أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

أحزنتنا كثيراً يا سعيد
لم أتوقع في يومٍ من الأيام أن أمسك القلم لأكتب مثل هذا المقال، ولكن يبدو أن الزمان كفيل دائما بأن يغير من طباعنا وقناعتاتنا، أرأيتم كيف ان الزمان جريء في اجبارنا لأن نكتب عن مشاعرنا حتى وان أبت مشاعرنا!!مات صديقي سعيد، فعدت إلى الكتابة بعد انقطاع,, وكان الفقيد قد أيقظني من نومي بعد أن طال سباتي,, فلقد كان خبر وفاته في حزنه وآلامه من أشد ما سمعت في حياتي ولكن ماذا يفيد الحزن والبكاء، هل يعيد سعيداً إلى الحياة من جديد,,؟ أبداً، فقد انتهى كل شيء ولم يبق لك أيها الفقيد منا إلا الدعاء، فنسأل الله العلي القدير ان يتغمدك برحمته ويسكنك الجنة ويلهم اهلك وإيانا الصبر على مصابنا جميعا,ليتك معنا لندرك مدى محبة الناس لك ومدى حزنهم على فراقك، ونحن للاسف لا نملك القدرة في إظهار محبتنا وتقديرنا للآخرين في حياتهم، بل إننا قد نختلف ونتناحر ونتشاجر دون سبب يذكر ونتناسى أننا مثل ما بكينا على غيرنا سيبكى علينا.
عجيب امر هذا الإنسان فبعد ان يكون شاغل الدنيا يصبح في لحظات نسياً منسياً,, نحزن عليه أياماً وربما شهوراً بل وسنيناً ثم ننسى,, الآن عرفت ان النسيان نعمة من الله عظيمة ولكن هيهات أن أنسى سعيداً، فسعيدٌ لم أره يخالف أحداً أو يغضب في وجه أحد بل لم أعرف له أعداء,, إنسان بسيط محبوب طائع لوالديه يتمتع بشهامة البدوي وأناقة الحضري,, دائم الابتسامة حاضر الذهن، ذكي الملامح، حاذق الرأي,, وها هو قد رحل عنا وترك لنا هذه الصفات لنتذكره,, رحمك الله يا سعيد وأسكنك الجنة.
فإلى والد ووالدة وأشقاء سعيد، لا نلومكم في أحزانكم على فراق سعيد، فالمصاب جلل وعظيم ولكن الله رؤوف بعباده ولم يبق لسعيد إلا الدعاء له بالمغفرة والرحمة، فهذا قضاء الله ولا راد لقضاء الله ولستم وحدكم من فقد سعيداً بل كلنا قد فقدناه فاصبروا واحتسبوا الأجر والمثوبة من الله وادعوا لفقيدنا بالرحمة والغفران, أما أنت يا سعيد فلن أفيك حقك وعزائي فيك سيرتك العطرة وخلقك الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أنتم شهداء الله في الأرض ,, وداعاً يا سعيد وأسأل الله العلي القدير ان تكون سعيداً يوم القيامة إن شاء الله.
أحمد بن محمد الجفري الأحمري
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved