Tuesday 11th April,2000 G No.10057الطبعة الاولى الثلاثاء 6 ,محرم 1421 العدد 10057



نصف القمر
أول الحب سباب!!
خالد محمد الخليفة

* للشعر ايا كان نوعه لغة خاصة,, وموسيقى عذبة,, ورؤية متفتحة متفردة,, وهدف نبيل,, ينأى بنفسه عن مزالق الكلمات ومواطن الشبهات,, ولهذا وذاك كان له هذا الحضور المبهج والمفعول السحري الجذاب الذي توَّجه سيدا يقف شامخا في مقدمة الفنون الادبية لدى معظم المتذوقين ورواد الحركة الادبية من الجنسين!
* فالقصيدة بما تتمتع به من مميزات تختلف كليا عن المقالة او القصة او الرواية الى آخر افراد عائلة الادب التي لا تؤمن فيما يبدو بتحديد النسل عطفا على ما نراه يوما بعد يوم من اشكال ادبية متنوعة وان بدت لنا بعض هذه الالوان بين الحين والآخر مزدانة بلغة الشعر وصوره الجميلة!
* بل ان الكلمة الواحدة تأخذ شكلا مغايرا من التوهج والتاثير والعذوبة عندما تسترخي على ضفاف نهر القافية المسكون بالصفاء والنقاء وهي تختال وحق لها ذلك بتاج الشاعرية الجميل حيث يكثر العشاق ويحلو عناق الابداع بين هذه الكلمة المدهشة وأولئك المتيَّمين بالشعر من كتاب ومتلقين ومهتمين على اختلاف مستوياتهم الفكرية والاجتماعية.
* غير ان هناك فئة من المحسوبين على الحركة الشعرية في بلادنا ومنطقة الخليج بصفة عامة لايزالون للاسف الشديد اسرى لهيمنة العبارات النابية,, بل السوقية احيانا,, التي بدأت تغزو حدائق الشعر على نحو يدعو للشفقة والاشمئزاز,
فهذا يوزع اتهاماته للطرف الاخر بالخيانة,, وذاك يعلن خطة,, وآخر لا يتورع عن اطلاق غربان السباب وغيرها من طيور الكلمات المحنطة والمعاني السمجة في سماء الادب!
الى حد ان البعض منهم لا يتردد في توجيه ابشع العبارات لمعشوقته وابيها وامها وبقية ذويها دونما خجل او اية اعتبارات اخرى يفترض ان يترفع عنها!
* ونحن عندما نسمع او نقرأ هكذا شعرا لا نملك الا ان نشعر بالغثيان ,, والاحباط,, والقرف!! فحروفهم ملغمة بالحجارة والشوك والحنظل والمسامير احيانا! ويزداد هذا الشعور عندما يبدر ذلك من شاعر معروف (عليه الشرهة) ويمتلك مقومات الكتابة الجيدة!
* ودعوة صادقة لهم بأن ينأوا بأنفسهم عن هذه الزلات بتهذيب عباراتهم وتقويم ألسنتهم ولو تطلب الامر في حالة عجزهم عن تنفيذ ذلك بمبادرة شخصية ان يلتحقوا بدورة تنظيم لهم خصيصا لهذا الغرض!!
* وحقنا على القائمين في مجال الاعلام ان يمنعوا الماء والهواء والضوء عن قصائدهم مهما كانت جميلة على ذوق المتلقين الذين هم اسياد الساحة حقيقة لاننا نخشى على شهيتهم من المنفرات وليتخذوا من انفسهم درعا يحمي الجميع من هؤلاء الاشقياء!!
فهناك من لا يفرق بين قصائد الهجاء وخطب الشتم ومحاضرات السباب من جانب ولغة الابداع الراقي من جانب آخر وسامح الله شاعرنا العربي القديم الذي قال ذات يوم:
(واول حب يابثين سباب!)
* لوحة عربية:

ان كنت سائلتي هواي
فهاك من شعري دليل
* لوحة شعبية:

مدام ان الزمن خلى الشجاع بوقتنا مهزوم
اجل خلُّوا ضعيف النفس يقصر شره أشوى له
وبعدين!!
هذه الكلمة نسمعها كثيرا ونقولها اكثر في كثير من همومنا ومعاناتنا العامة والخاصة كذلك فعندما تواجهنا اي مشكلة في هذه الحياة ولم نجد لها حلا لا يكون امامنا سوى هذه الكلمة (وبعدين) ولكن المهم ليس سماعها ولا التلفظ بها انما المهم العمل بهذه الكلمة الهامة جدا, واهميتها تكمن بما معناه انه يجب ان يكون هناك حل نهائي للموضوع الذي قيلت من اجله والحقيقة ان هناك امورا كثيرة ومهمة في الساحة الشعبية لعل من اهمها من وجهة نظري عملية التشكيك في شاعرية الكثير من الشعراء والشاعرات واتهام البعض ببيع القصائد وترويج بعض الاقاويل والاتهامات غير المنطقية والبعيدة كل البعد عن المبادىء والاخلاق والعادات التي تعودنا عليها كأبناء لهذا الوطن الغالي علما بأن هناك امورا يجب عدم ذكرها حتى في حالة وجود دليل على صحتها حيث يجب على الانسان ان يرتفع عن المهاترات التي تقلل من قيمته امام نفسه قبل الاخرين, المهم من وجهة نظري الشخصية ان حل هذه الظاهرة ليس بالرد على مروجيها بأي شكل من الاشكال انما بعدم الاهتمام بهذه الامور وعدم السماح لها بتحقيق اهدافها وفي حالة تنفيذ ذلك من قبل المتضررين من ذلك سوف تجد الجهة التي تقوم بترويج مثل هذه الامور نفسها الخاسر الوحيد في النهاية ومهما حاول البعض تسمية هذه الظاهرة بالاثارة الصحفية فهي في الحقيقة اثارة غبية وغبية جدا؟

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved