أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th April,2000العدد:10071الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,محرم 1421

الريـاضيـة

من الظهيرة حتى آسيا
مازلت اشعر انني ممتن ومدين للظهيره احدى حواري الرياض القديمة حيث تخلق فيها حبي للهلال.
كان ذلك النشوء في مراحل الصبا المبكرة والذي صار من بعد يتنامى شيئاً فشيئاً حتى استقر يقيناً واختياراً كما انني مازلت اشعر انني مدين لابن خالي عبدالله الزامل وخالي سعد ولابناء الظهيرة التي يقع فيها مقر نادي الهلال وملعبه المجاور لحديقة الفوطه ولان خالي وابن خالي كانا يحضران احيانا تمارين الهلال فقد كنت اتسقط الفرص عندما نزورهم واذهب معهم احيانا لمشاهدتها.
كان الاختيار حينذاك عفوياً ومحض تقليد فلم يكن مسموحاً لي حضور المباريات كما ان المباريات لم تكن تشاهد تلفزيونيا ويكتفي بنقلها بصوت المعلق اذاعياً لكن الهلال استمر حاضراً بنتائجه وبطولاته الى ان كبرت ووصلت الى مرحلة النضج والاختيار لأتعرف من بعدها على كل الفرق والاندية السعودية عن قرب وكنت على درجة من الاستقلالية التي تخرجني من رداء المحاكاة وتقليد خالي او ابن خالي او من شايعهم من ابناء الظهيرة وهكذا صرت ارقب الاندية المحلية من بعيد اي من خارج الدائرة.
لقد وجدت العراقة والجماهيرية تنحاز في الغربيه الى الاتحاد لكنه لم يكن اذ ذاك حاضراً في معترك البطولات فقد كان سجله البطولي يستند الى فترة قديمة لم اكن قد ولدت فيها بعد ولم يكن له تلك الصولات خلال فترة اختياري.
اما النصر فكان فريقاً جديداً نسبة الى فرق المقدمة وكان يمتاز بالروح الوثابه والتطلع لكنني كنت اشعر انه نادي الأمير عبدالرحمن بن سعود ومن يعاضده وكان هذا يتبدي لي من خلال تصريحات الامير عبدالرحمن التي تعقب المباريات والتشنيع الذي كان يطال الحكام والنقاد وكل من يختلف معه ومع فريقه ارجو ملاحظة ان وجود الامير عبدالرحمن بن سعود على كرسي الرئاسة لفترة طويلة واسلوبه في ادارة العمل في النادي كان حافزاً وسبباً عند الكثيرين لاختيار فريق النصر وتشجيعه .
اما الاهلي فقد جذبني اليه مهارات افراده وكرته الجميلة التي كان يتميز بها لكن ما صرفني عنه هو اعتماده على اجتذاب اللاعبين المهرة من خارج النادي واغرائهم وبالتالي فقد شكل فريقاً مميزاً استطاع من خلاله حيازة اكثر من بطولة واكثر من كأس لكن نهج الاهلي الاحترافي في تلك الفترة المبكرة لم يكن شيئاً مقبولاً عند الجماهير التي تنحاز للفريق الذي يصنع مجده وبطولاته بزنده وبأبناء النادي الذين يتدرجون صعوداً من فئة الشباب والناشئين حتى يمثلوا الفريق الاول وكانت تلك نقطة رئيسة في استقطاب الولاء والتشجيع في تلك الفترة ولعلنا نلاحظ كيف صار مقبولاً الآن بل صار واجباً وفقاً لنظام الاحتراف ان يبحث النادي اي نادي عن النجوم حتى ولو وجدوا في الفرق الاخرى والتعاقد معهم ليسدوا ثغرات او نواقص معينة في الفريق وهكذا نجد ان الاهلي كان أبكر الاندية وابعدها نظراً في مسألة الاحتراف لكن الانطباعات تتغير بتغير الأزمان.
اما اهلي الرياض الرياض حالياً والشباب والوحدة والنهضة والاتفاق والقادسية فلم تكن اذ ذاك شيئاً مذكوراً فقد كانت من اندية الوسط وهذه ميزة لنظام المربع والذي جعل بعض اندية الوسط تتجاسر على البطولات وإحرازها .
اما الهلال وهو الذي كنت اعرفه جيداً بحكم تواتر المشاهدة المبكرة لتمارينه في الظهيرة فقد كان متميزاً بالعراقة والجماهيرية فهو قديم كالاتحاد والشباب لكنه غير منقطع بل مستمر في حضوره فقد كان يراوح بين المنافسة على البطولات وخسارتها احيانا وكسبها احيانا اخرى.
كما انه لم يتوار على صعيد منطقة الرياض مثل فريقي الرياض والشباب ولكنه استمر مصارعاً للنصر المنافس الجديد فكان التنافس الهلالي النصراوي حديث المجالس الكروية في الرياض لكن الهلال الى ذلك كله كان يشارك الاهلي في تميز افراده بالمهارات الكروية والعرض الممتع والأخاذ يشهد على ذلك خلال تلك الفترة ناجي عبدالمطلوب والطعيمي وابن عمر وسلطان مناحي وغيرهم.
وعليه فقد وجدتني اختار الهلال باستقلالية لا تشوبها مرحلة التقليد ولا الوصاية ولا العاطفة، فقد جمع الهلال في كيانه كل امتيازات فرق المقدمة الأخرى فلديه العراقة والجماهيرية وينجذب افراده الى لعب الكرة الممتعة بما يتوفرون عليه من مهارات كروية عالية وهو الى ذلك مفرخة لا تكل للنجوم فما ان ننجذب الى نجم حتى يزاحمه نجم آخر وثالث ورابع حتى صار الهلال في الغالب فريق النجوم لا فريق النجم الاوحد ويكاد يشاركه الاهلي هذه الخاصية، ولهذا يتغنى كبار مشجعي الهلال بمبارك عبدالكريم والدبلي وعبدالله سوا ثم اتى من بعدهم قوم يمجدون محسن بخيت وناجي عبدالمطلوب والطعيمي والعليان ثم تلاهم من يرى المتعة والنجومية ماثلة في سمير سلطان وفهودي وعبدالله الصغير وإبراهيم اليوسف اما جيلنا فيراها في عبادي الهذلول وفهد المصيبيح وحسين البيشي وصالح النعيمة وحسين الحبشي ومنصور بشير ويبصم الممتدون بعدنا ان النجومية اولى بيوسف الثنيان وسامي الجابر وخالد التيماوي وخالد الرشيد وسيرى المستمرون انها حق لنواف التمياط ومحمد الشلهوب وعبدالله الجمعان والمطرف والغامدي والشايع والشهراني ومعهم في زمن الاحتراف محمد الدعيع والشريدة واحمد خليل وسيرى اللاحقون والله اعلم انها استمرار تدفق لا ينقطع تفرضه القاعدة الجماهيرية الكبيرة والتي تفرخ النجوم كما تفرضه الدماء الجديدة ادارياً والتي بحكم التعاقب والتداول تسعى لتحقيق امجاد شخصية من خلال الامجاد والبطولات المتحققة للهلال وهذا بدوره على فكرة اكسب الهلال نوعاً من التجدد والاستمرار على نحو جعل البعض ينسب النجومية مرحلياً الى بعض الادارات التي تعاقبت على رئاسة هذا النادي.
هناك من يرى انها للشيخ عبدالرحمن بن سعيد وآخر يجيرها للامير عبدالله بن ناصر رحمه الله وثالث يراها حقا للامير هذلول بن عبدالعزيز ورابع ينسبها للامير عبدالله بن سعد رحمه الله فيما يرى سواهم انها من حق الامير بندر بن محمد.
لكن الحقيقة هي ان النجومية لكل اولئك الذين ذكرتهم من اللاعبين المهرة ولكل اولئك الاداريين المحنكين الذين تتابعوا على رئاسة هذا النادي بل يشاركهم الرؤساء على نفس الدرجة من التميز رؤساء واعضاء شرف لست في وارد حصرهم لكن الذاكرة لا يمكن لها ان تنسى الامراء خالد بن يزيد وفيصل بن يزيد وعبدالعزيز بن ناصر ونواف بن محمد وخالد بن محمد والوليد بن طلال وخالد بن طلال وعبدالرحمن بن مساعد وتركي بن سلطان وفيصل بن سلطان وسلطان بن محمد وخالد بن الوليد وغيرهم كثير ولاشك في أنني نسيت قائمة طويلة منهم لكن العذر في سرعة التداعي والتذكر وانما اقتضاها التدليل والتمثيل.
وهكذا اجدني بعد هذا العمر وهذه المعايشة قد اخترت كمشجع الرهان على حصان رابح فريقاً ليس الاول دائماً وهذا اصلاً غير ممكن لكنه فريق يراوح بين القمة يخطفها حيناً وينزوي حواليها حينا آخر.
كنت دائماً اقول لاصدقائي ان التشجيع يجب ان يكون اختياراً عقلياً اولاً قبل ان يكون اختياراً عاطفياً سواء من منظور التأثر بالقريب او الصديق او الشله او الانحياز للمنطقة وهأنذا احمد الله انني اخترت الهلال لمجرد انه فريق يريح اعصاب مسانديه فهو الذي لا يحضر دائماً لكنه لا يغيب ابداً ومازلت استغرب من اولئك الذين ينحازون لفرق لا تكسب لا لشيء الا لانهم تعددوا حتى استقرت ميولهم بهذه الفرق يقيناً لا يتزحزح.
شكراً للهلال بنجومه اللاعبين والاداريين والذين امدوا متعتي بفريقهم من الظهيرة حتى آسيا.
ومن المملكة حتى الخليج.
ومن العرب حتى العجم.
ومن الصغر حتى الكبر.
ادريس الدريس

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved