أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th May,2000العدد:10085الطبعةالاولـيالثلاثاء 5 ,صفر 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
رباعي الذهب
عبد الله الضويحي
وصول الهلال والشباب إلى نهائي كأس سمو ولي العهد والاتحاد والأهلي إلى نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في هذا الموسم 1421ه، اعاد احداث الموسم الماضي 1420ه حيث وصلت الفرق ذاتها إلى النهائيين المذكورين بنفس الصفة والموقع.
هذا حديث أو رأي لا جديد فيه، وهو ما ركزت وتركز عليه وسائل الإعلام في هذه الأيام.
لكن السؤال الذي لم يطرحه كثيرون ولم يتحدثوا عنه,.
ماذا يعني وصول هذه الفرق الأربعة لهذين النهائين الكبيرين؟!
إن الاجابة على هذا التساؤل تحددها العودة قليلا الى الوراء بضعة مواسم، واسترجاع النهائيات الماضية.
فنهائي مسابقة كأس سمو الأمير فيصل بن فهد لهذا الموسم طرفاه الهلال والشباب ايضاً.
** وفي موسم 1419ه فاز الهلال على الشباب في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين والأهلي على الرياض في كأس سمو ولي العهد.
* وفي موسم 1418ه,, حقق الاتحاد ثلاثيته المشهورة وكانت امام الاهلي، والشباب والهلال,, حسب ترتيب نهائي المسابقات.
ان هذه النتائج,, وحتى لو استرجعنا بعض المواسم تؤكد ان الفرق الاربعة المذكورة تمثل الآن الأفضل بين الأندية السعودية في مجال كرة القدم.
لن نتحدث عن ابطال تلك النهائيات,, أو المسابقات ولن نتحدث ايضا عن ترتيب فرق المربع الذهبي كنوع من المفاضلة,, لأننا ندرك، وهذا واضح للجميع بدليل النتائج النهائية تساوي او تقارب مستويات الفرق الاربع الواصلة لنهائيات دوري خادم الحرمين الشريفين، وربما الفريق الخامس الذي لم يتأهل في بعض المواسم، إذ اننا نلحظ بما لا يدع مجالاً للشك أو المناقشة تذبذب بعض نتائج بعض الفرق,, وتغير مستوياتها وعدم الاهتمام بهذه النتائج بمجرد ضمان التأهل للأدوار النهائية (المربع الذهبي) لأمور لا مجال لمناقشتها الآن وإن كنت شخصيا قد تطرقت لموضوع كهذا (في منتصف اسبوع) سابق.
إن النتائج والاحصائيات على مدى أكثر من موسم هي الدليل الحقيقي والمستند الأساس على عطاء الفريق وتقويمه بين الفرق الأخرى، ومدى قدرته على الاستمرار والتفوق، ومن هنا جاء الحكم على افضلية الفرق الاربعة المذكورة بناء على هذا الأساس، ومن المنظور ذاته يمكن تقويم الفريق الأفضل بين هذه الفرق.
هذه المستويات لم تأت من فراغ ولكنها نتاج التخطيط السليم في هذه الاندية والعمل البناء والمثمر وفق اهداف واضحة ومرسومة, ولهذا جنت وتجني هذه الأندية ثمار عملها وجهدها,, ولا شك انها جديرة بهذه الانتصارات وجديرة بهذه المكانة.
الهلال,, الشباب تشابه,, أم اختلاف؟!
أيهما أكثر تكاملاً,, وجاهزية، وبالتالي تأهيلاً للفوز بكأس سمو ولي العهد لهذا الموسم,, الهلال أم الشباب؟!
و(الجاهزية) هنا,, معنى شامل,, لا يقصد بها الناحية الفنية فقط,, أو الإعداد النفسي,, ولكنها في نظري تعني الاستعداد والجاهزية من نواح ثلاث:
الناحية الفنية, الناحية النفسية, التعامل مع الحدث.
وهذه الأخيرة يمكن تقسيمها ايضا الى فرعين:
التعامل مع الحدث بصورة عامة,
التعامل مع الحدث بذاته,, او في حينه.
والتعامل مع الحدث بصورة عامة يعني التعامل مع النهائيات ومع مباريات البطولة بكل انواع التعامل التي تسبق المباراة أو أثناء المباراة,, وإذا ما عدنا إلى تاريخ الفريقين مع النهائيات نجد أن الافضلية في هذا الجانب تميل الى الهلال وآخرها نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين موسم 1419ه، عندما كان الهلال خاسراً بهدفين وحقق التعادل في الدقيقة الأخيرة ثم الفوز بالهدف الذهبي,, ثم نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد هذا الموسم,, ومن قبل نهائي الكأس 1401ه.
اما التعامل مع الحدث بذاته,, فإن العودة لنهائي كأس سمو ولي العهد الموسم الماضي بين الفريقين خير مثال,, عندما عرف الشباب كيف يتعامل مع الحدث، وابتعد بلاعبيه عن جو المباراة مستغلا مشاركة الفريق في بطولة الأندية العربية في دمشق ومضحيا بالبطولة عندما شارك بفريقه الثاني,, وترك الهلال يعيش اجواء المباراة وسط ضجيج الجماهير وأبواق الإعلام.
ونهائي هذا الموسم على كأس سمو ولي العهد لا يمكن ان ننظر له بمعزل عن لقاءات الفريقين السابقة خصوصاً على النهائيات,, وتأثره بها,, اذ لا بد ان تلقي بظلالها عليه,, وتؤثر فيه.
وعموماً,, فإن نهائي هذا الموسم,, تكاد ظروفه تتشابه إلى حد كبير مع نهائي الموسم الماضي,, فالهلال يعيش أجواء احتفالية بعد فوزه بكأس آسيا، والشباب ضحى بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، من أجل هذه المباراة,, وعندما اقول (ضحى),, وحتى لا يفهمني البعض خطأ,, فإنني لا اعني (التضحية) بمعناها المفهوم,, والظاهر,, فالفوز بأية بطولة امنية,, فكيف بها وقد تزينت باسم كأس دوري خادم الحرمين الشريفين,, وما لها من مردود معنوي ومادي وتاريخي على الفريق الفائز,, لكن ما اعنيه، وهو ما كان واضحا وجليا حتى في بعض التصريحات ان الشباب كان يؤدي مباريات المربع الذهبي وتفكيره في نهائي كأس سمو ولي العهد مما أثر على ادائه، ولا شك ان الفوز ببطولة من امام الهلال,, لها قيمة وطعم مختلف عن اية بطولة اخرى,.
هذا بصورة عامة.
اما لو اردنا ان نأخذ الأجواء السائدة والمحيطة بكل فريق,, فإننا نجد:
الهلال
يعيش الهلال,, معنويات مرتفعة بعد انتصارات متتالية,, بدءاً من كأس الأمير فيصل,, مروراً بكأس المؤسس,, ثم كأس آسيا,, وهو يسعى من خلال هذه المباراة للفوز بالبطولة الرابعة هذا الموسم في انجاز غير مسبوق,, لكن هذا الحرص قد يخيم بظلال سلبية على الفريق نتيجة وضعه تحت ضغوط نفسية لتحقيق هذا الهدف,, ويفترض في الهلاليين ان يتعاملوا مع المباراة بصورة طبيعية فهي ليست المرة الأولى التي يلعب فيها الهلال على النهائي,, وليست المرة الأولى التي يقابل فيها الشباب على النهائي,, ولاعبوه لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع الحدث.
هذا أولاً,.
وثانياً,, فإن الفترة التي اعقبت فوز الهلال بكأس آسيا,, وتخللتها اقامة مباريات المربع الذهبي لها انعكاسان,, أو بالأحرى حدان:
** إيجابي:
بحيث كانت الفترة كافية ليحتفل فيها الهلاليون بالبطولة والخروج من نشوة الانتصار,, الى التعامل مع الواقع.
هذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى:
فقد كانت ايضا فرصة يطمئن فيها الجهاز الطبي على سلامة بعض اللاعبين,, وإعدادهم للمباراة.
** سلبي:
الحد الثاني,, سلبي,, اذ ان فترة التوقف هذه والخروج بالفريق من جو المنافسة والمباريات قد يؤثر على عطائه الفني، ومن هنا لاحظنا كيف ان الفريق أجرى لقاء وديا مع فريق العيون للاطمئنان على الفريق,, وجاهزيته واستعداده لخوض المنافسة.
الشباب
يرى بعض الهلاليين ان في تأهل الشباب لنهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مصلحة لفريقهم ولهذا كانوا يتمنونه، لكن الرياح جرت بما لا يشتهون,, على اعتبار ان هذا التأهل يجعل الشباب امام بطولتين مما يعني في نظرهم ان هذا الوضع يجعل الشباب امام اكثر من فرصة للخروج من هذا الموسم ببطولة، وهذا يسهل من ادائه امام الهلال باعتبار ان ثمة فرصة اخرى لو لم يحقق الفوز في هذه,, وأن خروجه من المربع كما حدث يجعل فرصته الوحيدة هي كأس سمو ولي العهد مما يضاعف من جهوده وحرصه على الفوز,, وبالتالي يجعل مهمة الهلال أكثر صعوبة.
شخصيا,, أميل الى نظرة مغايرة، وهي ان ضيق الفرصة بهذا الشكل يجعل الفريق امام ضغط نفسي اكبر على اعتبار ان مجال التعويض مفقود.
وإذا اضفنا لهذا ان الطرف المقابل هو الهلال وتاريخ لقاءات الفريقين السابقة,, فإن الشباب سيكون تحت ضغط نفسي، وعدم اطمئنان للنتيجة إلى ان تعلن صافرة الحكم نهاية المباراة,, حتى وان تقدم بالنتيجة في بعض فتراتها، عكس الهلال الذي قد لا يتأثر بهذا الوضع يدعمه في ذلك مواقف سابقة.
سمو الأمير خالد بن سعد بن فهد رئيس مجلس ادارة نادي الشباب، كان رائعاً وهو يتعامل مع خسارة فريقه امام الأهلي في اياب المربع الذهبي، وقد تميز بالهدوء والعقلانية في التعامل مع الحدث,, حتى لا ينعكس ذلك على افراد الفريق,, واعتبر الأمر عاديا,, وان كنت ادرك انه متألم من الداخل لعدم تحقيق شرف الوصول الى النهائي على الأقل.
كما ان رأيه في منافسه على كأس سمو ولي العهد (الهلال) وان كان واقعيا كما هي عادة سموه إلا انه كان يحمل مضامين عدة تصب في اطار الإعداد النفسي لفريقه وتهيئته لمثل هذه المباراة,, وأيضا إعداد الفريق المقابل لها,, وهو جزء من إعداد الفريق ككل، وهو موقف سليم أرى ان سمو الأمير خالد كان موفقاً تماماً فيه, والله من وراء القصد.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved