أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th May,2000العدد:10100الطبعةالاولـيالاربعاء 20 ,صفر 1421

مقـالات

وسميات
تذوقوا,, هذا الشعر
راشد الحمدان
قرأنا في كتب الأدب,, أنه إذا نبغ في القبيلة شاعر,, سارعت القبائل لتهنئتها,, وما ذاك إلا لأن الشعر لسان الأمة,, ولكن فكروا معي جيداً,, فالشاعر لايأتي بسهولة,, ولا يولد هكذا,, واليوم لا تصدر جريدة إلا وفيها ألوان من الشعراء,, ولعل التأثير الصناعي في المأكولات وصل إلى كهرمون جديد تأثر به هذا,, الجراد,, من الشعراء.
وعندما قال عمرو بن كلثوم قصيدته المشهورة أمام ملك الحيرة, بعد ان قتله لإيثاره شاعر بكر عليه,, لم يبق وليد ولا كهل في تغلب لم يحفظها ويرددها, حتى قال فيهم شاعر:


ألهى بني تغلب عن كل مكرمة
قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

وقصيدة عمرو بن كلثوم هي التي منها:


إذا بلغ الفطام لناصبي
تخر له الجبابر ساجدينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدراً وطينا

وكلها هكذا في الفخر بالقبيلة.
هذا,, بيان عن الشعر العظيم وأثره وتأثيره وسريانه مع الزمن,, لكن هناك ايضاً روعة وابداع في التلاعب بالالفاظ والمعاني,, خاصة في القوافي,, ولايتأتى هذا,, إلا من شعراء قادرين افذاذ,, لهم حس شعري وماض,, اقرأوا معي ان شئتم,, وعليكم فهم المعنى المختلف للقافيتين, ويسمى هذا في عرف الشعر تجنيس القوافي:


لقد راعني بدر الدجى بصدوده
ووكل اجفاني برعي كواكبه
فيا جزعي, مهلاً عساه يعود لي
ويا كبدي,, صبراً على ما كواك به

وقال:


إن كنت تأنس بالحبيب وقربه
فاصبر على حكم الرقيب وداره
إن الرقيب إذا صبرت لحكمه
بوَّاك في مثوى الحبيب وداره

ويقول:


يا من يقول الشعر غير مهذب
ويوفي التعذيب في تهذيبه
لو ان كل الناس فيك مساعدي
لعجزت عن تهذيب ماتهذي به

ويقول:


مواعيده في الفضل أحلام نائم
أشبهها بالقفر أو بسرابه
فمن لي بوجه لو تحيرني الدجى
أخو سفر في ليل غيم سرى به

وهذه كلها من أشعار الأمير ابي الفضل الميكالي,, وكانوا يتلذذون بهذه الابداعات البلاغية، ويرونها دلالة على قدرة الشاعر وتمكنه وحسن سبكه.
هذا عندما كان الشعر فناً له مكانته، وله صداه في الأذهان,, لكن الآن؟؟!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved