أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th May,2000العدد:10089الطبعةالاولـيالسبت 9 ,صفر 1421

محليــات

رأي الجزيرة
تقطيع وطن,, وتفتيت شعب,,!!
باقتراب موعد ابرام الحل النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين بدأت تتكشف الحقائق التي حاول المفاوضون من كلا الطرفين تجاهلها كثيراً، أو لنقل تجاوزها ظناً منهم بأن تحقيق تقارب في القضايا البسيطة يسهل معالجة القضايا الشائكة، وهكذا تأجلت قضايا الحدود واللاجئين والمستوطنات والقدس الشريف، وقنع الفلسطينيون بالحصول على بعض المكاسب الصغيرة ظناً منهم بأن الاسرائيليين سيتعاملون بواقعية مع المعطيات الجديدة التي ستتحقق على الأرض وبالذات بعد ان يطمئنوا لتعامل الفلسطينيين وبالذات في الجانب الأمني الذي يضعه الاسرائيليون في أولى اهتماماتهم, وعلى اساس هذا التصور ظل الفلسطينيون يقبلون بأقل المكتسبات التي تعطيهم اياها الاتفاقيات، واجّلوا انتزاع حقوقهم بانتظار الحل النهائي الذي يفترض ان يشمل كل الحقوق الوطنية السياسية والإنسانية والترابية والاقتصادية، إلا أنه وباقتراب اليوم الموعود يرى الفلسطينيون أنفسهم وكأنهم أمام سراب يكاد يتبخر من أمام أعينهم دون أن يحيطوا به, وقد ظهرت اولى حقائق هذا الواقع في الجلسات الأولى لمفاوضات إيلات التي جاء تنظيمها بعد تدخل وضغوط امريكية وبحضور ومشاركة لوفد امريكي عالي المستوى برئاسة الوسيط دنيس روس، وفي هذه الجلسات صدم الفلسطينيون من طريقة واسلوب الاسرائيليين في التفاوض الذين يكررون نفس سيناريوهات المفاوضات السابقة التي اعتمدت على ما يريد الاسرائيليون تقديمه للفلسطينيين الذين عليهم ان يقبلوا مايقدم إليهم وكأنه تكرُّم وليس انتزاع حقوق واجبة الاستحقاق.
وهكذا فقد عكست الخرائط التي قدمها الاسرائيليون للجانب الفلسطيني في ايلات المنهجية الصهيونية التي تعتمد اساساً على إلغاء الهوية الفلسطينية ومحو الوطن الفلسطيني، وحتى وان وافق الاسرائيليون على اقامة دولة فلسطينية فستكون بلا معنى ولا هوية, فالحرائط تقسم ما تبقى من فلسطين الى اربع كنتونات تبقى داخل دوائر الاحتلال, تؤدي في حالة القبول بها والإقرار بالتعامل معها الى تقسيم الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية الى اربع ولايات تظل معتمدة على الاسرائيليين اقتصادياً وحياتياً، ومعزولة عن محيطها العربي، ولاية في غزة وثلاث ولايات في الضفة الغربية يربط فيما بينها طرق تمر في أرض تصبح ملكاً للإسرائيليين، وتحت سيطرتهم السياسية والامنية, وبهذا التقطيع يلغى الوطن الفلسطيني ويفرض التباعد والتقطيع على الشعب الفلسطيني.
العرض الاسرائيلي هذا الذي تضمنته الخرائط الاسرائيلية لا يلغي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية فحسب، بل ايضاً يضع حداً لتصور قيام دولة فلسطينية مثل باقي الدول كما أنه لا يحافظ على بقاء تماسك الشعب الفلسطيني الذي قاوم الاحتلال والتشريد في زمن الحروب والعدوان ليضيع الى الأبد عن طريق المفاوضات.
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved