أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

مقـالات

المعنى
الفضائيات
تسميم الأفكار,, والبطون أيضاً
عبدالله الصالح الرشيد
المضحكات المبكيات في أيامنا هذه كثيرة ومتنوعة منها ما نراه ونسمعه ومنها ما نقرأ عنه, ولعل أهمها وأحدثها بل وأغربها ما نراه هذه الأيام في بعض القنوات الفضائية العربية مع الأسف من دعاية محمومة لترويج بعض المواد الغذائية المعلبة المستوردة وخاصة نوعيات من الزبدة والجبنة والتونة مما ظهر واشتهر فسادها عيانا في بعض الأسواق الخليجية من الواقع المعاش وتم سحبها من محلات بيع المواد الغذائية والتحذير المتكرر من بيعها وتناولها لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
وانه ثبت انها ممنوع تداولها أو بيعها في الدول المنتجة والمصنعة لها, وانها مخصصة ومجهزة أصلا للتصدير للخارج وخاصة دول الخليج وبعض الدول العربية وتم اكتشاف عدم صلاحيتها أخيرا,, سبحان الله,, هل وصلت السذاجة والاستغفال والاستغلال الى هذا الحد بعد أن غاب الضمير وماتت الانسانية لدى تلك المصادر المشبوهة الحاقدة التي قامت بتصدير هذه المواد المغشوشة وربما السامة مع مضي الوقت والتمادي في الاستهلاك.
ونتساءل وبكل صراحة: ما هدفهم من تصديرها الينا مع معرفتهم المسبقة بعدم صلاحيتها أو عدم فائدتها على الاقل؟,, هل يريدون الاضرار مع سبق الاصرار؟,, ونتساءل مرة أخرى أين الجهات المسؤولة عن الاعلام التي تتركز فيها هذه القنوات ببرامجها الدعائية التي تروج لهذه السموم؟
اذا كان هذا الغش السافر موجوداً في المواد الغذائية فماذا داخل الدواء المعلب والمغلف الذي نتهافت عليه ويصلنا بأغلى الأثمان؟,, الا يكفي ان أجواءنا ترتع فيها أنواع الفيروسات والجراثيم التي تهب علينا من كل جانب فعرفنا عن طريقها وبسببها أمراضاً وحساسيات لم نألفها أو نسمع عن مثلها من قبل؟!
ألا يخفى علينا ان الخضار والفواكه مغروسة ومغموسة بالمخصبات الكيماوية؟,, وهذه القنوات الفضائية التي أخذت تغزونا ببرامجها ودعاياتها من الشرق والغرب فسممت أفكار وعقول وتوجهات ناشئتنا وأجيالنا وعكرت صفو حياتنا وعلاقاتنا,, ولم تكتف بذلك فأخذت تروج لهذه المواد الغذائية الفاقدة القيمة وعديمة الفائدة مع أخواتها الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وغيرها لقاء ثمن بخس,, فيجتمع في أهدافها المعلنة والمبطنة تسميم العقول وتسميم البطون وبمعنى مختصر ودقيق الجسم السقيم في الغذاء العقيم ثم بعد ذلك هل نلوم أعداء الأمة أم نلوم أنفسنا؟ وقد صدق من قال: ويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع فإلى الله المشتكى.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved