السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت المقالة الرابعة والخامسة عن فقيد الوطن الاستاذ عبدالوهاب الفهد العيسى رحمه الله واسكنه فسيح جناته بجريدة الجزيرة يومي 19، 20/12/1420ه لقد هالنا ما ذكرته عن الراحل,, لقد اخرجت الدموع من عيوننا قسرا فسالت على الخدود حارة مثل حرارة الفقد,.
لماذا دائما لا نعرف مثل هؤلاء الرجال الطيبين الا بعد ان يُغيبه الموت؟,, لماذا كل هذا الجحود منا تجاه ما قدموا لبلادهم ومواطنيهم؟,, سوف أكفيك الإجابة,, إنهم يريدون ذلك,, انهم لا يحبون الشهرة,, ويريدون ان تكون أعمالهم سرية بينهم وبين رب البريات,.
ولكن دعني اتساءل ثانية,, أليس من حقنا ان نعرف عن هؤلاء فندعو لهم ونشكرهم؟,, فمن لا يشكر الناس لا يُشكر,, ومن فعل لكم خيرا فكافئوه,,, والمكافأة هنا هي الدعاء لهم.
لم نكن نعرف عن هذا الرجل كل هذه المآثر,,, كل هذه الخدمات الانسانية,, كل هذه الاخلاقيات العربية الأصيلة,,.
سبحان الله,,, دائما الإنسان لا يُعرف ولا يُشهر الا بعد موته,.
حقاً إننا كما ذكر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (أنتم شهداء الخلق في الأرض) أو كما قال,,, عليه الصلاة والسلام.
أخي د, فهد إنك من الأشخاص الذين كانوا اقرب للراحل فوصيتي لك الا تترك العمل الإنساني الذي كنت تقوم به اثناء وجود الراحل,,, وعليك الآن البحث عن أناس آخرين لهم نفس صفات الراحل وحسبي أنهم كثيرون ولكنهم كما قلت لا يحبون الشهرة,,, وهذا سوف يكلفك الكثير والكثير,,, ولكن هذا ليس بصعب على الرجال الذين يحبون فعل الخير,,, خاصة وان لديك الآن معاملتين هامتين تتطلبان الإنجاز الفوري واحدة كفاك فيها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان جزاه الله خيراً,,, فهل ستترك الاخرى على مكتبك وتقول لأصحابها بأن من كنا نلجأ إليه بعد الله قد مات,, إن هاتين المعاملتين سوف تكشفان لك أناسا طيبين أمثال أبي ياسر,,.
فهلا فعلت,,, أجزم بأنك سوف تفعل,, لأن مثل هذه الاعمال الطيبة والخيّرة,,, قد تربعت في سويداء قلبك الكبير ولن تتردد في السير قدماً حتى تُسعد أولئك المحتاجين.
أسعد الله أيامك,,,, واكثر الله من أمثالك,, وأعانك
عقيد مساعد منشط اللحياني
الرياض