أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th May,2000العدد:10081الطبعةالاولـيالجمعة 1 ,صفر 1421

محليــات

رأي الجزيرة
دلالات الاستثمار الاقتصادي لنا ولأجيالنا القادمة
لعل من بين أهم الأسس السياسية والاقتصادية ذات العمق الأخلاقي التي قام عليها الاتفاق الذي تم بين المملكة وكبريات شركات البترول العالمية الذي أعلنه أول أمس سمو وزير الخارجية في مؤتمر صحفي بجدة، تلك التعهدات الالزامية التي وقعت عليها الشركات المستثمرة في المملكة بعدم التعامل مع أي وسطاء أو سماسرة، أو اعطاء وعود بدفع مبالغ مالية .
وهذا التعهد وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأيده .
وهذا التوجيه ذو العمق الأخلاقي الذي يهدف الى حماية النشاطات الاستثمارية المرتقبة من أية تغولات طفيلية ورد في صلب الاستراتيجية التي انطلقت بها سياسة فتح الأبواب على مصراعيها لدخول رؤوس الأموال الأجنبية الى بلادنا من أجل الاستثمارات المجزية في مشاريع تعود بالفائدة والنفع على الجانبين بعيدا عن أية مشكلات وفي مناخ صحي يسوده الاستقرار والأمن والثقة المتبادلة بين الجميع.
كما ان أحكام هذا التعهد تضاعف من ثقة المستثمرين الأجانب على وجه الخصوص اذ توفر لهم الحماية من أية ضغوط من جانب وسطاء أو سماسرة لاحق لهم في التدخل بين هؤلاء المستثمرين والجهات الرسمية المختصة بالتعامل المباشر مع المستثمرين.
كما تنحسب أحكام هذا التعهد على المستثمرين السعوديين الذين يستثمرون أموالهم خارج البلاد اذ تشجع على اعادة رؤوس أموالهم وقبول التحديات الاستثمارية باعتبارهم جزءاً من أصحاب المصلحة الحقيقية في الاستثمارات الداخلية وعائداتها.
وقد أكد سمو وزير الخارجية في مؤتمره الصحفي على حقيقة ان هم القيادة الرشيدة أولا وأخيرا هو المواطن السعودي، اذ قال: نحن لا نبحث عن ان نكون قوة عظمى، نحن هدفنا المواطن السعودي ورفع مستوى المعيشة، والتأثير ايجابيا على الدخل القومي للمملكة العربية السعودية، من أجل المواطن أيضاً .
واذا استحضرنا ان مدة العشرين سنة القادمة، هي الفترة الزمنية المحددة لاستثمار مبالغ عروض الشركات الثماني عشرة والتي تصل الى 500 ألف مليون دولار، ندرك ان المواطن السعودي المستهدف بالرفاهية الموعودة من عائدات هذا الاستثمار ليس هو فقط مواطن اليوم الذي يعايش أحداث الاتفاقات التي تمت مع الشركات العالمية، وانما هو أيضا مواطن الجيل القادم بعد عشرين سنة من الآن وما يليه من أجيال ستكون حياتها ملائمة لواقع النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي المرتقبين في بلادنا ان شاء الله.
ولعلنا في هذا المقام نذكر واحدة من مقولات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فيما يخص هم الدولة الأول وهو المواطن السعودي، يقول: فمنذ ان حقق الله على يدي جلالة المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله قيام كيان بلادنا، وأبناؤها يواصلون بذل الجهد المخلص في توطيد أركانها والوصول بها الى أرقى مستوى للتقدم والقوة، وقد تحقق الشيء الكثير بحمد الله مما يدركه ويلمسه كل مواطن يعيش فعلا فيه ولم يبق جزء من البلاد الا وقد تحقق له خلال السنوات الماضية ما يحتاجه من مرافق وما يوفر للمواطنين من موارد الرزق والرخاء انتهى.
وما يحدث الآن من جهود القيادة الرشيدة لمزيد من التطور والتقدم والرخاء والرفاهية لحياة المواطنين هو استمرار لنفس الجهود السابقة التي لم تنقطع أو تفتر في سبيل هذا الهدف الوطني والانساني الذي جعلته الدولة منذ تأسيسها غايتها العليا التي تتفق مع ما يدعو اليه ديننا الحنيف الذي اتخذنا شريعته السمحة دستورا لنا نحتكم اليه في كل شؤون حياتنا العامة والخاصة ومنهجا لتعاملنا مع بعضنا ومع العالم من حولنا مما اكسبنا ثقة عالية من جميع أطراف الأسرة الدولية وهي الثقة التي جعلت بيوتات المال ومؤسساته الاقليمية والدولية وكبريات الشركات التي تبحث عن استثمار أموالها، تتسابق الينا لكي تستثمر في مشاريعنا التنموية وتبادلنا المصلحة والمنفعة عبر هذه الاستثمارات الضخمة.
وفق الله قادتنا الى كل ما فيه خير وطننا ومواطنينا، وخير ديننا ورفعة شأنه بين الأمم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved