أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th May,2000العدد:10101الطبعةالاولـيالخميس 21 ,صفر 1421

مقـالات

الحدود الشرعية,, وحقوق الإنسان
د, عثمان بن عبد العزيز المنيع *
المتابع للإعلام العربي في الفترة الماضية سيكتشف ارتفاع درجة حرارة الكثير من الإعلاميين وهم يناقشون قضية حقوق الإنسان في عالمنا العربي عموما وحقوق الإنسان في السعودية على وجه الخصوص.
الإشكال الذي وقع فيه البعض انه تضامن مع الحملة الأجنبية دون ان يدرك أنها موجهة للإسلام وليس للسعودية.
ونحن لنا حق في ان يحترم الآخر تطبيقنا للشريعة الإسلامية في إطار الحدود لتطبيق العقاب، فحين يقتل المفسد في الارض وتقطع يد السارق تطبق الحدود التي سنّتها الشريعة الإسلامية فيما لا يتعارض مع حقوق الإنسان لأنها أولاً نصوص شرعية غير قابلة للنقاش او الاجتهاد، وغير ذلك فإن فيها حماية للإنسان والمجتمع، حماية للصالح من الفاسد، ضحايا المجرم القاتل في أوروبا وأمريكا يكونون بالعشرات أحيانا, فهل في عدم اقامة الحد عليه حماية لحقوق الإنسان أم أن في ذلك إهدارا لأرواح بريئة لا ذنب لها إلا أنها تعيش في مجتمع يحمي القوي فقط فهل في هذا حماية لحقوق الإنسان؟!
الإسلام كرّم الإنسان ووازن بين احتياجاته,, وواجباته هذه حقيقة يدركها من يعي الإسلام كدين وتشريع.
والمؤكد ان الإسلام كدين ومنهج حياة، ليس في حاجة لدفاع أي إنسان بقدر ما هو محتاج للإدراك الواعي.
بروز قضية حقوق الإنسان في هذه الفترة بشكل حاد لا يعني ان منظمة العفو الدولية تتبنى موقفا صالحا هدفه الإنسان، بل هي شكل من أشكال الضغوط السياسية والاقتصادية التي وقفت المملكة لها بكل ثقة، ولكن للأسف بعض إعلامنا العربي دخل اللعبة من بوابة المشاركة غير الواعية في إثارة الجدل حول حقوق الإنسان في عالمنا العربي عموما والسعودية ومصر خصوصا دون ان يدركوا ان الاعتراض لم يكن على حقوق الإنسان بمفهومها الغربي ولكن على تطبيق حدود الله.
والدليل ان المملكة استطاعت وفي نفس الفترة الحصول على عضوية لجنة حقوق الإنسان وهذا للأسف عكس سطحية التفكير لدى الكثير ممن شاركوا في حملة الهجوم الإعلامي على المملكة.
الإنسان في المملكة يحظى بالكثير من حقوقه, بل إن من المآخذ على الدولة السعودية أنها تمثل ما يعرف بالنظام الأبوي وخصوصا في المرحلة السابقة، حيث ان المواطن اعتاد على ان تأتيه حقوقه وأكثر وهو في منزله او عمله، لن نقول دون ان يطالب بها، بل احيانا دون ان يعلم بها.
ومما يؤكد ان النوايا الإعلامية عند البعض ليست نظيفة للأسف، إلا ان إعلامنا العربي للأسف مر مرور الكرام على انضمام المملكة لعضوية المنظمة وكأن الموضوع لا يعنيهم بشيء فيما كان الهجوم على المملكة يشبع الكثير من مشاعر الحسد لدى البعض, حين يعتقد البعض أن المملكة ستوافق على عدم تطبيق حدود الله في إطار أحكام قضائية مستقلة فإن هذا الإنسان لا يميز بين الثوابت والمتغيرات، فهناك احكام تتم وفق نصوص قرآنية ثابتة لا مجال فيها للاجتهاد، خاصة وأنها تحقق الاستقرار في المجتمع وتزيد من نسبة انخفاض الجريمة في المجتمع ولعل ما يحمد للمملكة أنها تطبق الشرع على المواطن وغيره دون تفرقة، بل وعلى المسلم وغير المسلم، مما يعني ان الحدود في الإسلام تتعامل مع الإنسان من منطلق مسؤوليته عن مواقفه، ولعل في تجربة دول العالم في قانون الإعدام خير دليل حيث إنها تمنعه في فترات ثم تعاود استئنافه في فترات اخرى مما يؤكد حاجة المجتمعات لأساليب ضبط تحد من اتساع الجريمة.
حققو الإنسان حاول البعض ان يجعل منها المقصلة التي تعدم عليها منهجية اقامة حدود الله ففشلوا لأن حقوق الإنسان لم تكن يوما من الأيام في حماية المجرمين، بل في بناء الصالحين.
فضيلة الشيخ/ محمد الغزالي (رحمه الله) حينما كنت برفقته بالسيارة من بيته لمطار القاهرة حيث لبى دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية وكان يتحدث معي عن أشياء كثيرة ولكن ما شدّني كثيرا وتذكرته، حديثه عن الملك عبدالعزيز (رحمه الله) مؤسس المملكة العربية السعودية حيث يقول شيخنا الغزالي كمحب ومعجب بالملك عبدالعزيز انكم أيها السعوديون لا تعون وتدركون تماما الجهد الذي بذله في جعل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله علماً للسعودية، فالغرب وأعداء الإسلام لولا المكانة التي كان يحتلها عبدالعزيز لما تمكن من تحقيق ذلك الانجاز العظيم، داعيا لنا شيخنا الغزالي (رحمه الله) ان نوفق في حماية راية التوحيد من أعداء الله , لذلك أقول لكل الاخوة المخلصين من العرب والمسلمين والأصدقاء المحبين والأعداء المحترمين في العالم اجمع ان المملكة من أكثر دول العالم حماية لحقوق الإنسان والمؤشرات كثيرة سواء في داخل المملكة او خارجها.
والجميع يتذكر حينما زار الامير عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) الصين اخيرا حينما خاطبه الرئيس الصيني قائلا: انتم السعوديون محظوظون بالبترول، فابتسم الامير عبدالله قائلا له: اننا محظوظون بوجود الحرمين الشريفين وليس بالبترول .
* القاهرة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved