أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th May,2000العدد:10087الطبعةالاولـيالخميس 7 ,صفر 1421

الفنيــة

قرأة في أغنية
مونداتا في السنسكريتية,, والحكيم ماندرو والأطلال جالت بالمقامات وأم كلثوم صورتها بحسها
عبدالرحمن الناصر
اهم شيء يتبع للموسيقى هو الثقافة العامة بها,, فلذلك أتبعنا بالاسبوع الماضي وهذا الاسبوع جزءاً من بعض المعلومات التي اتمنى من الله ان اكون وفقت بطرحها وهذا بطبيعة الحال ماهو الا الدعم المتواصل منكم ياقراءنا الكرام فيوم بعد يوم يزداد أملي في ان المتذوقين للموسيقى يفوقون كثيرا كثيرا ماكنا نتصوره ولهذا سأكون مسرورا لهذا التواصل فيما بيننا واي معلومة تفتقد او يراد شرحها فانا رهن الاشارة,, التعريف واصل الموسيقى القديم القديم والذي لايعلم من اين ابتدأت ومتى ولكن بعض المؤرخين وعلماء الآثار اكتشفوا انها من الآلف السنين قبل الميلاد,, فبالتالي وقفت الموسيقى شامخة كالإهرامات وأبو الهول وصالت وجالت حول العالم من اليونانيين والاغريق والرومان والعرب القدماء الى ان حددت حروفها وركائزها الاصلية والعناصر المهمة لها ومن ذلك الوقت الى وقتنا الحاضر.
اعزائي لايسعنى إلا ان نتجول بهذه المعلومات الخفيفة ونرى مايدور فيها ومانستنبط منها,.
أصل الموسيقى
ان الموسيقى فن من اقدم الفنون عهدا في تاريخ الانسان ولا يعلم اصلها بوجه التحقيق على حد سائر الامور النفسية الاخرى,, وقد أدجنت سماؤها وتنكرت معالمها حقبا متطاولة لعجز الاقدمين عن استقرار حقائقها وغفلتهم عن ادارك دقائقها او معرفة اسماء الذين اكتشفوا اصل الموسيقى من اصوات الطيور المغردة الجميلة,, وجاء المكتشفون ولهم التقدير في إيصال هذا الفن الى النوع الانساني.
التعريف
ان الموسيقى مثل الرياضيات عامة والعروض,, وهذه العلوم تسمى العلم الموزون وهي علوم متشابكة رباطها النظام ووحدة الحركة والسكون,, وطالها من مداخلات تتماشى مع هذه العلوم.
الموسيقى في اللغة
ان اصل كلمة موسيقى في اللغة هي لفظ يوناني اخذ عن الاغريق الذين كانوا يقدسون الفنون العقلية وينسبونها الى المعبودات,, ويسمون كل ماله اصل واتصال بالفن (موسيقى) ولكن اليونان ينسبون هذه الكلمة الى موز اي الفن الجميل ويلفظونها موزيكا وعند الروم كانت تدل كلمة موسيقى على معنى أوسع مما اصطلح عليه المحدثون فان كلمة موسيقى عند الرومان القدماء موسا اي أحد اسماء المعبودات التسعة عندهم بعد ان اشتقوها من كلمة موستية الذي معناها الاستحياء او الاستلهام واصل الكلمة موس فاخذوها وزادوا عليها ألفا فصارت موسا والمعنى الملهمة واضافوا عليها بعد زمن يقى للدلالة على النسبة الى الاسم الملحق بها مثلا كقولهم ارتيميطيبي من اصل الكلمة ارتيميط أو منجانيقي من منجاق وما الى ذلك فصارت كلمة موسى موسيقى وتلفظ ايضا بالالف المقصورة موسيقى وفي قاموس المحيط اصل هذه التسمية انها كلمة عربية مشتقة من مسق ومشق معناهما جذب الوتر او ربما تكون سامية الاصل,, وان الكلمة موسيقى تسميات اخرى بمعان لفظية في بعض اللغات القديمة الاخرى، ولابد من سردها في هذا المجال، ففي اللغة (السنسكريتية) تسمى مونداتا وتعني الرجل التقي الذي يفكر دوما في خلق الله تعالى,, وفي لغة الاوفستقاق الفارسية مونزدرا معناها المعقول وفي اللغة السلافية ماندرو معناها الحكيم ثم تسربت الكلمة الى الامم الاخرى على هذا الاساس والاعتبار فنطقت كل أمة حسب اصطلاحها اللغوي.
ولكن مدلول كلمة الموسيقى اصطلاحا فهو,, علم وفن.
العناصر الموسيقية
إن للموسيقى عناصر اساسية واخرى ثانوية العناصر الاساسية هي الايقاع واللحن أو النغم، الصوت، السكون، فاذا اتينا للايقاع فهو النبض الزمني المنتظم الذي يقاس به زمن اللحن وهو عنصر طبيعي ليس في اللحن والفنون الاخرى بل في طبيعة الانسان بشكل عام.
اللحن يتكون من مجموعة عن الاصوات المتتالية يخضع تنظيمها الى رغبة اللحن.
الصوت ويتألف من تركيبات صوتية من تألفات لحنية وعلم الاصطحاب والتوافق اي الهارموني .
السكون وهو الوقف مدة زمنية حسب القيمة الزمنية الموجودة بداخل الالحان وتستعمل لإحداث الفراغ المطلوب وجوده مهما طال اللحن او قصر وفي الاوزان ايضا,, فإن علامة السكون تفصل بين علامة واخرى فترة زمنية حسب مقدار العلامة.
اما العناصر الثانوية فهي لون الصوت واللون في الصوت يختلف باختلاف الآلة التي يصدر منها ذبذبات صوتية مع ان عدد ذبذبات الصوت تظل ثابتة وكذلك مزج الالوان الصوتية سواء كان مصدرها الصوت من حنجرة بشرية او آلة موسيقية او اي شيء اخر يصدر صوتا فإن مزج ألوان الصوت تخضع لعدة اصول وعوامل,, وايضا من العناصر الثانوية الكلمة او الحركة فهما عنصران مهمان ومرتبطان ارتباطا شديدا.
التصوير والانتقال في المقامات
يضطر المنشد كثيرا الى اخراج نغم ما من درجة غير درجته الاصلية حسب ماتقتضيه الظروف وهذا مايسمونه التصوير وماكنا نسمعه كثيرا من السيدة أم كلثوم رحمها الله,, الانتقال في المقامات من حيث التغيير والخروج من المقام الى مقام آخر هو من الامور الضرورية سواء كان من الغناء او اللحن وطريقة الانتقال في المقامات هي:
اولا: يجب ان لاينتقل فجأة من مقام الى اخر بعيدا عنه بل ينتقل من المقام المراد نقله الى اقرب مقام اليه ثم ينتقل من هذا المقام الاخر الى مقام قريب منه تدريجيا الى ان يصبح المقام الاخير بعيدا كل البعد عن المقام الذي يود تحضيره.
ثانيا: وعن مايراد العودة الى المقام الاول الذي تم تغييره يعمل بالطريقة المذكورة نفسها اي الرجوع التدريجي من مقام الى مقام اقرب اليه يصل الى المقام الاصلي كما سمعناها في اغنية الاطلال الحان رياض السنباطي.
ولكن نقول ان التصوير والانتقال للانغام من اصعب وادق مايوجد في اللحن الشرقي بسبب وجود الابعاد الصغيرة فيها والتصوير يحتاج اولا الى معرفة الابعاد بدقة الموجودة بين درجات المقام ثم يحتاج الى احساس دقيق وشعور قوي بالانغام حتى يخرج المصور كالاصل واني هنا انصح بعض الشباب الذين يمارسون آلة العود من عدم تصوير بعض الاعمال كما سمعناها منهم لانه يجعل السامعين ينفرون منهم وان كان يشعر بنفسه القدرة على التصوير,, وبودي الا يتبعوا التصوير ويحذروا لأن نقص درجة واحدة من درجات المقام يفسد اللحن ويفرغة من ادمغة السامعين ليملأ مكانه نشاز.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved