|
| الاقتصادية
* الرياض الجزيرة
يدخل قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية اول تجربة من نوعها في مجال الميكنة الشاملة لاتمام كافة الاجراءات الطبية والادارية اللازمة دون استخدام الورق وذلك من خلال مستشفى المملكة الذي بدأ تشغيله الفعلي بالرياض في مارس (آذار) الماضي، والذي سيعمل في المرحلة النهائية بطاقة استيعابية قدرها 175 سريرا.
وقد انفق المستشفى الذي يعد احدث مستشفيات القطاع الخاص محليا وعربيا 55 مليون ريال لادخال ارقى تقنيات انظمة المعلومات الآلية للتعامل مع كافة الاحتياجات الخاصة بإدخال بيانات المرضى، والتسجيل، وترتيب المواعيد، ومتابعة الحالات المرضية سواء عند مراجعة الطبيب في العيادات، او التنويم، اضافة الى اقسام الصيدلة والاشعة وغرفة العمليات ووحدات العناية المركزة وبقية اقسام المستشفى، حيث يقوم جميع العاملين بالمستشفى من اطباء وممرضين وفنيين واداريين بالتعامل مع اجهزة الكمبيوتر مباشرة في ادخال اية بيانات او معلومات دون الحاجة الى استخدام الورق.
وتشتمل التجهيزات التقنية الشاملة التي وفرها المستشفى لاتمام جميع عملياته وانشطته على احدث انظمة شركة سيرنر العالمية والمتخصصة في مجال تقنية المعلومات الطبية الى جانب انظمة اوراكل الخاصة بالعمليات الادارية، وذلك للتعامل مع المريض لحظة دخوله المستشفى وحتى خروجه آليا لاول مرة في منطقة الشرق الاوسط.
وصرح الاستاذ ريك ريبسولد مسؤول قسم الكمبيوتر وانظمة المعلومات الآلية في مستشفى المملكة بأن الميكنة التقنية الشاملة للمستشفى تسهم في تحقيق عدة اهداف رئيسية من اهمها توفير وقت المريض الذي سيتاح له مراجعة الطبيب مباشرة لحظة دخوله المستشفى دون الحاجة للتعامل مع اقسام اخرى مثل المواعيد او التسجيل او الصندوق وهي مهمات تصرف الكثير من الوقت والجهد اللذين يكون المريض في امس الحاجة اليهما، اذ سيتم التعامل مع جميع الاجراءات في موقع واحد، بما في ذلك الدفع والعمليات المالية.
ويؤكد الاستاذ ريبسولد ان التقنية الشاملة في المستشفى تساعد في منح مرونة كاملة للمريض لمراجعة اي قسم في المستشفى او في الفروع التابعة له في مدن اخرى حسب الخطة المستقبلية دون الحاجة الى نقل ملفات ورقية او خطابات تحويل، اذ سيتم استحضار المعلومات آليا عبر الكمبيوتر مباشرة.
وينطوي المشروع التقني لمستشفى المملكة على اهمية عملية بالغة، كونه يساعد على اعداد وصياغة الاحصائيات والبيانات الطبية حول الحالات المرضية والصحية للمرضى والمراجعين استنادا الى المعلومات المخزنة آليا عبر انظمته المعلوماتية، بحيث يمكن تلمس المصاعب الطبية التي تواجه فئة معينة من المرضى من حيث الجنس والعمر او غيرها من المعطيات وترتيبها في بيانات احصائية تساعد المختصين والباحثين سواء داخل المستشفى او خارجه في الجامعات والهيئات العلمية والمديريات الصحية ووزارة الصحة على تلمس ابرز التحديات الطبية التي تواجه المجتمع.
ويساعد النظام الآلي الموجود في مستشفى المملكة على تعميق مفهوم اللامركزية في الادارة، اذ يمكن لأي مسؤول قسم اتخاذ القرار المناسب في اسرع وقت دون الحاجة الى مراجعة الاقسام الاخرى، وهو ما يوفر كثيرا من الوقت والجهد.
والى جانب الامكانيات العالية التي توفرها هذه الانظمة في العمل، فانها ايضا تتمتع بدرجة عالية من الامان في المحافظة على سرية المعلومات بعيدا عن الاختراق، فهي مصممة اساسا على ان يقوم المستخدم المصرح له بالحصول على المعلومات بإدخال اسمه ورقمه السري ليقوم الكمبيوتر بعد ذلك بتحديد موقع المستخدم ومدى علاقته العملية بالمريض قبل السماح له بعرض المعلومات، الى جانب تسجيل اسم كل مستخدم والمعلومات التي حصل عليها لمحاولة تعقبه في حالة تسرب اية معلومات الى اطراف خارجية، عدا عن كون النظام لا يسمح بنسخ اية معلومات او طباعتها دون اذن الكتروني مسبق.
من جهته اوضح الاستاذ ماهر الجندي مسؤول انظمة الرعاية الطبية في مستشفى المملكة ان انظمة سيرنر واراكل تم تطويرها لتتلاءم مع طبيعة المجتمع السعودي وخصوصيته بحيث يمكن من خلالها تفادي دخول اي طاقم تمريضي من الذكور الى غرف المنومين من الاناث ، وامكانية تلبية بعض الاحتياجات الخاصة مثل جدولة اوقات الصلاة للمرضى المنومين في حال طلبهم بحيث يتم ايقاظهم في المواعيد لتأدية الصلاة او جدولة احتياجاته الاخرى مثل تناول الجرعات الدوائية او الذهاب الى دورات المياه وغيرها من الامور التي ستقوم اجهزة الكمبيوتر بتنبيه طاقم التمريض اليها في مواعيدها المحددة بدقة.
ويشير الاستاذ ماهر الجندي الى ان النظام يتميز بقدرة عالية من الذكاء الآلي بما يمكن معه تلافي بعض الاخطاء التي قد يقع فيها الطاقم الطبي سهوا، ومنها على سبيل المثال تحذير الطبيب من اعطاء المريض دواء معينا يتعارض مع دواء آخر يتناوله على سبيل المثال او تنبيهه الى عدم اعطائه دواء يتسبب له بحساسية معينة، وذلك من واقع البيانات المدخلة في الكمبيوتر.
ومن المنتظر ان تساهم الانظمة الآلية في مستشفى المملكة في اطلاق اول مشروع من نوعه على الانترنت عبر بناء موقع خاص للمستشفى يمكن المريض والمراجع من حجز مواعيدهما على الانترنت والحصول على نتائج الفحوص الطبية والتحاليل وتبادل الرسالة الالكترونية مع اطبائهما في حالات الطوارئ.
والى جانب مشروع الانترنت فإن المستشفى يوفر عبر انظمته الآلية مزايا عديدة للاستخدام الشخصي من قبل المرضى المنومين فيه وذلك باستخدام شاشات التلفزيون الموجودة في الغرف والتي تتيح لنزلائها من المرضى استخدام الانترنت ومتابعة الفواتير المالية اواية معلومات ضرورية، اضافة الى مشاهدة العديد من القنوات الفضائية، وهي خدمة اشبه بما تقدمه بعض الفنادق الراقية حول العالم.
|
|
|
|
|
