أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

مقـالات

نوافذ
الحل
جوع وفقر وغياب جميع أشكال التقدم الحضاري التي تخفف على الانسان قسوة صراعه, لم يزرهم الغيث منذ سنتين ونحن كذلك لم يزرنا، ولكنهم في القرن الأفريقي هناك تشتبك المأساة الانسانية بين الطبيعة والمحيط الخارجي، ولكن المطر لم يزرنا نحن ايضا منذ سنتين!! والمخزون المائي لدينا في طريقه للنضوب حيث ينحصر هذا المخزون بما يكفي للعشر السنوات القادمة فقط، ومها كان البوق الاعلامي مرتفعا فانه لم يطلق صفارة الانذار بعد!! داخل رأس كل فرد يقطن هذه البلاد.
وتتم عملية الاستنفار الشعبي عادة عندما تتربص الجيوش بالحدود، ولكن العدو هذه المرة تحت اقدامنا حيث يشكل تحديا حضاريا لهذه المنطقة، بالشكل الذي من الممكن ان يسلب المكان والزمان الكثير من انجازاته، ويدخله في كوارث انسانية غامضة النتائج.
لكن على الغالب ما تولد الاعاجيب من فوهة الكوارث!! بل ان الذكاء البشري لا يستفز سوى عند تعرضه للتهديدات الوجودية التي تهدد بقاءه، فيسعى الى طرق جميع الابواب الممكنة وتلك التي قد تقترب من الخيال في سبيل التخلص من مأزقه وتهديداته.
وقد سبق ان قرأت عبر الصحف عن فكرتين في غاية الجرأة والجمال وتتعلقان بايجاد حلول جذرية لمشكلة المياه في المملكة، وحتى الآن لا ادري عن امكانية تطبيقهما على المستوى العلمي والعملي.
الفكرة الأولى:
طرحها عالم روسي من جمهورية (داغستان) تدور حول امكانية اقتطاع اجزاء من الجبال الجليدية في سيبيريا، ومن ثم سحبها عبر البحر بعد ان ترش بمادة خاصة تمنعها من الذوبان وصولا حتى ميناء جدة، حيث تستقبل هناك في حاويات خاصة من الممكن ان تمد المنطقة بكم هائل من المخزون المائي وقد اشار هذا العالم في نهاية مقاله الذي نشر في جريدة الشرق الاوسط بأن هذه العملية تقل تكاليفها عن تكاليف تحلية المياه!!
الفكرة الثانية:
نشرت قبل فترة وجيزة في جريدة الرياض، وهي فكرة جريئة ومتحدية قدمها المهندس السديري، تشرح بطريقة علمية وعبر الجداول والأرقام عن امكانية تحويل بعض من مياه الامطار التي تصب على المرتفعات في الجنوب الغربي من المملكة بمعدل (500) مم سنويا ومن ثم تضيع هدرا في البحر، الى ممرات الأودية الجافة في جنوب الجزيرة لتوفر مصدرا مائيا ثابتا فيصبح الشريان الذي يدفع عن المنطقة خطر الجفاف الدائم.
وكما اسلفت فانا لا امتلك الأدوات التي تجعلني من الممكن ان اقيس الفكرتين على المستوى العلمي، ولكنهما بالتأكيد قد انطلقتا من أذهان متوقدة وخلاقة وقادرة من خلال هبة العقل والتفكير على ايجاد حلول للمآزق الانسانية, فاذاً هذا التهديد المرعب بحاجة الى عملية استنفار شعبي لا ينحصر في الحملات الاعلامية بل يتجاوزها الى الادمغة التي من الممكن ان تشارك في الحلول والبدائل، بل لابد وان تضع جائزة قيمة على المستوى العالمي لأفضل مشروع يقدم في هذا المجال.
هذا قبل ان تتدهور الأمور الى مرحلة يصعب السيطرة عليها!
أميمة الخميس

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved