أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعةالاولـيالاربعاء 13 ,صفر 1421

الاقتصادية

الماء,,الماء,, وماذا بعد,,؟
عبد الله بن عبد الرحمن الحمين *
هذه الجملة الفعلية وردت مرادفة لشعار المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه الماء سر الحياة والتي دشن انطلاقتها صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يحفظه الله يوم الاربعاء الموافق 14/1/1421ه.
عندما تشاهد او تسمع هذه العبارة من خلال الوسائل التوعوية الثلاث التي اعدتها وزارة الزراعة والمياه لهذه المرحلة من الحملة وهي رسائل المرأة والطفل والسد وتبث من خلال قناتي التلفزيون السعودي الاولى والثانية وقنوات الشرق الاوسط mbc والمستقبل والفضائية اللبنانية Lbc وراديو وتلفزيون العرب Art والاوربت Orbit وابو ظبي و CNN الاخبارية باللغتين العربية والانجليزية حسبما تبث به القناة من لغة وكذلك عندما تقرأ هذه العبارة من خلال العديد من الاعلانات الصحفية التوعوية المتنوعة والتي تنتشر في العديد من الصحف والمجلات المحلية باللغتين العربية والانجليزية وكذلك من خلال لوحات الموبي والميجاكوم والينيوبول المنتشرة في مختلف مدن المملكة فانه للوهلة الاولى يتبادر الى الذهن ان المطلوب هو المحافظة على المياة التي تستخدم في الاغراض المنزلية والاستخدامات اليومية ومن وجهة نظر شخصية فان هذا صحيح ولكن المطلوب الحقيقي هو المحافظة على المياه سواءً التي تستخدم للاغراض المنزلية او الزراعية او الصناعية والمحافظة على المياه في طبقاتها المائية التي اختزنت فيها منذ ملايين السنين.
من الاهمية بمكان توعية مستخدمي المياه من مواطنين ومقيمين والتركيز على ربات المنازل والاطفال والخدم والعمالة بأهمية المياه وما انفق عليها لتصل لكل منزل وموقع بهذه النوعية والكمية الجيدتين وان ذلك سيتأثر مع الاستنزاف والاهدار, والحث على استخدام المواد المقتصدة واعادة تدوير مياه المراوش والمغاسل بعد معالجتها لصناديق الطرد وري الحدائق وتطبيق ما اوضحته وزارة الزراعة والمياه من اهداف ومرتكزات المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الزراعة والمياه ووزارة الشؤون البلدية والقروية مصالح المياه والبلديات ووزارة التجارة لوقف استيراد المواد المستهلكة للمياه وعمل تنظيم معين بحيث لا يسمح بايصال الماء للوحدات السكنية الجديدة مالم يتم استخدام المواد المقتصدة للمياه وعمل اللازم لتدوير مياه المراوش والمغاسل لصناديق الطرد وري الحدائق بعد معالجتها بدلاً من اهدارها كمياه عادمة خصوصاً في الوحدات والمجمعات السكنية الكبيرة وكذلك ضرورة قيام كل صاحب وحدة سكنية بعمل خزان ارضي وعدم ضخ مياه الشبكة بصفة يومية لكل منزل ليشعر المواطن والمقيم بأهمية هذه المياه ولتتمكن الجهة المسؤولة عن التشغيل والصيانة من عمل تنظيم دوري للمياه بين الاحياء يكفل وصول المياه بنفس النوعية والجودة لكل الاحياء وفي مجال المنتزهات والملاعب الرياضية والاغراض الصناعية والعمرانية ورش ورصف الطرق فقد اوضحت المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لترشيد استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لهذا الاغراض حفاظاً على المياه الجوفية التي تستنزف في هذه الاغراض.
الزراعة وهي المستهلك الرئيسي للمياه اتخذت وزارة الزراعة والمياه انفاذاً للتوجيهات السامية الكريمة عدة خطوات في سبيل المحافظة على المياه يتابع تنفيذها معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر مما ساعد على خفض الاستهلاك في المجال الزراعي بدرجة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية ومازال المزارع والشركات الزراعية مطالبة من جانبها بعمل الكثير للحد من استهلاك المياه والمحافظة عليها.
المحافظة على المياه الجوفية في مكامنها مسؤولية كبيرة وكثير من دول العالم الغنية بالانهار الجارية والبحيرات تعاني من تلوث مائي نتيجة للمخلفات الصناعية وغيرها وبكل اسف شديد فهناك البعض ممن يقوم بحفر الآبار السطحية او حتى العميقة دون الحصول على تصريح من الجهة المختصة وهي وزارة الزراعة والمياه ودون مواصفات فنية واشراف على التنفيذ فيقوم بتلويث كبير لمياه الطبقات نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي او الصرف الزراعي او حتى الصناعي الى مياه هذه الطبقة التي قد تكون طبقة رئيسية في تغذية منطقة او مناطق معينة بالمياه او قد يكون التلوث ناتجا من خلط مياه بعض الطبقات نتيجة الحفر العشوائي دون مواصفات واشراف من جهة الاختصاص فتختلط مياه الطبقات رديئة النوعية التي يلزم حجبها وتغليفها مع مياه الطبقة الرئيسية جيدة النوعية او قد تضيع مياه الطبقة الرئيسية داخل مياه الطبقات الأخرى نتيجة عدم الحجب والتغليف وللمحافظة على المياه الجوفية في مكامنها يجب عدم الحفر الا بتصريح ومواصفات واشراف من الجهة المسؤولة.
ان تفتيت المساحات الكبيرة من المزارع الى مساحات اصغر لتتحول الى ما يسمى استراحات او مزارع صغيرة المساحة فيه تعارض مع المحافظة على المياه ولنحافظ على المياه يجب ان نتعاون في عدم التوسع في ذلك وتقديم المصلحة العامة على الخاصة.
المياه والمحافظة عليها مسؤولية وطنية كبيرة وثروة قومية لي ولك ولابنائنا جميعاً وابنائهم فما تحافظ عليه من هذه الثروة فهو ملك للاجيال المتعاقبة ما استمرت الحياة بإذن الله وقد اصبحت المياه هاجس دول العالم في الوقت الحاضر وهاهي مفاوضات السلام بين سوريا واليهود تتعثر بسبب شريط صغير من بحيرة طبريا لا يمثل شيئاً بالنسبة لمساحة الارض التي سيخليها اليهود وتعاد الى سوريا ولكنه يمثل شريان حياة لهذه الارض، فالماء في الارض كالعروق في الجسد ان خلي الجسد منها او توقفت عن الجريان مات الجسد كله وتموت الارض والحياة بتوقف الماء.
الجهات التعليمية للبنين والبنات ووسائل الاعلام المرئية او المسموعة او المقروءة ووزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد من خلال ائمة المساجد ومصالح المياه من خلال تكثيف الرقابة على تسربات المياه من المنازل وخصوصاً ايام الخميس والجمع والعطل الرسمية وغيرها من الجهات الاخرى قد كان لها دور مشكور في المراحل السابقة من الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه ولكن المأمول من هذه الجهات بصفة خاصة لمالها من علاقة مباشرة هو تفعيل اكثر لهذه المرحلة من الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه, فالجميع مطالب بالتجاوب مع حملات ترشيد استخدام المياه والتي يرعاها معالي وزير الزراعة والمياه شخصياً انفاذاً للتوجيهات السامية الكريمة من ولاة الامر يحفظهم الله.
* مساعد مدير عام إدارة تنمية موارد المياه .

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل على