Tuesday 11th April,2000 G No.10057الطبعة الاولى الثلاثاء 6 ,محرم 1421 العدد 10057



فشل مفاوضات دمشق مع تل أبيب ينذر بمواجهة سورية إسرائيلية

* باريس أ,ش,أ
أجمعت الصحافة الفرنسية الصادرة هذا الأسبوع على أن مواجهة بالغة الخطورة قد تحدث بين الجانبين السوري والاسرائيلي مالم يتم انقاذ الفرص الأخيرة المتاحة للسلام بين الجانبين,, وذكرت مجلة لوبوان ان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون يأمل في التوصل الى اتفاق يسمح بانسحاب اسرائيل من الجولان على غرار الانسحاب الذي توصل اليه الرئيس الراحل أنور السادات من سيناء مقابل توقيع اتفاق سلام بين السوريين والاسرائيليين,, وهي الفرصة الأخيرة رغم ان الوقت قد أزف.
أما صحيفة لوموندا فقد تحدثت عن مخاطر الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني والمقرر أن يتم قبل السابع من شهر يوليو القادم وربما حتى قبل هذا الموعد,, وقالت ان الانسحاب الاسرائيلي لو تم في اطار اتفاق تفاوضي شامل بين الاسرائيليين والسوريين واللبنانيين لأطلق على خطة الانسحاب اسم أفق جديد ,, لكن فشل قمة جنيف الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الأسد جعل الأمور أكثر تعقيدا ودفع قيادة الجيش الاسرائيلي لوضع اللمسات الأخيرة في عملية الغسق الاسم الكودي لعملية الانسحاب أحادية الجانب للقوات الاسرائيلية من الجنوب اللبناني.
وقالت صحيفة لوموندا انه من العجب ان الكثيرين حتى في لبنان وسوريا بدأوا يرون ان الانسحاب الاسرائيلي ينطوي على خطر كبير للمنطقة رغم ان الأصوات كثيرا ما نادت في الماضي بأن يتحقق حتى تعود للبنان حرية أراضيه واستقلالها.
واتفقت صحيفة لوموندا ومجلتا لوبوان وجون افريك على ان انسحاب القوات الاسرائيلية من ال850 كم مربعا التي تحتلها منذ 1982 في الجنوب اللبناني يرجع الى عمليات المقاومة الشرسة التي يقوم بها حزب الله ضد الجيش الاسرائيلي في المنطقة 7 والتي تجعله يدفع ثمنا فادحا لبقائه في المنطقة.
ورأت أنه لو تم الانسحاب الاسرائيلي في الموعد المحدد له لجرد اللبنانيين والسوريين من ورقة حزب الله حتى لو بدا هذا الانسحاب وكأنه هزيمة سياسية لاسرائيل,, فقد كان السوريون في رأي محللي الصحف الفرنسية يضغطون من خلال حزب الله على اسرائيل بحيث يجعلونها ترضخ بفضل استخدام القوة العسكرية لما سبق ان رفضت الإذعان له من خلال الدبلوماسية السلمية وقرارات مجلس الأمن القاضية بانسحابها من منطقة الجنوب اللبناني.
ويشير المحللون الى أن دمشق كانت تقول لاسرائيل بشكل غير مباشر من خلال عمليات حزب الله ان المقابل لسلامة الجنود الاسرائيليين في لبنان هو الجولان,, أما اليوم وقد أعلنت اسرائيل عزمها الانسحاب,, فترى ما الذي ستقوله لها دمشق هل يكون سلامة مدن الشمال الاسرائيلي وقراه مقابل الجولان مع كل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر.
وركزت صحيفة لوموند ومجلة جون افريك على أنه من المؤكد انه اذا تعرض شمال اسرائيل للخطر من جانب حزب الله فان اسرائيل ستنفذ تهديدها الصريح الذي ورد على لسان وزير خارجيتها ديفيد ليفي ولتحولت القوات الاسرائيلية الى قصف صريح ومباشر وبلا حدود حسبما تقول لوموندا للبنى الأساسية العسكرية والمدنية على حد سواء في لبنان وللقوات السورية في هذا البلد بل وداخل الأراضي السورية ذاتها,, وبمعنى آخر فإن الأمور تتجه الى مواجهة بالغة الخطورة بين الجانبين السوري والاسرائيلي مالم يتم انقاذ الفرص الأخيرة المتاحة للسلام.
ويقول المحللون في الصحف الفرنسية ان موقف دمشق لم يتغير أبدا منذ عام 1967 مع قبولها لمبدأ التفاوض مع اسرائيل,, فهي قد أصرت دوما على أن تنسحب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها لكي تقيم معها بعد ذلك سلاما,, أما اسرائيل فهي تريد ان يتم التفاوض على جميع الأمور قبل الانسحاب من الجولان الذي اشترطت مؤخرا تحت تأثير القوى المعارضة داخلها ألا يتضمن الجزء المطل على بحيرة طبرية.
وتشير الصحف الفرنسية الى ان دمشق كانت تنجح دائما في اختيار الوقت المناسب لكل قرار,, وأنه سيكون مستغربا على حد تعبيرها ان يهدر الرئيس السوري حافظ الأسد فرص السلام وهو الذي قبل معاودة التفاوض مع اسرائيل بشأن الجولان بعد ان لمس جدية الولايات المتحدة في هذا الصدد.
وترى لوموند ان الرئيس الأسد حائر بين رغبته في التوصل الى سلام من جانب وبين ضرورة بل وحتمية تفرض نفسها عليه وعلى الساحة ألا وهي التمسك بالعودة الى خط حدود الرابع من يونيو 1967 بين سوريا واسرائيل,, وذلك على الرغم من ادراك الرئيس السوري لكون ولاية الرئيس الأمريكي قد شارفت على الانتهاء ولكون ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل يصطدم بائتلاف يزداد تذمرا باطراد.
أما جون افريك فترى ان الاسرائيليين سيحاولون إحداث تغيير سياسي أو استراتيجي في لبنان قبل الانسحاب من الجنوب,, وتقول انه ربما يتمثل هذا التغيير في المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان مقابل الانسحاب الاسرائيلي من جنوبه وان دمشق وبيروت تدركان ذلك تماما وتتوقعان ان يكون هذا هو الهدف القادم لإسرائيل بل انها ذهبت الى حد توقع ان تبقي القيادة السورية ضغطها على شمال اسرائيل من خلال المنظمات الفلسطينية التي ترعاها وكذلك العناصر المتشددة للمقاومة اللبنانية.
وتوقعت المجلة ان يصل الأمر الى حد ضربات جوية اسرائيلية ضد لبنان وضد سوريا نفسها تبعا للأوضاع السياسية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved