أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th May,2000العدد:10081الطبعةالاولـيالجمعة 1 ,صفر 1421

مقـالات

الرؤيا بين الحقيقة والخيال
د,محمد بن سعد الشويعر
ذكر الله سبحانه الأحلام، أو الرؤيا في قصة يوسف عليه السلام، وفي سورة يوسف، وقد علّم الله يوسف تعبير الرؤيا، فوقع تعبيره عليه السلام، كما قال، لأنه علم علمه الله إيّاه، ولكن النّاس يختلفون في أحلامهم عندما ينامون، وفيما يتراءى لهم، بل فيما كانوا يحدّثون انفسهم به قبل أن يناموا,.
كما يختلف المعبّرون للرؤيا، في ذكائهم وفطنتهم، وفي موازنتهم الأمور وتعليلها,, وفوق هذا وذاك في علمهم ودينهم، وورعهم عندما يعبّرون الأحلام,.
فالرؤيا الصالحة، هي الرؤيا التي تعبر عن الحقيقة، وهي التي أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوّة، إلاّ المبشرات قالوا: وما المبشرات يارسول الله؟, قال الرؤيا الصالحة , وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا الصالحة، وهي التي لا علاقة للشيطان فيها، ولا مدخل يبثّ في النفوس الضعيفة وساوسه وخيالاته التي يريد بها اشغال الناس، وتعلّق قلوبهم بغير الله ضعفاً إيمانياً، أو مدخلاً للتلاعب بأفكارهم وخطرات نفوسهم,.
هذا البيان التفسيري من رسول الله صلى الله عليه وسلم للرؤيا الصالحة، جاء في حديث اتفق عليه البخاري ومسلم رحمهما الله، عن ابي هريرة رضي الله عنه، ان النبي صل الله عليه وسلم قال: إذا اقترب الزمان أي اقترب انتهاء أمد الحياة الدنيا,, لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوّة ، وفي رواية أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً .
ومن الرؤيا الصادقة، الرؤيا الحقيقية، التي ليس للشيطان فيها مدخل، بل انه يعجز عن الدخول في هذا البيت رؤيا نبي الله، لأن الله حال بينه وبين أن يتقمّص شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد اتفق الشيخان على ما حدّث به أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة أو كأنما رآني في اليقظة لايتمثّل الشيطان بي .
ولما كانت الرؤيا الحقيقية، هي الرؤيا الصادقة، التي يرى بعض المختصين، أن لها شروطاً تميزها عن غيرها، منها: أن يكون الرائي قد ذكر الله عند نومه، وقرأ ورده، وأن يكون نام على طهارة، لأن الشيطان لا يقترب ممن ذكر الله وأورد، ونام على طهارة، أما الملائكة، فإنهم ينفرون ممن تعرى، أو عليه جنابة، فكان الأفضل للمسلم اذا لامس أهله، ان يغتسل قبل نومه، أو يتوضأ,.
وألايكون نام وبه تخمة، أو على شبع، أو جوع شديد وبعضهم يرى أن الجوّ المعتدل لا حرّ ولا برد من الأوقات المناسبة واعتدال المزاج، وعدم وجود مرض بالانسان، وخاصة الحميات التي تسبب الهذيان,.
وبعكسها الرؤيا الخيالية، أو الكاذبة، التي تحصل في الغالب من مؤثرات نفسية وتخيلات، وأفكار قبل النوم كانت تشغل بال الإنسان فتتراءى أمامه في منامه، ويسميها علماء النفس: أحلام اليقظة,, أو خواطر النفس، وخيالاتها,, وفي هذه الحالة، يأتي دور الإنسان مع الشيطان، الذي يحاول اغتنام نقاط ضعف فيه، ليدخل عليه من هذا المدخل، فيتلاعب به، إذا أحسّ بمجال يعينه على اشغاله،وبلبلة فكره.
والشيطان عندما يريد الدخول على الإنسان في منامه، فإنه يثير الاشياء المخيفة: كأن يكون الإنسان وقع في بئر، أو من مكان شاهق: مبنى كبير، أو جبل، اومصيبة حلّت به، وبمن هو عزيز لديه,, إلى ذلك مما يراه الإنسان في منامه: من الأحلام المفزعة,.
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا التي يرتاح اليها الإنسان، وتفرحه لأنه يحبها، وتطمئن اليها نفسه، فإنها من الله، أما نقيضها مما يكره، او مما تنقبض منه اسارير الإنسان، وتترك أثراً مؤلماً في قرارة القلب، فإنها من الشيطان,.
وهذان النقيضان، قد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمّته، علاجاً ناجحاً، وسبباً معيناً على تخطي آثار الرؤيا الحسنة بما يريح النفس، ويطمئن القلب، وحمد الله على ذلك، والرؤيا السيئة بما يعالج أثرها، ويسدّ المنافذ على عدوّ الله الشيطان، ويقضي على تسلطه على الإنسان ووسوسته، فيخنس بقوّة الرادع العلاجيّ الذي خرج من صيدلية الإسلام، وعلّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته,.
وهذا العلاج يوضّحه، حديث ابي سعيد الخدريّ رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأى احدكم رؤيا يحبّها، فإنما هي من الله تعالى، فليحمد الله عليها، وليحدث بها,, وفي رواية: فلا يحدّث بها إلا من يحب,, وإذا رأى غير ذلك، مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرّها، ولايذكرها لأحد، فإنها لاتضرّه رواه البخاريّ ومسلم.
وجاء حديث ابي قتادة رضي الله عنه، الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليضع معالم على الرؤيا، ويوضح ما قد يكون غمض أمره على بعض الناس من حديث ابي هريرة السابق,, وليبيّن الهيئة التي تباعد عنه الشيطان، وتلاعبه ببعض الناس في منامهم، وليفرّق بين الرؤيا والحلم الذي جاء ذكره في قصة يوسف عليه السلام: قالوا اضغات احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين (44)، أي أخلاط أحلام اقتضت رؤياك هذه (تفسير ابن كثير 4:493) أي لا نعلم الرؤيا الحقّة والباطلة، وهذا المشكل الاول اعتذروا به اليه، في أن جهلوا تأويلها هكذا: هذه اضغاث أحلام، وكل اضغاث احلام لا تأويل لها (تيسير التفسير 6:148) والاضغاث أحلام هي الأحلام الكاذبة, فالرؤيا الحسنة من الله، والحلم من الشيطان، ونصّ حديث ابي قتادة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة وفي رواية: الرؤيا الحسنة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثاً، وليتعوّذ من الشيطان، فإنها لا تضره متفق عليه, والنفث نفخ لطيف لاريق معه.
ورواية جابر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحوّل عن جنبه الذي كان عليه رواه مسلم.
فإذا أخذ الإنسان بالاسباب قبل النّوم: طهارة، وهدوء بال بدون هواجس ولا وساوس، أو تفكير في أمر يقلق أعصابه، ويستولي على أحاسيسه، ونام بعد عبادة والورد الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحرى الهيئة التي حثّ عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن الواجب ألا يذكرها لأحد، بل يحمد الله على ما يسر، ويستعيذ بالله من شرّ كل مافيه ضرر لان الرؤيا، على رِجل طائر، ما لم تعبّر فإذا عبّرت وقعت (حديث أورده أبو يعلى في مسنده), وأخرجه احمد وابو داود والترمذي وغيرهم (تفسير ابن كثير حاشية 16، ج5 ص466).
واستبدل بعض أهل العلم على أهمية كتمان النعمة، حتى توجد وتظهر، لما حصل في رؤيا يوسف عليه السلام: إذ قال يوسف لأبيه يا ابت إني رأيت أحد عشر كوكباً، والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (يوسف4) إذ أمره أبوه بعدم ذكرها لإخوته,.
ورؤيا الأنبياء حق وهي جزء من الوحي، وبشارة بما يحصل لهم أو لأممهم.
وحتى لا يأتي شخص لا دراية عنده، ويعبّر الرؤيا بما يراه مما قد يكون بعلم أو بغير علم، فإن صاحب الرؤيا إذا كان ولابدّ من تعبيرها، فعليه أن يلتمس العالم العارف، ذا الفراسة والفطنة، والديانة والورع ليعبّرها له, لأن من كانت هذه صفته، قد يعطيه الله حكمة معرفة التعبير، كما عرف ذلك عن ابن سيرين رحمه الله، من علماء التابعين، وغيره في كل عصرومصر,, ممن رزقهم الله موهبة في التعبير، وفراسة في القياس والاستنباط ليأخذ شيئاً معيناً ويستدل به على شيء في الرؤيا وواقع الحياة,.
ذلك أن المعبَّر للرؤيا، سواء كان عن علم أو بغير علم، حسب منطوق الحديث، إذا عبّرها، فإنها بدل أن تكون محمولة على رِجل الطائر، فإنها تقع، وقد يكون المراد أنها تقع من على رجله لتكون ماثلة للعيان، أو تقع حسبما عبّرها المعبّر,, وقد يكون تعبيره في صالح الرائي، أو ليس في صالحه، بحسب ما يتراءى له,, وبحسب تفكيره وفطنته واستدلالاته,, سواء كان استدلالاً لفظياً، أو استدلالاً معنوياً، أو قياسياً,.
وحتى لا يقع الخطأ من البشر لأنّ البشر سمتهم الخطأ، لأن الكمال لله سبحانه، وقد حفظه الله الأنبياء من الخلل والنقصان فهم يتحدثون عن الله، ويبلّغون رسالاته، فإن رؤيا غير الأنبياء قابلة للحالين: الحقيقة والخيال، ولاتمييز بينهما، ولذا كان الواجب الاهتداء في الرؤيا بما ارشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسؤال الله الخير في الرؤيا الحسنة، وحمده على ذلك لأنها بشارة خير، وعدم إخبار أحد بها، والاستعاذة بالله من الشرّ من الرؤيا السيئة، والنفث والاستعاذة بالله من الشيطان، الذي يحاول أن يتلاعب بأبناء آدم، وإثارة الوسوسة والهواجس في نفوسهم، كمدخل من مداخل عدوّ الله على عباد الله، ثم الانقلاب على الجنب الآخر,, فإنها لا تضرّه، ولا يخبر بها أحداً,.
وقد روي أن المأمون العباسي، كان يبطل الرؤيا، ويراها أضغاث أحلام، ويقول: ليست بشيء، ولو كانت على الحقيقة كنا نراها، ولا يسقط منها شيء، فلما رأينا ان ما يصحّ منها الحرف والحرفان من الكثير، علمنا أنها باطل وأن اكثرها لايصحّ.
وكان بعث بابنه العباس، إلى بلاد الروم، فأبطأ عليه خبره، فصلىّ ذات يوم الصّبح، وخفق وانتبه، ودعا بدابّته وركب، وقال: أحدّثكم بأعجوبة، رأيت الساعة كأن شيخاً أبيض الرأس واللحية، عليه فروة، وكساؤه في عنقه، ومعه عصاً وفي يده كتاب، فدنا منّي وقد ركبت، فقلت: من أنت؟,
فقال: رسول العباس بالسلامة، وناولني كتابه, فقال المعتصم: أرجو أن يحقق الله رؤيا امير المؤمنين، ويسرّه بسلامته، ثم نهض المأمون، فوالله ماهو إلاّ أن خرج، فسار قليلاً، إلاّ وبصر بشيخ قد أقبل نحوه، في تلك الحال, فقال المأمون: هذا والله الذي رأيته في منامي، وهذه صفته، فدنا منه الرجل، فنحاه خدمه وصاحوا به فقال: دعوه,, فجاء الشيخ، فقال له: من أنت؟، قال: رسول العباس، وهذا كتابه, فبهت من كان حول المأمون، وطال من ذلك تعجّبهم, فقال المعتصم يا أمير المؤمنين، أتبطل الرؤيا بعد هذه؟، قال: لا.
وحكايات الرؤيا ترد كثيراً، في سير الرجال، قديماً وحديثاً، وخاصة أنه لا يعبر منها إلا الرؤيا الحقيقية، وما فيه بشارة أو نذارة، والتي من هذا النوع، إذا كان مردودها نافعاً، سواء كانت رؤيا في ظاهرها حسنة، أو توقعها الرائي سيئة,, فهي عاجلة بشرى المؤمن,.
لكن الذي يحذّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الادّعاء، بأن الشخص رأى شيئاً وهو لم يره، إمّا لكي يتباهى به، او ليجاري الآخرين في أحاديثهم عن الرؤيا,, وما تمّ لزيد أو لعبيد,, من أمور كانت بشارتها طيبة، وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك التحذير، والعقاب الشّديد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما في ذلك من الإثم العظيم، والقول على الله، وعلى رسوله عليه الصلاة والسلام بغير الحق، فقد روى البخاريّ حديثاً عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أعظم الفِرَى جمع فرية وهي الكذبة العظيمة أن يدّعى الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينيه ما لم تَريا، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُل .
لقد كان في شقراء حاضرة الوشم منذ تسعين عاماً، قاضٍ متضلع بعلمه، ومعروف بورعه وزهده، مع معبر بتعبير الرؤيا، جاءته يوماً امرأة قائلة: إنني رأيت في المنام، كأن فارساً على حصان أشهب قد دخل البلد، وله صوت أرهج أهل البلد، وفي يده اليمنى سيف، وفي الأخرى رمح، وصار يطوف بالبلد مع أكبر أسواقها فتخرج الناس يميناً وشمالاً، يستطلعون هذا الصوت، رجالاً ونساء، وأطفالاً من جميع الأعمار، فصار يضرب بالسيف فيهم يميناً ويطعن بالشمال بالرمح، وكان ممن ضرب بالسيف أنت يا شيخ ثم عدّت رجالاً ونساء وولدانا، قالت: أما أنا فقد وجّه اليّ رمحه، ولكنه عندما أهوى به، رأيت في رأسه قطعة قرعة، فانتبهتُ؟، فماذا يعني ذلك,, فاسترجع الشيخ، وقال لها: خيراً إن شاء الله ولم يخبرها بشيء, ولكنه تحدث مع بعض طلابه بان البلاد سيحصل فيها طاعون او شيء يفتك بهم وسأكون ومن ذكرت من الموتى أحسن الله خاتمة الجميع.
أما هي فسوف ينجيها الله بالصدقة التي هي قطعة القرعة لأن الصدقة تذهب ميتة السوء,, وبعد عدة سنوات حصل المرض المشهور في نجد سنة الصخونة في عام 1337ه ومات فيه خلق كثير,.
ومن يقرأ تعبيرات ابن سيرين، يجد نماذج عديدة، وتعليلاتها، وكذا ما روي عن إياس بن معاوية وغيرهما, وفي بعضها محاسن، وبعضها مساوىء، كما يجد القارىء فطنة وذكاء المعبر، وشواهده التي يستدل بها.
محاسن الرؤيا ومساوئها:
ذكر البيهقي في كتابه المحاسن والمساوىء نماذج لكثير من الأمور، التي لها ضدّان، ومن ذلك الرؤيا فمما قاله عن المحاسن: بلغنا عن مُزَاحِمٍ مولى فاطمة بنت عبدالملك أن فاطمة قالت: كنت مع عمر بن عبدالعزيز وهو نائم، فانتبه وقال: يا فاطمة، لقد رأيت رؤيا، ما رأيت أحسن منها، قلت: حدثني بها يا أمير المؤمنين قال: حتى أصبح,, فجاء المنادي، فناداه للصلاة فقام فصلّى بالناس الفجر، ثم رجع إلى مجلسه، فأتيته، فقلت يا أمير المؤمنين حدثني بالرؤيا، فقال: رأيت كأني في أرض خضراء، لم أر أرضاً أحسن منها، ورأيت في تلك الأرض قصور زبرجد، ورأيت جميع الخلائق، حول ذلك القصر، فبينا أنا كذلك إذ نادى منادٍ من القصر: أين محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب؟ فقام النبي صلى الله عليه وسلم فدخل القصر، فقلت: سبحان الله أنا في ملاءٍ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أسلّم عليه, فلم ألبث إلاّ قليلاً، حتى خرج المنادي، فنادى أين أبو بكر الصديق؟ فقام أبو بكر رحمه الله فدخل,, فما لبثت إلاّ قليلاً، حتى خرج المنادي، فنادى أين عمر بن الخطاب؟ فقام عمر فدخل، فقلت: سبحان الله أنا في جمع فيهم أبي ولم أسلّم عليه.
فما لبثت إلا قليلاً حتى خرج المنادي ينادي: أين عثمان بن عفان؟ فقام عثمان رحمه الله فدخل: فما لبثت إلاّ قليلاً حتى خرج المنادي، فنادى أين علي بن أبي طالب؟, فقام علي فدخل: فما لبثت إلاّ قليلاً، حتى خرج المنادي فنادى أين عمر بن عبدالعزيز؟ فقمت فدخلت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قاعداً ورأيت أبابكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان وعليّ بين يديه، فقلت أين أقعد؟ لا أقعد إلاّ إلى جانب أبي، فقعدت عند عمر بن الخطاب: فرأيت فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر شاباً حسن الوجه، فقلت : يا أبت، من هذا؟, قال: هذا عيسى بن مريم: فما لبثت إلاّ قليلاً حتى سمعت منادياً ينادي: يا عمر بن عبدالعزيز، أثبت على ما أنت عليه.
ثم قمت فخرجت فلم البث إلاّ قليلاً، حتى خرج عثمان وهو يقول: الحمد لله الذي نصرني، ثم لم ألبث إلا قليلاً، حتى خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: الحمد لله الذي غفر لي (المحاسن والمساوىء 1: 515 516).
وذكر من المساوىء قصة امرأة وابنيها مات أبوهما وترك لهما شاة، فرأت في النوم أن أحدهما قد ذبح جَديها وشواه فقعد مع أخيه فتناقشا فأخذ السكين فشقَّ بطنه وقامت فزعة وإذ الابن يقول لها الكلام الذي سمعت عنه وخافت على أخيه، فأخذته الى غرفة وأغلقتها ومع همّها وخوفها غلبها النوم فرأت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالرؤيا، فنادى يا رؤيا، فخرجت امرأة جميلة فقال لها: ما أردت بهذه المسكينه فقالت ما أتيتها في منامها, فنادى يا أضغاث أحلام فخرجت امرأة دونها فسألها فقالت رأيتهم بخير فحسدتهم فأردت أن أغمهم,,
فطمأنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتبهت وأكلت مع ابنيها ولم يزالوا بخير (السابق 517).

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved