Tuesday 11th April,2000 G No.10057الطبعة الاولى الثلاثاء 6 ,محرم 1421 العدد 10057



أضواء
ماذا يُخطَّط للبنان في هذا الصيف,,؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الذي يتابع التصريحات التي تتناثر منذ فشل القمة السورية الامريكية بل ومنذ إعلان رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك عزمه على سحب قواته المحتلة من جنوب لبنان، يشعر بأن هناك شيئا ما يدبر للبنان وسوريا للضغط على قيادتي البلدين حتى يرضخا لما هو معروض عليهما من مخططات سلام .
بالنسبة لسوريا لسنا بحاجة الى اعادة ما تقوم به جهات سياسية معروفة ووسائل إعلامية غربية لتحميل سوريا تبعات توقف المفاوضات مع اسرائيل في المسارين السوري واللبناني، بل وفي احيان كثيرة يصل الامر الى حد الاساءة الى سوريا وقيادتها، مرة باتهامها كدولة مساندة للارهاب ومرة بغياب الديمقراطية، ناهيك عن الضغوط الاقتصادية.
اما لبنان فإنه بالتحليل المتأني والربط المنطقي بين تصريحات المسؤولين الاسرائيليين وبعض المسؤولين الامريكيين - وبالذات الناطق باسم وزارة الخارجية - وما ينشر من تقارير في وكالات الانباء الغربية وربط كل ذلك مع ما تقوم به اسرائيل من مناورات سياسية وتحركات دبلوماسية يصل المراقب المحايد الى ان المراقب العربي لا يمكنه ان يكون محايدا في مثل هذه الظروف .
كما ان المراقب المحايد والمنصف يرى بوضوح وببساطة ان هناك تخطيطاً خطيراً يوضع للبنان، يجعل من صيف هذا العام صيفا ساخنا جدا في لبنان، من خلال تنفيذ عدة مخططات جميعها تسعى الى تفجير الاوضاع لاشعال جملة حروب وليست حرباً واحدة وعلى مساحة واحدة.
بتوضيح اكثر، تعمل اسرائيل على صنع فتنة في جنوب لبنان لإغراق المنطقة التي تحتلها الآن في بحر من الدماء بعد الانسحاب منها، من خلال تغذية التنافر والخلافات بين اللبنانيين واللبنانيين وبين اللبنانيين والفلسطينيين.
بين اللبنانيين واللبنانيين وهو ما يمكن حدوثه بين القوات اللبنانية الشرعية والقوى الوطنية في جنوب لبنان، وبين القوى التي ظلت تتعامل مع اسرائيل طوال العشرين عاما، فهؤلاء الذين خدموا اسرائيل والمصنفون كعملاء لها في المنطقة ستتركهم اسرائيل وترحل طبعا بعد ان تسلحهم، وفي المقابل هناك العديد من الجماعات والاحزاب اللبنانية التي تريد ان تقتص منهم، وافضل عرض يقدم لهم هو تسليم انفسهم للسلطات الشرعية اللبنانية ليفصل القضاء في وضعهم، إلا ان تصريحات كبيرهم انطوان لحد تؤكد ان لهم دورا مرسوما مطالبون بتنفيذه وهو ما يجعل حتمية نشوب حرب بين الجماعتين بمجرد انسحاب اسرائيل.
هذا من جهة اما الجهة الثانية فهو نشوب حرب بين الجيش اللبناني من جهة وبين العناصر المسلحة في المخيمات الفلسطينية، خاصة بعد صدور تصريحات من كلا الجانبين تشير الى ان الاحتكام الى لغة سلاح ليس بعيداً لحسم مسألة وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
هذا المخطط يجب الانتباه له جيدا ليس من قِبل اللبنانيين ولا السوريين فحسب، بل من كل العرب، إذ ان نجاح هذا المخطط المركب سيدمر كل ما انجز من سلام وسيعيد المنطقة العربية وليس لبنان الى الحرب من جديد.
حرب سيحارب فيها الى جانب اسرائيل بعض من يحملون الجنسية العربية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved