كالجسد الواحد,,.

عزيزتي الجزيرة:
دائما هم محظوظون أبناء هذا البلد الكريم بقيادة تتعايش مع قضايا الأمة الاسلامية قلبا وقالبا فقبل أيام تابعت كما تابع غيري حملة التبرعات للجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب الشيشان والتي تبنى إقامتها مشكورا صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وقد كان لتبنيه هذه الحملة بالغ الأثر حيث كانت الحملة تفوق مستوى التطلعات من حيث التفاعل الشعبي مع هذه الحملة وقد تجسدت في ليلة الأحد الماضي صورة من التلاحم بين الشعب السعودي وإخوانه شعب الشيشان المسلم الذي يذوق ويلات الاعتداء الروسي الوحشي وهذه الحملة تدل بجميع جوانبها على الموقف السعودي الواضح تجاه قضايا الأمة الإسلامية وهذا الشعور هو الذي عبر عنه الشاعر الاسلامي حين قال:

إذا اشتكى مسلمٌ في الهند أرَّقني وإن بكى مسلمُ في الصين أبكاني ومصر ريحانتي والشام نرجستي وفي الجزيرة تاريخي وعنواني

فهذا الموقف هو موقف هذه البلاد دوما وأبدا، ومن ظن غير ذلك فإنه لا يمثل إلا رأيه ولا يعبر إلا عما يجول في نفسه إذ ان نظرته لا تتعدى الحدود الجغرافية والصلة النسبية ولذلك فإن نظرته هذه تحول دون نظره الى الابعاد الدينية التي تنطلق منها وإليها مواقف هذه البلاد منذ عهد بعيد.
مرة أخرى أقول إن الحملة نقلت الصورة المشرقة التي تظهر بها هذه البلاد مع كل القضايا الإسلامية وهذه النصرة تحيي في النفس وحدة الامة الاسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس وتعيد للروح شيئاً من الشعور بالجسد الاسلامي الواحد.
أسأله سبحانه أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها وأن يوفق قادتها لكل خير وأن ينصر إخواننا المسلمين في الشيشان وأن يشتت الروس ويهلكهم إنه سميع مجيب (ألا إن نصر الله قريب).