أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 4th May,2000العدد:10080الطبعةالاولـيالخميس 29 ,محرم 1421

الثقافية

أحاديث,, وأحداث
عبدالكريم الجهيمان
وان تعجب فعجب من هؤلاء البشر في أفكارهم وأفعالهم وعواطفهم,,!!
انهم يطلقون شعاراتهم التي هي غاية في الروعة والعدالة والانصاف ,,,ولكنهم مع الأسف الشديد لا يطبقونها خارج بلادهم,, إنما يخصون بها مواطنيهم وأبناء شعوبهم,, أما خارج حدودهم ففيهم وحشية أكثر من وحشية الوحوش!!
انهم يتاجرون بصناعة الموت,, هذه الفتاكة التي تقتل الناس لا أقول بالعشرات ولكنها بالمئات والآلاف وهي لا تفرق بين محارب ومسالم,, ولاتفرق بين ذكر وأنثى,, ولاترحم صغيراً ولا شيخاً كبيراً,,, ومع ذلك فهم يحلون هذه الصناعات القاتلة لأنفسهم ولمن شاؤوا من أذنابهم ويحرمونها على غيرهم ممن يريدها للدفاع عن النفس,, فأين الحقوق المشروعة للأمم بالتساوي ثم نراههم يشنون علينا حرباً شعواء في تنفيذ بعض التشريعات التي يمليها علينا ديننا,, ويتهموننا بالقسوة وعدم الانسانية بينما هم يستبيحون لأنفسهم تفريق الجماعات,, ثم امدادهم بالأسلحة الفتاكة,, وكأنهم بهذا يقولون تقاتلوا لتموتوا وجوعوا لنشبع,!! وموتوا لنحيا واشقوا لنسعد,!!
أين الإنسانية,؟! أين الضمير الحي الذي يشعر بمدى الأضرار والمآسي التي تخلفها هذه الأسلحة الفتاكة التي يتبارون في صناعتها وتخزينها وتطويرها لتكون أشد فتكاً وايلاما لمن توجه إليه من محارب أو مسالم,!!
أين الضمير الإنساني,؟! إنني أبحث عنه ولم أجده إلا عند انسان واحد استيقظ ضميره بعد أن رأى فتك سلاحه الذي اخترعه وهو الديناميت,, فأراد أن يكفر عن خطيئته,, فأوقف كل ماله أو جل ماله وجعله جائزة عالمية خلدت اسمه في العالمين وجعل ريعها لمن يسعى الى السلام ولمن يؤلف ليغذي الأفهام ,, إنها جائزة نوبل التي لا تزال قائمة تذكر الناس بيقظة الضمير,, والاحساس بآلام الآخرين!!
ولقد أحسن أحد الشعراء حين وصف هذه الحالة بوصف دقيق في بيتين من الشعر الخفيف الظريف حيث يقول:


قتل فتى في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل
جريمة فيها نظر

وإذا قارنت بين دولة الاسلام عند ازدهارها في عصور مضت وبين ما نعيشه الآن وجدت فرقاً شاسعاً,, فالاسلام قد احتظن جميع الأديان التي عاشت في ظله بحرية كاملة,, صحيح أنه يأخذ منهم ضريبة ولكنها مقابل حماية أموالهم وأنفسهم وحرياتهم,, أما هؤلاء فإنهم يسلبون الحريات ويدمرون الاقتصاديات ويكادون أن يفرقوا بين المرء وزوجه!!
ولقد صدق كل الصدق ذلك الشاعر البليغ الذي وصف حالتنا في عزنا وحالتهم في عزهم في بيتين فريدين هما:


ملكنا فأسجحنا فأعظم بملكنا
ولما ملكتم سال بالدم أبطح
فحسبكمو هذا التفاوت بيننا
وكل اناء بالذي فيه ينضح

حفظنا الله بالاسلام,, أما الاسلام فهو محفوظ بقدرة الخالق العلام!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved