Tuesday 11th April,2000 G No.10057الطبعة الاولى الثلاثاء 6 ,محرم 1421 العدد 10057



بيننا كلمة
من أجل أحباب الله
د , ثريا العريّض

الشروخ التي نجدها في بناء أي مجتمع مهما اعتبرناه متقدما بمعايير الباحثين والدراسات المقارنة , والتصرفات التي يتصاعد انحرافها الى الإجرام، تبدأ بذورها منذ الصغر, وربما نستطيع كمؤسسة اجتماعية ووعي شامل أن نقلل إن لم نمنع مآسي الانحرافات بين الكبار حين نمنع، أو نحصر نتائجها في الصغر, ولعل أهم خطوة بعد التوعية هي التقنين ليكون للمختص من طبيب أو مشرف اجتماعي أو حتى الأستاذ في المدرسة والجار في المنزل دور يسمح له بالتدخل لحماية ضحايا الحالات المرضية والنفسية عند الكبار التي تتضاعف نتائجها بالإضرار بالصغار أو حتى انجرافهم في تيار الانحراف ذاته مستقبلا.
في محاضرته القيمة المدعمة بالكثير من الشرائح التوضيحية والأحصائيات وصور حالات فعلية، تكلم الدكتور صفاء العيسى، اختصاصي أمراض الأطفال جزاه الله خيرا عن بعض ذلك المسكوت عنه في الممارسات الأسرية مما يسبب إعاقة مستعصية في أجساد ونفسيات الصغار الذين سيصبحون بالغي الغد.
تكلم عن الإساءة الجسيمة من غير قصد، عن الإهمال الناتج عن استخفاف بالمسؤولية أو عدم تحمل لها، أو عن جهل وهو ما يسبب غالبية الحوادث التي يتعرض لها الصغار من غرق واحتراق وتكهرب وسقوط وتمزقات, وتكلم عن الإساءة بسبب الجهل كاللجوء الى طلب العلاج من المصادر اللاموثوق بها بل حتى المشبوهة حتى يتفاقم الوضع قبل أن يعودوا بمرضاهم الى الطبيب المؤهل والمختص, وتكلم عن الإساءة الجسدية بسبب انحرافات مرضية مثل الاعتداءات الجنسية وأغلبها مع الأسف من أقرب الأقربين، وعن حالات الاعتداء البدني على الصغار حتى الرضع بالصفع على الوجه والقذف على الأرض واللكم والرفس والضرب والحرق, لينتهي الطفل بارتجاج في المخ أو تشويه يظل يعاني منه الى الأبد, تكلم عن حالات إهمال المعاق جسديا، وعن حالات فقدان السيطرة عند الانفعال وعن حالات التعذيب باسم التأديب والتربية حتى وصلت بعض الحالات الفادحة لتكبيل وضرب الطفل الذي يكرر محاولات هروبه الى أمه المطلقة من جحيم أبيه المصر على إبقائه معه, وتنتهي القصة بموت الولد دون أن يعي الأب أنه لن ينتزع حب الطفل لأمه، ولو بالعقاب المبرح.
ثم هناك تلك الحالات الغريبة من استغلال الأطفال لأغراض خفية في نفس الكبار ومنها إمراض الطفل لتنويمه بالمستشفى.
كل ذلك يحدث وراء حماية الجدران، التي تستر البالغين ولا تحمي الأطفال من ضعفهم الطبيعي, الأطفال الأبرياء,, أحباب الله ولكنهم لا يحصلون دائما على معاملة الأحباب,.
الأطفال رهان المستقبل,, أمانة في أعناقنا, ولأن بعضنا غير مؤهل لحمل الأمانة والوفاء بها,, أضم صوتي لأصوات المهتمين من الأطباء والأخصائيين الذين يرون معاناة الضعفاء وأسرار البيوت.
لا يكفي أن ننفذ الحد الشرعي حين تطال يد السلطة معتدياً عابراً.
يجب أن يوضع حد للاعتداء الأسري، تقنين رسمي لما يجب فعله حين نشك أو نتأكد أن طفلا ما يعاني ويتعذب بصمت وراء حماية الجدران للمعتدي، وخوف الشهود, تقنين يضمن حماية الشاهد والطبيب المعالج ويضمن حماية الطفل من تكرر الاعتداء من أقرب الأقربين.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved