أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

مقـالات

نهارات أخرى
السقوط الذريع
فاطمة فيصل العتيبي
بدت د, عالية شعيب مساء الجمعة الماضي في قناة الجزيرة ضعيفة الحجة هشة المناقشة لم تستطع أن تنطلق من أرضية صلبة في الدفاع عن آرائها,, وتبدت نبرة الضعف والندم تخالج كلماتها وصوتها ولكن لم تك تملك الجرأة للعودة من آرائها أو أفكارها.
والحقيقة أنني لم أطلع على كتابها القضية ولكن يكفيني منه أنها نفت أن تكون تعرضت للذات الإلهية وصوّرت الأمر على أنه أمر لا يمكن أن تقترفه وهذا بحد ذاته جيد وقناعة استفزت تعاطفنا الطفولي معها!!
لكن العبارات التي ظلت د, عالية شعيب ترددها حول أن الحجاب ليس مقياساً لصلاح المرأة وحسن عقيدتها والدليل أن ثمة نساء كثيرات محجبات ومنقبات يتخذن الحجاب والنقاب سبيلاً لغطاء سلوكياتهن الفاسدة.
والعقيدة محلها القلب وليست مرتبطة بالشكل والممارسة الخارجية .
كانت د, عالية شعيب تردد ذلك في الوقت الذي تدرِّس فيه لطلاب وطالبات الجامعة في بلدها فلسفة الأخلاق فهل يكفي الإنسان لكي يكون خلوقاً أن يؤمن بهذه الأخلاقيات في قلبه ولا تظهر أخلاقه هذه على شكل تصرفات وممارسات مع الآخرين.
هل القضية معنوية مجردة وليس لها مساس بالماديات والأفعال.
ثم متى كانت النماذج السيئة والخارجة هي النماذج التي يستدل بها الواعون والمثقفون وأستاذات الجامعات.
وإذا كانت عالية شعيب تستدل على أن الحجاب ليس مقياسا فما هو مقياسنا لصلاح وتقوى المرأة وحسن عقيدتها,, أليست هي منظومة أشياء متكاملة.
أم تراها، الاثواب القصيرة والأزياء الخليعة والماكياج المبهرج في حضرة الرجال في الاستدلال على حسن عقيدة المرأة!!
** إذا كان ثمة رجل يأتي المسجد دون وضوء ويصلي من أجل أن يتقي جريمة يخطط لها واتخذ من رداء الدين وجاء له واكتشف فيما بعد أن هذا الرجل فاسد ومجرم,.
فهل يترك الرجال المساجد وينفرون من الصلاة لأنها لم تعد مقياسا للصلاح فثمة رجل تستر بها لغطاء أخلاقه الفاسدة.
أي جهل وأي هشاشة فكرية وأي سطحية تخرج للضوء وتلمع على الصفحات والفضائيات بينما هي لا تستحق أن يسلط عليها عود ثقاب لأن لا ثمة فكر أو وعي أو قدرة على المناقشة أو الاستناد على أرضية صلبة قادرة على تحريضك على التفكير أو الجدل.
لقد سقطت عالية شعيب سقوطا ذريعاً وظهرت كطفلة اتخذت من الفقاعات الكلامية لعبة قد لهت بها قليلا وحين وقف الجمع لمناقشتها ارتبكت ولاذت خلف دفاعات هشّة لم تلبث أن سقطت وقدمت لنا ما نقوله دائماً أن مثل هؤلاء النساء اللاتي يحدثن حولهن هالات من الضوء المختلف حين يواجهن الوعي الاجتماعي والثقافي يسقطن في دائرة الفشل لأنهن أقل من أن يقاومن فليس ثمة أرض قوية ينطلقن منها في رحاب المناقشة والاختلاف!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved