أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

إلى جنة الخلد يا أبا سليمان
تأتي علينا لحظات هي أشبه بالقاتلة، نشعر معها بتوقف كل شيء في حياتنا حتى نبض قلوبنا,, وهي بلاشك لحظات قاسية اذ فيها نفقد تفاعلنا الطبيعي مع الامور,, وتشلُّ قدراتنا على العطاء، أي عطاء حتى ولو مجرد التفكير,, ومن تلك اللحظات لحظة معرفتنا بخبر فقد عزيز علينا,, وهكذا كان احساسي حين عرفت بخبر وفاة الوالد عبدالله السالم رحمه الله ذلك الرجل الذي كان منبعا للحب والحنان والرأفة,, الرجل الذي لم يعرف عنه معارفه ومحبوه وذووه الا عطر الكلمة والرفق في الأخذ والعطاء,, وأحبَّ الكثيرين وأحبه الكثيرون,, كان معطاءً كريما جوادا عطوفا أحبَّ المحتاجين كثيرا,, وما مُدّت إليه يدٌ إلا مدَّ إليها يديه الاثنتين,, بخل على نفسه من اجل الآخرين, جعل حاجات غيره تتفوق على حاجته حتى انه آثر الكل على نفسه,, وكان سعيدا بذلك كل السعادة,, كان مصباحا منيرا رحمه الله وأحسن إليه, فاضت الأعين بالدمع الغزير ولهجت الألسن بالدعاء الكثير بالرحمة والعفو لذلك الرجل العظيم, ودعه أبناؤه وبناته وذووه ومحبوه ببالغ الحزن والأسى وفارق الحياة الدنيا وما زالت مآثره باقية تحكي طيبه وحسن خلقه وبره وحنانه واجمل الصفات,, ولهذا كله ,, فإنني أبكيك وأنا سعيدة لما أسمعه من مآثرك وطيبك الذي لم أعرف كثيرا منه الا بعد مماتك ,, وهكذا كنت أيها الفقيد الحبيب تعمل بصمت لكنك تظل شعاعا مضيئا بالذكر والعمل الطيب، فرحمك الله يا والدي وحبيبي, رحمك الله رحمة واسعة,, وأسكنك فسيح جناته,.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة,, اللهم اجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين, اللهم اجعلنا قادرين على ان نبره بعد مماته ونقدم له ولو جزءا يسيرا مما يستحقه، لأننا مهما عملنا فلن نكافىء مثل هذا الاب,, لكننا نتمنى ان يتقبل الله منا صالح الاعمال,, ويوفقنا لأن نعمل ما يصله خيره حتى بعد مماته.
فوداعاً يا أغلى وأحب الناس ولك دعائي ودعاء والدتي وإخوتي وأخواتي وجميع أقاربك ومحبيك,, لك منا الدعاء الدائم بإذن الله,, فنحن لا ننساك أبداً,, ووجودك بيننا شامخاً لا يستطيع أحد أن يغفل عنه,, جزاك الله عنا خير الجزاء وأبدلك دارا خيرا من دارك واهلا خيرا من اهلك ورزقك لذة النظر إلى وجهه الكريم.
العنود عبدالله عبدالعزيز السالم
الطائف
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved