أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st June,2000العدد:10108الطبعةالاولـيالخميس 28 ,صفر 1421

مقـالات

هموم تربوية
د, سعيد بن ناصر المرشان
نحرص جميعاً على تربية أبنائنا تربية صالحة، ونسعى لتحقيق ما لم يمكننا تحقيقه عن طريقهم، وهذا شيء محمود، ولكنه لن يتأتى إلا بالمتابعة المستمرة لأحوالهم، والوقوف على مستوياتهم، والاطمئنان على سلوكهم.
ونظراً لاختلاف وتيرة الحياة بين الأمس واليوم، فإن المسؤولية قد تضاعفت، سواء على الأسرة أم على المدرسة أو المجتمع بأسره، ففي الماضي القريب لم يكن هناك ما يشغل الطالب عن مذاكرته إلا شيء واحد، وهو مساعدة أبيه في عمله أياً كان، حتى ان أحدنا لا يكاد يجد وقتاً لاستذكار دروسه، ورغم أمية الأب والأم في كثير من الحالات آنذاك، إلا أنك تجد التفوق والاحترام وحسن الخلق، سواء مع ادارة المدرسة أو مع الأساتذة وهذا ما نطمح إليه جميعاً في كل وقت.
ورغم قناعتنا بأن التغيير من سنن الحياة غير اننا نطمح أن يكون دائماً إلى الأفضل والأمثل وليس لمجرد التغيير فحسب.
وما دفعني إلى كتابة هذه السطور هو الاختلاف الحاصل في معاملة الطلبة بين الأمس واليوم، وفقدان الحزم في المدارس مع المخالفين منهم.
وحسبك أن تسمع ما يسرده بعض المسؤولين عن التعليم في المدارس من تصرفات بعض الطلبة حتى تستغرب لوجود مثل هؤلاء الطلبة في مدارسنا، وقد يكون السؤال لأول وهلة عن سبب استمرار أمثال هؤلاء الطلاب في المدارس إذا كان شأنهم قد وصل إلى هذا الحد، وقد تتساءل أيضاً: ولماذا لا يتم استدعاء ولي الأمر واخباره والأخذ بيده لحل مشكلة ابنه؟
وتجد الاجابة في أن ادارة المدرسة قد استدعت أولياء أمور أمثال هؤلاء الطلاب لأكثر من مرة، وأن منهم من استجاب وجاء للمدرسة وعلم بمخالفات ابنه وتجاوزاته، غير أنه لم يحرك ساكناً أو يعدل معوجاً، واكتفى بالقول المعتاد: يصير خير، ومنهم من لم يستجب للاستدعاء إما انشغالاً بكسب الدنيا، وإما استهانة بأمر ولده، وإما استخفافاً بالمدرسة وادارتها.
وقد يقول قائل ولم لا تلجأ إدارة المدرسة إلى فصل هؤلاء المستهينين من الطلاب؟ وتجد الاجابة: إن الوزارة تمنع طرد أي طالب إلا في أضيق الحدود,,ونحن لا نعارض قرار الوزارة ولكن في حدود أيضاً، ونقول للمسؤولين بوزارة المعارف: ألسنا آباء جميعاً ونحرص على تربية أبنائنا؟ ثم أليس ابني وابنك وغيرهما يقضون في المدرسة من الوقت ما يقارب نصف النهار على الأقل، أو ليست تلك المدة كافية لانتشار العدوى؟ أليس بتر العضو الفاسد هو الطريق لسلامة بقية الجسد؟
إن اعطاء بعض الصلاحيات إلى ادارة المدرسة شيء مهم جداً، ولا ضير من ذلك اذا كانت الوزارة قد سعت إلى اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، سواء أكان مديراً أم مدرساً، ولنا وقفة أخرى في هذا المجال.
وإذا كان المسؤولون في وزارة المعارف يرون عدم حرمان الطالب أو طرده يُعد حرصاً عليه، وتقويماً لاعوجاجه، حتى وإن كان ولي أمره لا يبالي، فإن هذا أمر يشكرون عليه، ولكن على ألا يكون ذلك على حساب الآخرين من الطلاب الصالحين, وأقترح حلاً آخر لعله لم يغب عليهم، وهو فتح مدارس يشترك في الاشراف عليها كل من وزارة المعارف ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية غير مدارس الأحداث التي تشرف عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتخصص لمثل هؤلاء، وفي هذه الحالة نكون قد ضمنا إلى حد ما سلامة فلذات الأكباد.
وفق الله الجميع وسدد الخطى

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved