أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th May,2000العدد:10081الطبعةالاولـيالجمعة 1 ,صفر 1421

مقـالات

كلمات معدودة
الثقافة الإسلامية واللغة العربية
د, محمد بن سليمان الأحمد
كتب الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج مقالا في حلقتين بعنوان سلحفة السعودة في الجامعات !! تحدث في الحلقة الأولى عن مواضيع كثيرة ذات علاقة بالسعودة في الجامعات الا ان ما دفعني للكتابة عن ما كتبه هو قوله كما ان الغريب جدا ان يتم التعاقد في جامعاتنا مع مدرسين للقرآن الكريم واللغة العربية على وظيفة مدرس او معيد من بعض الدول العربية ونحن اهل القرآن واللغة العربية!! ولدينا خريجون سعوديون من كلية القرآن الكريم في الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة مثلا، وقراء متميزون من خريجي جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مدن مملكتنا لا يجدون عملا لهم,, كما ان خريجي كليات اللغة العربية وأقسامها بالكثرة التي لا تجعلنا في حاجة للتعاقد مع لغويين .
جاء مقال الدكتور الدعيلج في الصفحة السابعة من جريدة الندوة الصادرة يوم الأربعاء 14/1/1421ه.
والحقيقة ان اعتماد بعض الجامعات السعودية على التعاقد في مجالات اللغة العربية والثقافة الاسلامية أمر محير جدا فقد احتفلت قبل حوالي العام جامعة أم القرى بمرور نصف قرن على تأسيس كلية الشريعة في مكة المكرمة أي انه تخرج في هذه الكلية حوالي ست وأربعون دفعة كما ان كلية الشريعة في جامعة الامام وشقيقتها كلية اللغة العربية سوف تحتفلان خلال عقدنا الحالي أيضا بمرور نصف قرن على تأسيسهما وقسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود كان هو أول قسم علمي في الجامعة حيث فتح أبوابه للدراسة عام 1377ه أي انه بعد حوالي خمس سنوات سوف يحتفل هو الآخر بمرور نصف قرن على انشائه وبدء الدراسة فيه.
والطريف ان هذه الكليات والأقسام المتخصصة في الدراسات الاسلامية الشريعة واللغة العربية بدأت الدراسة فيها في بلادنا في الوقت الذي كانت ترزح فيه بعض البلدان العربية التي نستورد منها مدرسين للثقافة الاسلامية واللغة العربية تحت نير الاستعمار أو الانتداب الفرنسي أو الانجليزي,, أي انه في الوقت الذي التفتت فيه بلادنا وقيادتها الرشيدة الى الثقافة الاسلامية واللغة العربية كانت البلدان العربية المستعمرة يضطهد فيها المستعمر الثقافة الاسلامية واللغة العربية ولم يكن يسمح بتدريسهما او التخصص فيهما رغبة من المستعمر في انتشار ثقافته ولغته في تلك البلدان المستعمرة.
السؤال الذي يطرح نفسه أين مئات ان لم يكن آلاف المتخرجين في هذه الكليات والأقسام وأين المتميزون منهم للعمل في الجامعات السعودية التي لا زال بعضها يعتمد على المستورد في مجالات الثقافة الاسلامية واللغة العربية؟ المفترض خلال هذه السنوات التي تمتد لنصف قرن ان يكون هناك فائض كبير من المتخرجين وان تكون جامعاتنا بل التعليم العالي الجامعي والعسكري والمهني والفني وكليات المعلمين وكل قطاعات التعليم العالي والعام قد اكتفت اكتفاء ذاتيا في هذين التخصصين على وجه الخصوص.
والمفترض ان يبحث اليوم طرق معينة لحجب القبول في هذين التخصصين لكثرة المتخرجين ولكن الواقع يقول بكل اسف عكس ذلك, واذا كانت كليات وأقسام الشريعة واللغة العربية بدأت قبل نصف قرن ولا زلنا نستورد من يقوم بالتعليم في هذين المجالين فاننا سوف نستمر طوال القرن القادم بل والقرون القادمة في استيراد من يقوم بتدريس الطب والحاسب الآلي وغيرهما من التخصصات التي لم تبدأ الدراسة فيها في جامعاتنا إلا أخيرا.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved