أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th May,2000العدد:10101الطبعةالاولـيالخميس 21 ,صفر 1421

مقـالات

ياله من وعد,,,!
د, فهد حمد المغلوث
ترى كيف يمكن ان تكون حياتنا حينما نعاهد أنفسنا على أشياء نحن غير قادرين عليها؟ اشياء نحن نعلم في قرار أنفسنا ما سوف تُحدثه بداخلنا من آثار متعبة، الله وحده هو العالم بها.
ترى كيف تكون تصرفاتنا أمام الناس ومع من حولنا ونحن نشعر أن بداخلنا شيئاً غالياً مفقودا منا؟ وليته أي شيء! تصرفات قد تبدو عادية منا تجاه من تعوّد علينا، ولكن على أنفسنا فلسنا كذلك لأننا نحن الوحيدون الذين نشعر بعمق الاختلاف الكبير في أنفسنا وفي غرابة تصرفاتنا.
ترى كيف وافقنا أن نكون قاسين على قلوبنا أحياناً حينما نحرمها من أجمل ما تحب، وهو الحب نفسه؟ وأغلى ما تملك وهي الروح نفسها، وانبل من صادقت وهو إنسان بعينه؟ كيف وافقنا ان نكون ضد قلوبنا؟ وكيف افترضنا انه يتحمل الحرمان وهو لتوّه قد عرف معنى التجربة الحقيقية للحب الحقيقي الصادق؟
ترى كيف تمر علينا الأيام وكيف يغمض لنا جفن أثناء الليالي دون ان نعيش سيناريو جميلاً من اللحظات الرائعة التي غيرت مجرى حياتنا ومازالت تلونها بالوان الجمال الطبيعي الذي بدانا ندرك جماله في كل شيء محيط بنا بما فيها تلك الأشياء الجامدة التي كنا ننظر اليها في السابق على انها شيء ما لا يهمنا أمره وإذا بنا اليوم نراه على انه شيء آخر له معنى جميل يمكن ان يكون له دور جميل ومؤثر في حياتنا الجافة المتصحرة وفي رؤيتنا الضيقة الأفق.
ولكن دعونا نفكر قليلا بصوت مسموع لماذا نقطع على أنفسنا عهودا نحن لسنا أهلا لها عهودا نحن نعرف جيدا اننا سوف لن نلتزم بها إلا وقتيا عهودا تجعلنا في حالة من القلق والتوتر؟ لماذا كل هذا؟ هل لاننا نريد ان نرتاح فعلا من حالة اللاتوازن التي بدانا نشعر بها مؤخرا ام لاننا نريد ان نرى الطرف الآخر ايضا انه يملك نفس المشاعر ويعاني نفس المعاناة؟ أم الاثنين معا؟
أم اننا نريد ان نضع حدا لتلك المشاعر التي ما فتئت تتعبنا وتريد من يقول لها ارجوك كفى الى هذا الحد فما عدت قادراً على تحمل المزيد منك ؟ أم ترانا نوافق على عهود لمجرد اننا وصلنا لمرحلة متقدمة من الاحباط قتلت فينا كل شيء جميل وأصبحت الأمور سيّان بالنسبة لنا؟
نحن نعرف تماما في بعض الأحيان اننا لا نحصل من تلك الوعود والاتفاقيات التي قطعناها مع الآخرين وبالذات أشخاص معيين يهمنا أمرهم لا نحصل منهم حتى على الحد الأدنى الذي يرضينا ويشبع شيء بداخلنا ولكننا نرضى من أجل ألا نخسرهم تماما والى الأبد خاصة حينما نعلم تماما انهم لا يعوضون بسهولة وبأن هناك من يحرص مثلنا عليهم ويريد ان يستأثر بهم دون مراعاة ان هناك أشخاصاً آخرين أحق بهم منهم.
والشيء الآخر الذي يجبرنا على قبول اتفاق مجحف عن أنفسنا هو اننا لا نملك خياراً بديلاً، ولذلك فلا بد من قبول الأمر الواقع وتجرع مرارته على مضض.
ويمكن ان تطبق ذلك في حياتك اليومية والعملية انظر لتلك الاشياء التي أجبرت على القيام بها وأنت غير مقتنع بها أصلا, بل الأكثر من ذلك انظر لمكابرتنا لأنفسنا وعنادنا كيف يؤثر ذلك علينا, فاحيانا وفي ضوء انفعال معين نضطر للموافقة على اتفاق ما لمجرد انه يريد ذلك وبذلك تخسره علما انه لم يقلها وهو صادق فيها بل قالها نتيجة انفعال او رد فعل معين ويريد ان يجس نبضك, يريد ان يرضي غروره ومع ذلك توافقه الرأي وتصر على كلمتك وبذلك تخسران بعضكما البعض أليس ذلك محزناً؟!
لا ننكر اننا بحاجة لعهودمن هذا النوع في اوقات معينة ولكن ألا ترون اننا نحتاج الى نوع من التدرج خاصة في حالة تعلق كل طرف بالآخر وجدانيا مثلا؟
من الاجحاف بحق أنفسنا ان نقسو عليها مرة واحدة من الاجحاف بحق قلوبنا ان ننزل بخبر مفاجئ كالصاعقة عليها.
نحن بالفعل نحتاج للتدرج في كل شيء من أمور حياتنا نحتاج من يترفق بنا ويهيئنا قبل الاقدام على خطوة جريئة او اتخاذ قرار مصيري في حياتنا.
ونحن سنتقبل الوضع ان آجلا ام عاجلا مهما كان قاسيا وسنتعايش معه، ولو بألم، ولكن ما المانع ان نخرج بأقل الخسائر المحتملة وما المانع ان نخرج من تجاربنا المؤلمة بشيء من الذكريات الحلوة ما المانع ان نخرج ومعنا اناس يتفهمون وضعنا ويقدرون مشاعرنا ويقفون في صفنا لما احتجنا إليهم، ما المانع انه تحت كل الظروف الصعبة والاحباطات المتتالية والعقبات المجتمعة المعينة، ان نشعر في قرار أنفسنا اننا اوجدنا مساحة خضراء رائعة في قلوب الناس، مساحة كل ما فيها من كلمات هي احرف اسمك وكل ما فيها من صور هي صورتك انت وكل ما فيها من ورود غنّاء غرست من اجلك انت لكي تقطفها بنفسك ولكي تستمتع برائحتها الزكية انت بمفردك.
انها قد تكون مساحة خضراء صغيرة ولكنها في حقيقتها مملكة رائعة الجمال بكل ما فيها من جمال، مملكة تجد نفسك فيها بانك انت الآمر والناهي، نعم هكذا هو وضعك ومكانتك في قلوب من يحبونك ومن خرجت بهم من الدنيا.
الا تريد ان تكون لك تلك المملكة؟ ألا تريد ان تعيش تلك اللحظات الجميلة؟ الا تريد ان تحس بمكانتك الكبيرة الغالية في قلوب الآخرين وبالذات قلوب من تتمناهم؟ ان كنت كذلك فضاعف كمية حبك لهم، أغدق عليهم من الحنان كل ما تستطيعه، انظر للصور المشرقة والجوانب الجميلة في حياتهم وتصرفاتهم معك، احسسهم بقيمتهم وقدراتهم وعطاءاتهم لا تبخل عليهم من التشجيع والكلمة الحلوة والابتسامة الرقيقة والتعامل الراقي.
اعمل كل ذلك ببساطة وعفوية وقناعة وسوف تذهل بالنتائج التي تحصل عليها وربما قلت في نفسك ترى هل استحق ما احصل عليه؟ وحينها سوف تسمع اجابة واحدة لا غير نعم وهذا اقل ما يقدم لك حينئذ قد تقول هل مازلت في حيرة مما اراه واحس به وحينها سوف تسمع اجابة واحدة لا غير، لست في حيرة، ابداً فانت في الواقع الذي زرعت بذوره بنفسك .
ومهما كان ما تريده بعيدا عنك، فانه قريب منك اكثر مما تتصور لن ينساك يوماً لانك لست اي إنسان فماذا بعد ذلك؟ ألم يكفك ما سمعته؟
همسة
يا لقسوتي على نفسي!
ويا لوعدي معك
كيف سمحت لنفسي
أن أوافقك على شيء,.
أنا لستُ قادراً عليه؟
لست جاهزا له
***
كيف سمحت لنفسي
ان أدوس على قلبي؟
وأن اتجاهل مشاعري؟
وكأن شيئا جميلا
بيني وبينك
لم يكن يوما ما,.
***
كيف سمحت لنفسي
أن اعاهدك,.
بألا اسمع صوتك,.
ولو من فترة لأخرى,.
وأنت من أنت بالنسبة لي؟
هل لاني احبك
***
كيف وافقتك,.
على ألا اراك,.
وأن أظل بعيداً,.
رغم أنك أملي!
غاية أملي؟
هل لأنني اخاف عليك؟
***
آه,, لو تعلم,.
كيف كانت الأيام.
في غيابك؟
كيف كان طعمها,.
من دونك؟
وكيف كنت اقضيها,.
بعيدا عنك,,,؟
***
آه,, لو تعلم,.
كيف كان قلبي يحترق,.
وأنا أحاول جاهداً,.
الحفاظ على وعدي لك؟
كيف كانت اشواقي,.
تتأجج بداخلي,.
تكاد تفضحني,.
وأنا أكتمها,,!
واتظاهر بالقوة,.
وأنا عكس ذلك!
***
صدقني,.
لا ادري ماذا يحدث لي!
لا أدري ماذا فعلت بي!
كل ما أعرفه,.
أنك انت سبب ما أعيشه,.
من مشاعر,, من عاطفة,.
***
فلقد ذهبت إليك,.
يوما ما,.
وكلي أمل,.
أن ارتاح,.
من شيء ما,.
وإذا بي,.
بعد ان عرفتك,.
ازداد حيرة!
في كل شيء,,!
تكثر بداخلي,.
مساحات الصراع,,!
تطول أمامي,.
مساحات الانتظار!
***
اتساءل!
هل استطيع الحفاظ,.
على وعدي لك؟
هل اقوى عليه؟
وإلى متى؟
أليس لهذا الوعد من نهاية؟
ألم تشتق لتلك البداية؟

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved