Tuesday 11th April,2000 G No.10057الطبعة الاولى الثلاثاء 6 ,محرم 1421 العدد 10057



ما يدري خراش ما يصيد!
الشواهد ترقى بالذائقة وتلين نهج الطرح

جميل حين يتكلم الأستاذ، ويصغي التلميذ إلى درر معلمه فيتلقاها بقلب عقول ولسان سؤول عما يبهم معناه في الأذن لكن حين يكتب المعلم ويقرأ التلميذ يجد المادة المسبوكة، والمعاني الرصينة الدالة على شمولية الفحوى المكنوز متنها بلآلئ وأصداف يعجز عن استقصائها فما يدري خراش ما يصيد من أثير ما بالورق وتصفح الكتب، فإنه عندها يقف أمام أي بيان وبلاغة متمكنة تصله إلى المعنى دون تحفز إلى البذل لذلك سبيلا,, وماذا عسى لمثلي أن يقول,, عدا شيء من الاعجاب لعل فيما بين السطور ان يوصله.
كان لابد وجزء من الحق أن أصدر بهذه الأسطر,, ما سطره الأديب الأريب والكاتب النجيب د, حسن بن فهد الهويمل رئيس النادي الأدبي ببريدة في رواق صحيفتنا الجزيرة عدد 10046 في معرض ايجازه الممتع عن واقع الأدب العربي في المملكة العربية السعودية.
وهو سلمه الله يتحدث بما أعطاه الله من جودة السبك:
والأدب أي أدب يرتبط بجذوره، ويتأثر بامكانياته المتاحة، والسياقات السياسية والدينية والاجتماعية هي بلا شك مخرجات أدب الأمة وفكرها ,وما ذاك الا لاختلاب المراد لايصاله إلى مكنون الفؤاد,, حين أوجز عن الأدب بما لم أسطع على الاستشهاد منه صبرا كقوله: كانت الإسلامية فيه أي الوطن أقوى من العروبة بشقيها الوحدوي والقومي، والأخلاقية أمكن من الحرية، والجد في الأداء أكثر من اللهو والمحافظة أوسع من التجديد , ثم تعريضه بجمال عرض يفي بالغرض عن مهية المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حين ابتنى هذه الدولة السلفية بزنده مِن مَن,.
يدفع ظلماً، ويستعيد حقاً، ويوحد أمة ويقيم شرعاً، وينهي فتنة ويلغي أنظمة اقليمية وقبلية .
ثم ختم الكاتب العزيز هذا المنحى عن توحيد الوطن بقوله: بمنجزه طويت صفحة الفرقة وانتهت معركة التكوين,, لتبدأ معركة البناء، وفيما تشكلت حواضن الأدب المعاصر في المملكة , ولعله لم يذهب بعيداً وهو يثري للعهد الشاب ب: (السيف والقلم أنشأ دولة حضارية وأدباً حياً متفاعلاً، وهمها الديني حفز الخصوم للقضاء عليها، فعل ذلك الاتراك في الدور الأول ، وعرف بسقوط الدرعية، وعملت الدسائس والتنازع الداخلي على سقوط الدور الثاني ).
وما ذاك دافعه إلا لايصال المعلومة وتثبيتها من بعد ,, التي تختفي حينا عن ذهن الجيل السادر إثر محدثات كافية لاستغراقه بها عن أن تبقى حيزاً لغيرها، قال في هذا: والحديث عن الأدب في المملكة يستدعي تقصي احواله قبل التوحيد واثناءه، فالبلاد كانت مجموعة امارات ضعيفة شغلها شظف العيش,, وألهتها الفتن عما فوق الكفاف وهذا اختصار يكفي ويفي، ثم يذكر مداخل المؤثرات التي فيما بعد انتجت لتنهض مشروع الأدب: ,, وكانت الصحافة والطباعة والتعليم والحرمان الشريفان وما يفد إليهما,, ومن يحاور فيهما من أهم عوامل النهضة الأدبية .
وقبلها يوجز بما أعطاه الله من علم عن مناحي الأدب وكيف تنعطف بتأثير مباشر أو غير مباشر من أجواء تفد برياحها أن: هيئ التواصل المباشر من الآداب الغربية بالبعثات والترجمة والاستقدام ما شكل بعض الأدب به منظومة اعلامية تنافح عن تلك القيم والمناهج الوافدة، وهو ما لم يتعرض له الأدب المعاصر في المملكة بشكل مباشر .
إلا أنه يعود معتذراً,, أو مبيناً: الأدب صدى المجتمع وحسيس مشاكله، ومنتج أوضاعه تنتجه المواقف والتجارب,, والتطلعات .
حسبي وقد أثنيت على اجمال تصديره للمادة من الغرض,, أن أثني على جمال استقرائه في ايجاز غير مخل، ولا ضير عليه وقد أعطي القدرة لايصال المعلومة وايجازها بقليل من العبارات الدالة والدلالات الموصلة، يكفينا شاهد,, ويكفيه قوله من سياق دفاعه عن لغة القرآن الكريم في وجه العطاء الشعبي أو العامي أو,,:
ليس من العقل ان نسعى بطوعنا واختيارنا لاستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، فالأمة لا تكون أمة إلا بلغة واحدة، والأدب لا يكون أدباً إلا بلغة صحيحة فصيحة لها نظام ولها معاجم ولها تاريخ ولها تراث متعدد، والأمة العربية لا يمكن أن تجتمع إلا على لغة القرآن .
هذا مما طال نفسي أثره، فهل علي أثره.
اقول بعدها فإني استلحق استاذي العزيز فيما أجاد عدم ذكره لبعض الشواهد لترتقي مع معروضها الذائقة تصنيفاً، وأيضاً لتليين نهج الطرح,, حتى يخرج عن نمطية السرد التي اتبعها ربما ,, لمجال المساحة المتاحة لكني أعود معتذراً له أنه كان يوجز تاريخاً,, لا يطرح مادة!
وإن وهن اعتذاري له، فالرجاء من الله ثم منه أن يوجز لنا لاحقاً مادة شاهدة على ترقي الأدب والشعر بخاصة انتاجاً وعطاءً في مراحل بناء العهد الذي من فضل الله علينا نتفيأ ظلاله ونتفكه من ثماره,, شكري لله أولاً، ثم لصحيفة الجزيرة التي احسنت صنعاً باستقطاب أبو أحمد ليكون احد تيجان إثرائها، ثم للأستاذ الدكتور الكريم خلقاً وعطاء على ماله في الساحة من تواصل وهو وعلى ما أظن يستغني عن الايفاء عنه من مثلي، لكنه شيء في النفس اذكر ما استطيع منه,, وماند عنه بياني اختزنه بدعوة له في ظهر الغيب عسى الله أن يقبلها,, وللجميع شكري الباقي.
عبدالمحسن بن علي المطلق
الرياض
(1) أصل الموضوع / محاضرة سبق أن ألقاها الأستاذ الكريم في النادي الأدبي.
(2) و,, بدل من كلمة أوسع أن تكون أولى فهي أقرب للمقصد الذي رناه المحاضر.
(3) في المجلة العربية عدد 274.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved