أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

محليــات

لما هو آتٍ
في أم القرى 3
د, خيرية إبراهيم السقاف
نشأنا نردِّد متمثِّلين قول الشاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم فيتم التسابق في العزائم على قدر أهلها,,,، ولئن جاءت عطاءات الأميرة النابهة الجوهرة البراهيم على قدر مكارمها بقدر عزائمها فقد كانت في درجتها الأولى تآزراً قوياً، وتكاتفاً صادقاً، ومشاركة غير متردِّدة مع متطلبات حاجات المرافق النسائية في المؤسسات التعليمية في مناطق المملكة المختلفة، إذ لم يحدث أن مرَّت مناسبة في مدينة ودُعيت إليها إلا جاءت بمكارمها مبادرة ملبية للدعوة، تستمع في هدوء واعٍ، وتستوعب في عمق فاحص، وتحيط بالأمور في شمول ودقة متزاملين، لا تتوقع منها سهواً لأمر ضروري، ولا تقابل منها صداً لحاجة ملحة، ولم يحدث أن مرَّ بها أمرٌ من أمور تعليم المرأة الجامعي طُرح للنقاش أمامها، وتبودل الرأي فيه إلا تكون مُلِمَّة بتفاصيله بأكثر مما تُلم به صاحبات الشأن فيه، أو القريبات من مجاله,,,، ولا تعبر معها وعندها الآراء عبور مجلس، ولا عفو خاطر، بل تأخذها بجدية المقتدر، واهتمام الولي، وعناية المسؤول,,, وهو ما تُؤَكِّدُه وتؤيِّده الوقائع والحقائق بكل تجرد,,,، إذ تتواصل بعد ذلك مكارمها المادية لتغطية العجز، أو سد الحاجة,,, إذ من المعروف أن أسباب قصور مواقع تعليم ودراسة النساء في الجامعات يكمن في أن التعليم الجامعي بمستوياته لم يأتِ ضمن مخططات الإنشاء الأولى للجامعات وفق معايير الواقع الاجتماعي وإلا لأنشئت كليات البنات أسوة بكليات الأولاد، ولأقيمت إدارات الطالبات كما أقيمت إدارات الطلبة، ولخصص للأعضاء من أساتذتها النساء ما خصص للأعضاء من أساتذتها الرجال من مكاتب مستقلة مهيأة ومرافق خدمية مستقلة, وحين تزايد العدد طغى في الوجه كل ثقب كان ضيقاً فاتسع,,, وأخذت الجامعات تواجه هذه الثقوب وتحرص على سدِّها، ورفيها،,,, كل جامعة بما أُوتِيَت من عزيمة أهل العزم على قدر عزائمهم,,.
والجوهرة بعثت في العزائم حماسها وأوقدت في أهلها أقدارها بما قدَّمته من عاجل الإمداد وسخيِّه، وواصلت مكارمها المعنوية بمكارمها المادية وأفاضت، إذ خصَّت في البدء أقسام طالبات الجامعات بمبالغ دعم متساوية، رعت فيها عدالة الأم ومؤازرة الولي، فموقعها الاجتماعي مثَّلته خير تمثيل، فهي في حضورها الدائم ومشاركتها القائمة تُهَيمِنُ على الجميع بمظلة ولي الأمر العادل المشارك القريب المستجيب، إلا أنها لم تتوان فيما بعد عن إمدادات إضافية فرضتها الفروق في حاجة هذه الأقسام، فبعد أن قدمت لأم القرى في أقسام طالباتها عشرين مليوناً رفدتها بخمسة ملايين إضافية حسب الحاجة لمؤازرة البناء، وكذلك فعلت مع جامعة الملك سعود فبعد أن أمدَّتها بعشرين مليونا رفدتها باثني عشر مليوناً إضافياً لمؤازرة البناء وإمداداته، وكذلك فعلت مع بقية أقسام الطالبات كل حسب حجم حاجته وعدد طالباته,, ومستوى حاجته ونوعيتها، ولقد نجحت أمُّ القرى بعزيمة أصحابها من الاتيان بنتائج قدر عزائمهم فجاءت المرحلة الأولى من بناء أقسام الطالبات تواكب التَطُّلع والحاجة، وتقدِّر مبادرة العطاء بمبادرة البناء، فجاءت المرحلة الأولى من بناء أقسام الطالبات بتكلفة ثمانين مليوناً، بنيت بها أربع قاعات لاستيعاب طالباتها الخامسة فيها قاعة الجوهرة التي زُوِّدَت بأحدث تقنيات الصوت، والصورة، والإمكانات من حيث الاستيعاب والإفادة, وهذه المرحلة راعت في البناء طبيعة التعليم الجامعي مع طبيعة المرأة والمجتمع، مع التركيز على المضمون والشكل في اعتدال راعى تَطَلُّعَ المستقبل للاستفادة المستمرة، وهي مرحلة من البناء تنمُّ عن وعي بمتطلبات جامعة تحرص على مواكبة الرسوخ والثبات في أمورها الأساس، بحيث تستفيد من الدعم وتستثمره في صالح الحاضر والمستقبل.
ففي احتفاء هذه الجامعة بانتهاء مرحلتها البنائية الأولى تأكيد على أن العزائم تأتي على قدر أهلها، فلقد كانت عزيمة الحاجة قوية، وعزم العرض لها جليّاً واضحاً لم توهن فيه قدرة عندما عرضته، ولا عندما استثمرت ما أثمر، فهمَّت وبنت، ولم تتقاعس فجاءت الثمرة بمقدار هذه العزائم وأصحابها، ولم تتوان الهِمَمُ لأن الحاجة كانت قائمة وواضحة، في مقابلها جاء الدعم مؤازراً دافعاً، ومنه دعم الجوهرة في وقتِ نهضةِ تلك الحاجة مما أوقد عزيمة أهل العزم في هذه الجامعة العريقة في البلد المقدس فشدُّوا الإزار وشمَّروا السواعد، وأقاموا البناء ولم يقعدوا حتى استوى ناهضاً، فَأَولَمُوا كي يمسحوا العرق ويشاطرهم في ذلك من وقف معهم موقف صدق فكانت هي الجوهرة شاركتهم لقمة الفرح فوق ساحة التنفيذ متطلعين إلى ما ستأتي به المراحل القادمة إن شاء الله, وكل ذلك تمَّ لمصلحة الطالبات والهيئة التعليمية والإدارية والفنية إذ وُفقت الجامعة في توظيف عزيمتها في استثمار المال والوقت فتفوقت بالوفاء لواجباتها نحو النساء فيها.
ما يمكن قوله الآن هو: متى سيتحقق عزم بقية الجامعات؟,,, ومتى سيتم استثمار الدعم السخي الذي قدمته أم عبدالعزيز بن فهد حفظه الله سمو الأميرة الجوهرة البراهيم التي تتعايش بصدق مع هموم منسوبات الجامعات؟,,, ومتى سيتم تدشين أبنية الطالبات المستقلة بمثل ما دشنت جامعة أم القرى المرحلة الأولى من بنائها في منشآت ملموسة؟,,.
تحية للأستاذ الدكتور سهيل قاضي وجميع فريق العمل معه في جامعته الناهضة بعزيمته، وتحية للدكتورة وفاء معتوق فراش هذا الإنجاز ولكل من معها، ولطالبات جامعة أم القرى،
و,,, وقفة تقدير عميق، وتحية صدق لمواقف الصدق من أميرة الوعي وقدوة النابهات الجوهرة البراهيم بكل ما أُوتِيَت من عزيمة ومؤازرة وأريحية وحب لأخواتها وبناتها,,, - حفظها الله - ووفقها دوماً كي تكون إليهن ومعهن بقدر العزم كي تنهض العزائم، وبقدر المشاركة كي يتنامى العطاء، ويزهو البناء في كل بناء.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved