أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th May,2000العدد:10095الطبعةالاولـيالجمعة 15 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

عن رجال الدفاع المدني
وهبوا أرواحهم في سبيل الواجب
اطلعت على المقال المنشور في العدد 10074 ليوم الجمعة 23/1/1421ه للقارىء محمد عبدالكريم الزنيدي من الزلفي تحت عنوان عزيزي المواطن,, ماذا تطلب من رجال الجوازات؟ والذي تحدث فيه عن الدور الكبير لرجال الجوازات وحث الجميع للتعاون معهم لكي يصبح الجميع رجال جوازات حتى تتحقق جميع الأهداف ومنها محاربة مخالفة أنظمة الاقامة والعمل وهذا بلا شك مقال يشكر عليه الكاتب ونأمل أن يحقق الهدف الذي نشر من أجله,
ومشاركتي هذه عن رجال في جانب وثغر آخر ينبغي للجميع معرفتهم والتعاون معهم والمساهمة في توفير وتحقيق الأجواء الملائمة لعملهم ليتمكنوا من تنفيذ الأدوار والمهام الموكلة اليهم في الوقت المناسب والشكل المطلوب وأقصد بهؤلاء رجال الدفاع المدني فلو وجه الى أحدنا سؤال يقول: ماذا تعرف عن رجال الدفاع المدني؟,, فماذا تكون اجابته؟
وهل هي الاجابة الكافية والشافية لهذا السؤال صغير اللفظ وكبير المعنى؟,,, فلا شك ان اجابة هذا السؤال تختلف وتتفاوت حسب المجيب: عمره وثقافتة ومستواه العلمي وتمشيه مع عصر التطور الحديث,,, الخ وغير ذلك من الجوانب التي تؤثر على الاجابة.
وعموما,, لم يعد رجال الدفاع المدني كما يصفهم البعض بأنهم رجال مهمتهم اطفاء الحرائق المختلفة, وهذا بلا شك فهم قاصر لدى هذه النوعية من الناس لا يتماشى مع التطور الحضاري والتكنولوجي الذي نعيشه ومع الواقع الفعلي لمكانة رجال الدفاع المدني ومهامهم.
حيث يمكن تعريف الدفاع المدني بأنه عبارة عن مجموعة الاجراءات والأعمال الهامة لحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة من أخطار الحرائق والكوارث والحروب والحوادث المختلفة واغاثة المنكوبين وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات وسير العمل في المرافق العامة وحماية مصادر الثروة الوطنية وذلك في زمن السلم وحالات الحرب والطوارىء,, وهذا هو التعريف الصحيح له.
واليوم,, نعيش في عصر التقدم والتطور التكنولوجي الشامل لجميع مرافق الحياة وخدماتها التي تهدف الى رفاهية الانسان وراحته الصناعي، الزراعي، التعليمي، الصحي، العمراني,,, وغيرها مما يصاحب هذا الرقي الحضاري الشامل زيادة احتمال حدوث الكوارث المختلفة, مثل الصناعية التي يكون للانسان يد في احداثها مثل الحروب التي يستخدم فيها أنواع أسلحة الدمار الشامل من كيميائية ونووية وجرثومية أو حوادث وكوارث المفاعلات النووية والمواد الخطرة وحوادث وسائل النقل والمواصلات المختلفة كالطائرات والسيارات والقطارات والسفن البحرية,,, الى غير ذلك من جوانب التطور الحديث.
حيث أوكل الى عاتق الدفاع المدني القيام بمواجهة هذه الحوادث والكوارث واتخاذ الاجراءات والتدابير الكفيلة بعد الله لتجنبها ومكافحتها والحد من آثارها وذلك بعد فهم وادراك نوعيات تلك المخاطر والأساليب السليمة والطرق العلمية الحديثة للتعامل معها باستخدام المعدات والتجهيزات ومختلف الآليات اللازمة بالاضافة الى الأيدي العاملة ذات الكفاءة العالية والتدريب الجيد حسب نوعية تلك الأخطار وذلك بهدف حماية المدنيين وسلامة المجتمع وممتلكاته.
كما يقوم الدفاع المدني بتنظيم قواعد ووسائل السلامة والحماية في مختلف المنشآت والمرافق العامة والخاصة عند وبعد انشائها بالاشراف والمتابعة ومكافحة الحرائق بمختلف أنواعها والقيام بأعمال الانقاذ والاسعاف والاغاثة والاخلاء والايواء والانذار في الحالات والمواقف التي تتطلب ذلك حروب، كوارث طبيعية، زلازل، سيول، فيضانات، أعاصير، رياح،,,, الخ، كوارث صناعية,,, وغيرها .
من الكلمات والأسطر السابقة يمكن للقارىء أن يدرك الفهم الحديث والصحيح والسليم والدور الكبير الذي يقوم به الدفاع المدني ورجاله, ويمكن القول أن أجهزة الدفاع المدني في مختلف الدول أوجدها الانسان لحمايته والدفاع عنه وتأمين سلامته وممتلكاته في مختلف الظروف الطبيعية والصناعية وحالات الحرب أو السلم ويعتبر عمل الدفاع المدني عملا انسانيا وواجبا وطنيا لرجاله رجال التضحية والمهام الصعبة .
ورغم كل ما سبق الا اننا نسمع كثيرا من ينتقد هؤلاء الرجال ويوجه لهم الآراء العشوائية والتقصير سواء في مسرح الحادث أو غير ذلك وخاصة من بعض المتجمهرين والمتطفلين حول الحوادث ومتصيدي السلبيات المخالفة للواقع والذين يمثل وجودهم في هذا الوقت عائقا لرجال الدفاع المدني للقيام بمهامهم وواجباتهم على الوجه المطلوب وبالطرق، والأساليب المناسبة لذلك.
وعموما,, يقحم البعض أنفسهم لتصيد أخطاء الآخرين وانتقادهم المبني على عدم ادراك الأمور والرؤية السطحية والظاهرية لها دون معرفة الطرق والأساليب الصحيحة وعواقب الأمور وادراك دور الآخرين ورجال الدفاع المدني كثيرا ما يتعرضون ويقعون في مصيدة الاتهام والتقصير وهم الذين وهبوا أرواحهم ووضعوا أنفسهم كقوارب وسفن النجاة للآخرين والتي تجوب بحار المهالك والأخطار لاغاثة اللهفان وانقاذ المنكوب من المصاعب والأخطار.
وأخيرا,, هل تعرفنا على رجال الدفاع الدني؟,, وهل يوجد هناك فرق بين الاجابة على السؤال السابق قبل قراءة العبارات والكلمات الماضية وبعدها؟؟
والله من وراء القصد,.
النقيب: ناصر عبدالله العريض
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved