احتراف سامي الجابر

* لندن خاص بالجزيرة: أسامة صادق
الضجة الإعلامية التي حدثت حول مسألة احتراف النجم سامي الجابر بصفوف نادي نوتنجهام فورست الانجليزي تستحق وقفة طويلة,.
فالواضح أن هناك نوعا من سوء الفهم قد حدث بين الهلال والاتحاد السعودي لكرة القدم,, وبين نادي نوتنجهام فورست.
اتصلنا بالمسؤولين بالنادي الانجليزي المشهور,, والذي يلعب حاليا بدوري الدرجة الأولى ويسعى للصعود إلى الدوري الممتاز,, فقال لنا ينك لوزي أحد المتحدثين باسم النادي إن سامي جاء إلى النادي ( ولم يتم استدعاؤه) بناءً على توصية من كالجان مسؤول الفريق الاحتياطي بالنادي وتمت تجربة سامي أمام ديفيد بلات مدرب الفريق وأعجبوا بمهاراته الفردية واسلوبه في اللعب,, ولكن,.
وهنا تأتي المشكلة,, حيث تجاهل النادي الانجليزي كل الأعراف الدولية والقواعد المعمول بها في مجال الانتقال سواء الشراء النهائي أو على سبيل الإعارة,, وقرر الدخول إلى البيت من النافدة,, أو كما نقول في الأمثال العربية حدثه في نعل حذائه أي بمعنى أن الشخص عندما يتكلم مع آخر,, وكنوع من الاحترام يجب أن ينظر إليه مباشرة,, النادي الانجليزي قفز هكذا على الحواجز,, وقرر أن يخاطب الاتحاد الانجليزي مباشرة,, ليخاطب الأخير بدوره نظيره السعودي ويطلب البطاقة الصفراء الدولية التي تعني الاستغناء نهائياً عن اللاعب لناد آخر,.
عنصرية
هكذا وكأن الأندية الانجليزية تتعامل مع غيرها من الأندية العربية بالنظرة العنصرية التقليدية,, فلم ينظر بشيء من الاحترام إلى التقاليد المتبعة وبدلا من التفاوض مع نادي الهلال سلك طريق الغباء بعينه,.
ومن حق نادي الهلال في هذه الحالة أن يرفض الاستغناء عن نجمه,, لأن الانجليز تعمدوا إغفال العادات والتقاليد والأعراف الدولية ليس كل الأندية الانجليزية تفعل ذلك - رغم أن الأندية الانجليزية تهتم بكل ما هو صغير وأقل من صغير في عقودها,, باعتبار أن العقد شريعة المتعاقدين وحتى لا تتكرر تجربة فؤاد أنور عندما ترك فريقه الشباب لخوض تجربة ما في الصين,, ومن هناك كان اتصال نادي النصر به,, واستطاع فيما بعد ضمه وإن كان الشبابيون يقولون على سبيل المزاح من خرج من الشباب ,, قل شبابه,.
نعود إلى سامي الجابر لنقول إن هناك تضاربا في التصريحات التي خرجت من النادي السعودي حول المسألة، فالمهندس عبدالله الجربوع مسؤول الاحتراف بالهلال قال بالنص: سامي مرتبط احترافيا مع الهلال بعقد مدته 3 سنوات، والجابر ذهب إلى نوتنجهام لخوض تجربة احترافية,, والتفاوض ونادي الهلال والاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الاحتراف قدموا كافة التسهيلات في هذا الجانب ليتمكن الجابر من الاحتراف في انجلترا,, لكن المشكلة أن مسؤولي نادي نوتنجهام طالبوا بارسال البطاقة الدولية الخاصة لسامي ليشارك معهم بصفة رسمية وهذا من الصعوبة تحقيقه,, لأنه لم يتم توقيع عقد رسمي بين الأطراف الثلاثة,, الهلال، نوتنجهام وسامي,.
تناقض
التناقض هنا واضح,, إدارة الهلال وافقت على سفر سامي لخوض تجربة احترافية يا أيها السادة ما معنى تجربة ,, معناها أن النادي السعودي سمح للاعب بأن يذهب إلى انجلترا,, لمحاولة اصطياد عقد من نوتنجهام,, ولكن المسؤولين في النادي الانجليزي استطاعوا أن يمسكوا العصا من النصف,, ورموا بالكرة مرة أخرى في الجانب السعودي,, عندما خاطبوا الاتحاد الانجليزي مباشرة,, بدون أن يسلكوا المسلك الطبيعي,, ألا وهو فتح قناة اتصال مع نادي الهلال,, ربما لأسباب لا أعرفها,, وإن كان مسؤول بنادي الهلال أكد أن نوتنجهام فروست قدم طلباً لنادي الهلال يرغب فيه بمجيء سامي إلى انجلترا لتجربته,, ولن أذكر مرة أخرى أن المكتب الصحفي للنادي الانجليزي قال لنا بالحرف ,, ان سامي جاء إلينا بناء على توصية ولم يطلبه النادي ,.
أين الحقيقة؟ وهل استطاع سامي إقناع الانجليز بأن لديه استغناء حرا من ناديه,, أو على الأقل استعداد بالاستغناء,, أو وعد شرف بالاستغناء عنه للانضمام لنوتنجهام,, لأنه من واقع إقامتي في هذه البلاد أعرف ما هي الضوابط والقيود المشددة التي يفرضها الانجليز على مسألة انتقال اللاعبين خاصة من الشرق الأوسط إلى انجلترا.
نصب
ما أخشى منه هو وجود عملية نصب فاضحة,, الجانب السعودي يقول إن السمسار العاجي فوفانا هو الذي أغرى اللاعب والهلال,, بينما ينفي الانجليز حتى وجود لكلمة سمسار في هذه المسألة,, وهم مؤمنون بأن دول الشرق متخلفة كروياً لدرجة أنه لا يوجد لكل لاعب مدير أعمال أو وكيل أعمال أو هكذا,, ولهذا فهم لا يعمدون كثيراً للتفاوض مع لاعبين من المنطقة العربية إلا إذا كان لهم وكلاء معتمدون,, ولهذا يأتون باللاعبين المغاربة,,وأخشى أن تكون العملية كلها فرقعة إعلامية يريد من خلالها السمسار أو السماسرة أن يؤكد للاتحاد الانجليزي قدراته على احضار أي لاعب يرى أنه يستحق الاحتراف في انجلترا من الشرق الأوسط حيث يتعاملون هنا بحذر وعنصرية شديدة وبالتالي تكون له نسبة مالية معتمدة,, وتعتمد على سن وقدرات اللاعب,, وربما يكون سامي هو التجربة المثالية لهذا الموضوع,.
أخيراً
أخيراً ما أريد تأكيده هو أنني وجدت غموضاً واضحاً في الموقف الانجليزي,, خاصة من نوتنجهام,, الذي كان تأكيدهم على أن اللاعب جاء بنفسه ولم يتم استدعاؤه,, وأنه تمت تجربته وعاد إلى بلاده لحين الانتهاء من المشكلة,, والمشكلة هي أن الجانب السعودي لا يريد إرسال البطاقة الدولية ,, وأن الموقف هو فقط مجمد أو معطل أو ليس فيه جديد,,