|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
في كل الإجازات خاصة الإجازة الصيفية التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بالاضافة الى انها تتوافق مع نهاية العام الدراسي، يشد الكثير من الناس الرحال صوب مصائفنا الجميلة، إلا ان البعض الآخر يفضل ان تكون وجهته خارج المملكة، وكما يختلفون في وجهتهم فيختلفون أيضا فيمن يكون بصحبتهم,, فغالبيتهم يفضل اصطحاب أسرته معه، اما القلة وهم فئة الشباب خاصة غير المتزوج منهم فيفضل ان تكون سياحته برفقة أصدقاء له وان تكون سياحته أيضا خارجية مما يضطر بعضهم خاصة من هو في مقتبل العمر الى إخفاء وجهته عن والديه, خشية من ان يتهمه والداه أولا والمجتمع ثانيا بالسفر لأغراض مشبوهة مع ان سياحته قد تكون نظيفة، مما قد يترتب على ذلك مشاكل لا حصر لها أقلها ما جسده أبطال طاش ما طاش في إحدى حلقات مسلسلهم الذي عرض في رمضان الماضي، اما اخطرها فأمور قد لا تخطر على بال احد كأن تحصل لمن اخفى عن أهله وجهته حالة وفاة وهو في ذلك البلد، حينها ماذا سيكون موقف أهله منه وقد عاد لهم في تابوت جثة هامدة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وإذا أوجد له والداه العذر لمعرفتهم بأخلاقه، فهل سيوجد له المجتمع العذر بحيث إذا جاء ذكره في المجالس سيثني عليه الجميع دون ان يكون في أنفسهم شيء تجاه تصرفهم ولا يستثنى من ذلك أيضا الازواج الذين صورتهم الرسوم الكاريكاتورية بانهم يتفنون في خداع زوجاتهم فمرة منتدبون من قبل العمل، ومرة في دورة تدريبية ومرة في سياحة داخلية وهكذا.
وعلى اية حال فالوفاة ليست الشيء الوحيد الذي يمكن ان يتعرض له من اخفى عن أهله وجهته، بل قد يتعرض لأزمة مالية وهو في ذلك البلد ومن ثم لا يجد من يعينه على تدبر اموره، كحال ثلاثة من شبابنا استوقفوني في بلد عربي وكانوا يرغبون في ان اساعدهم بما تجود به نفسي حتى يستطيعوا فقط دخول الحدود، وعندما استغربت تصرفهم ولماذا لا يطلبون المساعدة من أهلهم أكدوا لي ان أهلهم لا يعرفون أنهم في هذا البلد وانهم تعرضوا للسرقة بحيث لم يبق معهم ما يعيدهم الى حضن الوطن الدافىء.
وما تعرض له اولئك الشباب يدل دلالة مؤكدة على الخلل في العلاقة بينهم وبين آبائهم وأيضا بين الأزواج منهم وزوجاتهم، بحيث لم يجدوا الجرأة الكافية لاخبار الطرف الآخر بوجهتهم مع ان المنطقي ان تكون هناك ثقة متبادلة بين الطرفين، وان يكون هناك ايضا تقدير لحجم هذه الثقة من قبل الابناء والأزواج لتصل السفينة الى بر الأمان بمن فيها,
والله من وراء القصد.
علي بن زيد القرون حوطة بني تميم
|
|
|
|
|
