أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th May,2000العدد:10100الطبعةالاولـيالاربعاء 20 ,صفر 1421

مقـالات

لاوقت للصمت
السائق,,وأكثر من سؤال!
فوزية الجار الله
أعرف امرأة جميلة ورائعة,, نقية مثل غيمة,.
هذه المرأة ذات معرفة وخبرة بتفسير الأحلام,, علماً بأنها لاتعطي تفسيراً حتى تستمع الى الحلم أو الرؤيا كاملة,, بتفاصيلها,, قالت لي مرة بأن رؤية السائق الذي يقود بك السيارة في الحلم تدل غالباً على حظ سعيد سيأتيك والله أعلم,, بمعنى ان السائق يرمز لحظ سعيد غالباً,.
ويبدو رأي صاحبتي مطابقاً للواقع كثيراً,, فلم يعد السائق في مجتمعنا ترفاً أو سلعة كمالية ان صح لنا ان نسميها كذلك لكنه امر حتمي تتطلبه طبيعة العصر الراكض والمجتمع المتغير الذي لم يعد هو ذاته مجتمع الامس,.
فالكثير من النساء لدينا هن نساء عاملات، وهذا يتطلب وجود من يتكفل بمشاوير الذهاب والاياب إضافة إلى مشاوير المستشفى والخياط والزيارات الاجتماعية الاخرى,, الخ!
كل ذلك بحاجة إلى من يقوم به,, ومن الصعب والامر كذلك أن يتكفل الرجل بهذه المتطلبات كاملة وخصوصاً حين يكون في الاسرة رجلٌ وحيد أمام اكثر من امراة (الام وبناتها الشابات غالباً),.
هذه الخصوصية لمجتمعنا أجبرتنا على استخدام السائقين وعدم الاستغناء عنهم حتى اصبح وجود السائق سمة خاصة من سمات المجتمع السعودي,.
أذكر مرة أنني حضرت ندوة كانت الدعوة لها عامة، وقد حضرها جمع غفير من كافة الطبقات وبينما أنا في انتظار السيارة خارج الموقع سمعت امرأتين متقدمتين في السن تتحدثان معاً قالت إحداهما للأخرىوهي تجيل النظر أمامها وحولها:
يالله انظري السائقين على مدى البصر,,!
قالت الاخرى: أجل ليس هناك إلا السائقون,, من ننتظر إذن,, عيالنا (الله يخلف)! حفظ الله لكل منا سائقها,,؟!
وهذا الحديث العابر دلالة اكيدة على اضطرار المرأة لدينا إلى السائق!
تذكرت هذا الحوار,, وتذكرت رأياً سمعته مؤخراً يقول بأنه لابد ان يرافقك مخلوق ما,,وألا تكوني مع السائق وحدك,,! وتلك مشكلة اخرى,.
كنت بداية اريد سائقاً,, ثم قالوا لي الافضل ألا تكوني وحيدة معه في السيارة,,وهذا يعني ان استقدم زوجته ايضاً! والامر ليس بهذه البساطه,, فهناك مشكلات أخرى تعترضنا في حالة تطبيق هذا الامر,, أولها: ليس من السهولة الحصول على سائق وزوجته يكونان علىدرجة من الالتزام والخلق,,!
ثم هل أضمن وجودهما الى جانبي طوال العمر,, ألاتعترضهما هما ايضاً مشكلات سواء هنا او في بلدهما,.
هأنذا بعد ان كنت احمل هم تشغيل فرد واحد أصبحت احمل هم تشغيل عائلة لابد أن ترافقني في ذهابي وايابي,.
هناك أيضاً مشكلات أخرى فقد يتّبع البعض من تلك العمالة اساليب للتحايل والكذب,, فقد اكتشفت احدى الاسر بعد فترة ليست بالقصيرة بان السائق وزوجته اللذين احضراهما للعمل لديهما ليسا زوجين حقيقة وانما صديقان وديانتهما هي الاسلام كما يدعيان!!
ثمة مشكلات كثيرة في هذاالاطار,.
ورغم ذلك لاغنى عن السائق,,فلم يعد ترفاً ولاسلعة كمالية نتجمل بها!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved