكائن حتى ان هناك من طلب ايجارا بقيمة 10 آلاف ريال سنوي للماكينة الواحدة!؟ في حين ان المكينة لو تمت اعادة تعبئتها مرتين في اليوم لم تكن مجدية فيما نعرف جميعاً أن تكلفة انتاج المشروبات الغازية اقل من تكاليف انتاج الحليب.
هذه النظرة المالية البحتة من قبل البعض حدّت من اكتمال هذا المشروع وتحقيقه للاهداف التي اتخذت القرارات من أجلها.
كل من يريد أن يكتب,, كتب؟
*من جهة أخرى التقت (الجزيرة) الاستاذ محمد انور جان مدير عام شركة البان العزيزية حيث سألناه عن تقييمه لهذه الازمة وكيف يرى جدوى اللجوء لمثل هذه السياسات التسويقية حيث اجاب:
خلال الفترة الماضية كتب في هذه القضية كل من وجد في نفسه رغبة في الكتابة وادلى بدلوه، فمنهم من أخذ الموضوع بنظرة واقعية ومنهم من قال بترك السوق هو الحكم وهذه نظرة محدودة، ولكن قليل مما كتب ناقش القضية بموضوعية.
وسياسة تخفيض الاسعار اعتقد انها سياسة غير جيدة وان كان يقبل اللجوء لها أحياناً وفي حالات خاصة إلا ان استمرارها يضر بالجميع واعتقد ان المتضرر الاكبر هو المستهلك، ولكن اعتقد ان فترة التخفيض هذه لن تطول.
*هل تلمّح عندما نقول ان المستهلك هو الخاسر في هذه المنافسة أن مثل هذه الاسعار قد تؤثر على مستوى الجودة وماهو السعر الذي تعتقد انه يمكن ان يحقق التوازن في معادلة الجودة والربح؟
لا احد يستطيع الاخلال بمستوى الجودة ولم يكن هذا ماعنيته، فعلامة الجودة تفرض التزاما بمستوى الجودة لمن حصل عليها وهي خاضعة لتحاليل مخبرية بين كل فترة وأخرى وهي ليست دائمة ويمكن أن تسحب في اي وقت كأقل إجراء يتخذ في حالة الاخلال بمستوى الجودة, ولكن ولله الحمد لايوجد احد يخل ويقلل في موضوع الجودة والجميع يلتزمون بمستوى الجودة ولكن ما اعنيه انه على الامد الطويل يمكن ان يخسر المنتج علامة الجودة اذا ثبت اخلاله باحد معاييرها.
هذا السعر سقف لهامش الخطر
* وعلى الرغم من تحفظ الاستاذ محمد انور على الحديث عن الاسعار وتحاشيه كبقية الضيوف لطرح سعر قد يفسر على انه سعر مقترح، إلا أن الحاحنا عليه لاعطائنا عن السعر النموذجي الذي يغطي التكاليف بشكل عام لاي منتج من خلال خبرته التسويقية وادارة الانتاج وبشكل شخصي اكثرمنه كمدير لشركة البان العزيزية، حيث اضاف: اعتقد أن اي منتج سينفق مايقارب (ثلاثة ريالات وربع) كتكاليف إضافية للحملات الاعلانية وتكاليف الدعاية والاعلان قد تصل الى نصف ريال يضاف علىتكاليف اللتر الواحد، اضف الى ذلك تكاليف التسويق والرجيع والمساهمات المقدمة في الخدمات الاجتماعية والمناسبات.
وبذلك يمكن ان نعتبر الرقم الذي تبحث عنه هو 4 ريالات للتر الواحد،واعتقد ان اي منتج سيسوق باقل من ذلك سيعمل في هامش خطر قد يغطي تكاليفه او ربما حتى لايغطيها.
*هناك من يقول ان سبب هذه الازمة هو فائض السوق وتحول منتجي الحليب الخام الى انتاج العبوات التسويقية كيف ترى هذا التوجه، واذا كان ذلك كذلك فهل يمكن ان تكون الصناعات التحويلية مثل تجفيف الحليب اوتجبينه هو الحل وماهو العائق دون ذلك ام ان مايحدث الآن بعيد عن حسابات السوق واشكال تنافسه المعهودة، قريب من اشكال الاحتكار؟
أولاً: لا اعتقد ان هناك من يريد ان يقوم باحتكار ولا احد يقبل بالاحتكار ولكن الكل يطمع في ان تكون له حصة اكبر من السوق، وكل يحاول تحقيق هذا الهدف بمفهومه هو.
أما بالنسبة لحديثك عن فائض السوق، هذا السوق يستقبل اكثر من مليون و700 الف لتر يومياً تحلب من 180الف بقرة!
هذا الحجم من الانتاج اذا لم يتم تسويقه فإنه سيتحول الى رجيع،ومع اتفاقنا على معايير الجودة المتقاربة ان لم تكن متساوية بين المنتجات فإن التسويق هو الرهان الوحيد للمنتج لكي يسوق منتجاته،وتختلف طرق المنتجين في تطبيق هذا المفهوم.
اما بالنسبة للصناعات التحويلية والحليب المجفف، أود أن أوضح هنا أن الحليب الخام هو الاصل والحليب المجفف لم يظهر الا قبل حوالي 60 سنة قبيل الحرب العالمية الثانية بسبب وجود فائض في انتاج الحليب في اوربا وكان هذا الفائض يجفف ويصدر للدول النامية ومن ثم يعاد تكوينه،ولم يعرف الحليب المجفف قبل ذك,.
*هنا قاطعت الاستاذ محمد جان متسائلاً عن الاقط كأحد الصناعات البدائية والتي تعاملت مع اللبن بطريقة التجفيف؟
الاقط في السابق كان يجفف ويرصع ثم يحمله رجل البادية المسترحل معه في كيس حتى اذا احتاجه قام بتذويبه وشربه ولكنه مختلف عن الحليب المجفف.
وعودة الى موضوع سؤالك حول الصناعات التحويلية وعوائقها، أعتقد أن الصناعات التحويلية لدينا خاصة تلك المتعلقة بالحليب محدودة جداً لان تكلفة مثل هذه الصناعات عالية على الرغم من توفر الامكانيات الفنية موجودة والمعرفة ايضاً موجودةولكن يبقى ارتفاع التكلفة ومحدودية مشتقات الالبان المختلفة هي العائق الاكبر امام تطور مثل هذه الصناعة كحل لاحتواء فائض السوق.
هذاهو الحل ونحن أول من يلتزم
* إذاً ماهو الحل في نظرك لتجاوز هذه الازمة،وماهو السعر الذي يمكن ان توقعوا عليه فيما لوحدث اتفاق بين المنتجين؟
اعتقد ان افضل الحلول هو توسعة قاعدة السوق عن طريق توعية المستهلك ولابد لتحقيق ذلك من تظافر الجهود في عمل جماعي يشترك فيه جميع المنتجين لتوعية المستهلك، فالوعي الاستهلاكي ضعيف ويدل على ذلك الارقام المتدنية المعدل لاستهلاك الفرد السعودي من الحليب بالمقارنة مع المتوسط العالمي ولن يتم ذلك الا بالعمل الجماعي وبروح الفريق الواحد لانه يلزمناحملات توعية باهمية الحليب واستخداماته المختلفة، واعتقد ان المنتجين لو قاموا بهذا الدور الايجابي والفاعل فسيحصلون على تقدير المجتمع وانا متأكد من ان الدولة رعاها الله ستقدر لهم هذا الدور بل وستدعمهم وتعينهم في القيام بهذا المشروع الوطني البناء الذي يستهدف صحة الانسان، لأن المستهلك لايحتاج لان يعرف بأن الحليب موجود فقط! بل يحتاج إلى المزيد من الاقناع باهمية الحيب والتعريف باستخداماته المختلفة وأثرها على بناء جسم الانسان.
اما بالنسبة للسعر الذي يمكن ان نقبل به فنحن مستعدون لقبول اي سعر يتفق عليه المنتجون بل العكس نحن مستعدون للتعاون بأي شكل مع اي قرار جماعي وسوف نكون أول من يلتزم به.
*تحدثت قبل قليل عن العمل الجماعي للتوعية باهمية الحليب وتوسيع قاعدة السوق بهذه الطريقة، كيف تقيمون لنا تجربة حملة منتجي الحليب ولماذا توقفت؟
برنامج منتجي الحليب التوعوي كان برنامجا رائعا وفاعلا وتوقف لوجود برامج اخرى بشكل اوسع واكبر ولكنها لم تر النور لاسباب خارجة عن ارادتنا ومتعلقة ببعض اعضاء اللجنة.
*الاستاذ محمد انور جان,, ماحقيقة المعلومة التي تفيد بأن لتر اللبن الواحد يكلف انتاجه اربع لترات من الماء، هل هذه المعلومة صحيحة؟ وفيما اذاكانت صحيحة كيف يفترض بنا ان نتعامل مع هذا المورد الذي اصبح يباع بثلاثة ريالات بعد ان تحول الى حليب؟!
هذه المعلومة غير دقيقة ولتر الحليب يكلف من الماء اكثر من ذلك بكثير اذا اخذنا بعين الاعتبار الماء الذي تشربه البقرة والماء الذي يستهلك في انتاج الاعلاف ومياه الرش والتبريد في الحظائر إضافة الى الماء المستخدم في تنظيف الخزانات والحلابات وغيرها من المياه المستخدمة في بقية مراحل الانتاج,, بالنظر لكل ذلك اعتقد انه كما يعرف جميع المنتجين والعاملين في هذاالمجال ان لتر الحليب يكلف اكثر من 17 لترا من الماء! لذا فمن الواجب علينا جميعاً التعامل بحكمة مع هذه المعلومة واستغلال الموارد الاستغلال الامثل.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved