خسرت حبيباً وأخاً ناجحاً

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
فاضت المشاعر الانسانية من الاقرباء والمعارف تجاه وفاة اخي الشاب صالح بن خالد الريس رحمه الله واسكنه فسيح جناته وعوضه عن معاناته وصراعه للمرض العضال (اللوكميا) او سرطان الدم امنا وراحة وروضة من رياض الجنة, ادخل اخي صالح بعد انتهائه من اختبار الكفاءة المتوسطة الى مستشفى الملك فيصل التخصصي لاول مرة في شهر يوليو 1998 لاصابته باحتقان في الحلق وشحوب في الوجه وانتفاخ في الغدد اللميفاوية والم في العظام وبعد اجراء الفحوصات اللازمة تبين اصابته بمرض سرطان الدم اللميفاوي الحاد مما سبب شعورا بالحزن لدى والدي ولدى اخي صالح وللاسرة وكان قبل شهر يتمتع بحيوية ومرح الشباب وبناء على هذا التشخيص اعطي علاجا كيماويا مكثفا لمدة 3 أشهر تحقق بعده هدأة تامة مع مراجعات اسبوعية للمستشفى التخصصي لمتابعة حالته وعلاجه وخلال مرضه ادى اختبار الصف الاول الثانوي (منازل) وقد كان خلال مدة العلاج شابا تقيا مؤمنا حريصا على اداء الفرائض جادا مع ربه في اداء ما عليه من عبادات الى جانب انه كان ممارسا لبعض الهوايات وكان رحمة الله عليه لديه الطموح الى ان يصبح طبيبا جراحا لما يتميز به من ذكاء حاد.
وعلى سبيل الاطمئنان سافر اخي صالح الى الولايات المتحدة الامريكية في منتصف شهر يونية 1999 والى مستشفى M.d اندرسون (هيوستن) واخذت عينة من نخاع العظم تبين معاودة المرض اليه لسوء الحظ مما سبب شعورا كبيرا بالاحباط لدي ولدى الجميع، ونحن نرى صالح يذبل وتذوي زهرة شبابه، ولكنها ارادة الله عز وجل.
وقرر الاطباء اخذ جرعة مكثفة من العلاج الكمياوي ثم عملية زراعة نخاع العظم ونتيجة لعدم توفر متبرع مطابق مناسب تأخرت عملية الزراعة، فأعقب ذلك نكسة المرض عليه مما اضعف عمليةنجاح الزراعة للاسف.
وبعد ذلك تم وجود المتبرع وتمت عملية الزراعة بنجاح في 9 ديسمبر 1999 بولاية ساوث كارولاينا/ كولومبيا في مستشفى رتش لاندموموريال وقد تبع عملية الزراعة انتكاسة المرض وبشراسة وبصورة سريعة مما اضعف نجاح المحاولات العلاجية معه ثم تمت محاولة اخيرة وهي عملية نقل خلايا الدم البيضاء ثم عملية نقل خلايا الغدد اللميفاويةويعتبر من اوائل المرضى الذين تمت لهم العملية.
وقد غادر الولايات المتحدة الى الرياض في شهر مارس عام 2000 بطائرة اخلاء طبي وبقي مدة اسبوعين يصارع المرض اللعين وبعدها انتقل الى رحمة الله في 9/12/1420ه, واديت عليه صلاة الميت يوم العيد.
رحمك الله يا اخي فقد خسرت اخا حبيبا وشابا ناجحا واني على يقين انه من قرأ هذا المقال وتعاطف مع حالة احي سيدعو له بالرحمة وان يسكنه منازل الصديقين والشهداء جزاء صبره واحتسابه فقد كان رحمه الله مؤمنا بقضاء الله وصاحب ارادة قوية لم ينهزم او يستسلم لهذا المرض.
اما والدي ووالدتي واخواني فعزائي لهم ان يعظم الله الاجر وان يجعله شفيعا لهم.
و(إنا لله وإنا اليه راجعون).