أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th April,2000العدد:10070الطبعة الأولىالأثنين 19 ,محرم 1421

مقـالات

وسميات
اليابان,, حطمت البيبان
راشد الحمدان
كم تعمل في اليوم من الساعات؟,, وكم تقرأ في اليوم من الصفحات,, ما مدى تفاعل عقلك الجبار مع ما تراه عيناك,,؟ وما تسمعه أذناك,, وكيف يتفاعل هذا العقل مع عقول الآخرين؟! واذا كان لديك آلة حديثة فهل فكرت فيها جيدا,, هل شغلت ذهنك,, هل حاولت تقليبها بين يديك وكلك شوق لمعرفة أسرار صناعتها؟,, وأيضا,, وأنت تدير موجات الراديو هل فكرت كيف يأتي الصوت,, وكيف تتألف تلك الذبذبات ليتكون الخبر بكلمات تطرق الذهن.
هناك من يفكر جيدا في كل شيء جديد هناك من يطرب جدا وهو يلاحق بعينيه وقلبه وأحاسيسه أجزاء الآلة الحديثة قبل ان يلمس مفاتيحها,, وهؤلاء هم الذين يقرأون بعقولهم قبل ألسنتهم ,, هؤلاء يتمتعون بصفات العباقرة الذين همهم بناء أوطانهم وأممهم بقدرات عقولهم,, الطالب الياباني يظل يقرأ في المكتبة حتى منتصف الليل, وقد ينام فيها, الطالب الياباني لم يهدأ حتى توصل لسر اختراع محرك السيارة الأمريكية,, وهذا الطالب واسمه أوساهير جعل الحاكم الياباني يمنحه من جيبه الخاص خمسة آلاف جنيه ذهبا, لكنه لم يضعها في الخزانة ولم يبعثرها في الهواء وفي طرق الملذات,, بل اشترى بها عدد صناعة ثم فتح ورشة وصنع عشرة محركات كتب عليها,, صنع في اليابان,, لكنه لم يصل الى هذه النتيجة الا بعد ان مر بمراحل صعبة من الدراسة والتمحيص والمتابعة وقراءة كتب الميكانيكا,, وخضع للعمل في ورش السبك الصناعي تحت اشراف عمال ليس لديهم مؤهلاته الدراسية,, فكان ينبهر بهم ويرى أنهم أصحاب عقول كبيرة,, اشترى أوساهير محركا لأول مرة ثم فككه قطعة قطعة,, ورسمه على ورق,, ثم أعاده من جديد وشغله فاشتغل فأحس بأنه يسير في الطريق الصحيح ولما علم موجهه بذلك أعطاه محركا ناقص العدة, واختبره وعرف علته بعد ذلك فصنع القطع الناقصة بالمطرقة والمبرد, وشغله فاشتغل,, فنسي دراسته للدكتوراه وتوجه للصناعة العملية, وأخيرا فتح ورشته, وصنع تلك المحركات بعد ان جاهد لمعرفة أسرار الصنعة,, وقدمها هدية لليابان وسجل اسمه في سجل الشرف, وهاهي اليابان تغزو بسياراتها ومخترعاتها المتنوعة أسواق العالم,, حتى السوق الذي تعلم فيه أوساهير الصنعة انبهرت بالصناعة اليابانية,, انه الاصرار وعدم تضييع الوقت,, ورسم الخطط للوصول الى الهدف الأسمى, وكان أساهير هو البطل,, وكانت بلاده هي التي حطمت البيبان.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved