أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

قد يروح ضحية شربة ماء
غرور الإنسان وذبابة المعلم
عزيزتي الجزيرة,, السلام عليكم وبعد
قال الله تعالى كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى وكلمة يطغى في الآية معناها يتكبر ويتجبر اي انه يعطي نفسه اكبر من حجمها! فلا يجوز لمخلوق مهما بلغ من العلو ان يتصف بهما، حيث نعلم جميعا ضعفنا كبشر وهذا الضعف يوجب علينا التواضع والبعد عن الخيلاء والغرور فكيف يمكن لإنسان ان يغتر وهو اذا قدّر الله راح ضحية لبعوضة او اصغر منها حتى انه احيانا يروح ضحية شربة ماء فهل بعد هذا الضعف شيء، فما بال بعض منا لا يدرك هذه الحقيقة فيضع نفسه في برج عاجي وهمي، فتراه ينظر الى الناس نظرة غرور وتكبر ويعتقد انه من طينة مختلفة، ولنا عبرة في قصة ذلك المعلم الذي كان يجلس للدرس وحوله تلامذته فلا تصدر منه حركة ولا كلمة إلا بحساب مهما طالت مدة الجلسة فتجده بمنتهى الوقار والاعتداد بالنفس الذي يصل الى الطغيان احيانا! حتى سلّط الله عليه ذبابة حقيرة لتظهر مدى ضعفه فأثناء جلسته الوقورة المعتادة التي لا تتعدى حركاته فيها إشارة لفلان بأن يقرأ او إشارة لآخر بأن يجيب، هكذا كان كل يوم ولكن ما ان نزلت تلك الذبابة على حاجب الاستاذ بدأ وقار الجلسة المعتاد يُخدش وبدأ الضعف يظهر! وصار يُغمض عينيه ويفتحهما عدة مرات ثم اصبح يهز رأسه يمينا وشمالا لعل هذا الضيف الثقيل يرحل وفعلا طارت الذبابة ولكن لتستقر على الجفن هذه المرة فبدأت العملية من جديد فازدادت حركة العينين واسرعت حركة الرأس ولعل وعسى,, وطلابه ينظرون مستغربين فلم يتعودوا اي حركة غير محسوبة من معلمهم، وبعد جهد جهيد طارت الذبابة من الجفن ولكن هذه المرة وقعت على ارنبة الأنف والانف صعب تحريكه فبدأ المعلم يحرك رأسه بكل اتجاه ويحرك فمه احيانا ولكن المشكلة باقية فلا بد اذاً من استخدام اليدين لطرد هذه الذبابة وهذا ما لا يريده الاستاذ فقد توهم اوهام العظمة فتسلط عليه اضعف مخلوقات الله ليخرجه من طوره ويريه ضعفه ويجبره على تحريك كلتا يديه يمينا ويسارا على وجهه لأول مرة أمام طلابه لطرد الذبابة ثم اعتدل قائما وهو يردد: الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله الذي اراد ان يرينا ضعفنا وهواننا فسلط علينا اضعف جنده لنعرف قدرنا ,, والسلام.
صالح عبدالله العريني
البدائع

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved