أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st June,2000العدد:10108الطبعةالاولـيالخميس 28 ,صفر 1421

مقـالات

ضحى الغد
اصبر يابني صبر النواة!
رأيتك اليوم يا بني في (محل الخضروات والفواكه) عاملاً تبيع وتشتري، وحين فاصلتك في حاجتي من محلك، لكأن نفسي تعامل نفسي!
العمل يا بني هو أشرف ما يمتهن الإنسان، وهو طريق النجاح الذي لا يولد النجاح إلا على جانبيه، وهو أفضل ما دعا إليه الخالق سبحانه عبده المخلوق!
أنت اليوم يا بني تنال فرصتك الأولى في معركة الحياة الدائمة، إنك الآن أحد جنودها، وأحد المؤهلين لغنائهما! لا تستهن أبداً ببساطة العمل الذي تؤديه فهو الدرس الأول، والتدريب العملي، والبدء في اكتشاف الحياة!
تعلّم يا بني أن تكون أمينا فإن الأمانة سر التفوق والرزق الواسع لأن فيها رضا الله سبحانه الذي بيده مفاتيح الرزق وخزائن الغنى!
وتعلّم يا بني الصدق، فإن الصدق هو الحق، وهو الصواب، وعليه يتوقف مصير نجاحك أو فشلك!
وتعلّم يا بني الحلم والصبر فإنه بدونهما لا تواصل العمل ولا تستمتع بالحياة، ولا ترقى في سلم النجاح!
وتعلّم يا بني التواضع والابتسام فإنهما سلوكان إذا أخذت بهما كسبت قلوب من يتعامل معك!
وتعلّم يابني الادخار فإنه ذخيرة النجاح، ومادة العمل، وقاعدتك للصعود في عالم التجارة.
السهر، والغش، والكذب، والتكبر، والكسل، والإسراف، والغياب، هم أعداؤك في مهنة العمل الذي تمتهنه اليوم، فإنه إن سيطر عليك وتمكن منك قضى على مستقبل مشرق واعد أنت ترجوه!
ويا بني إياك ان تستهين بخدمة العميل الذي اختار محلك لشراء حاجته، اخدمه كخدمتك لأعز أصدقائك؛ لأنه حقا من أنفع أصدقائك لك! قدم له المشورة الصحيحة، والمعلومة الصادقة، وساعده لكي يختار ما يريد على أفضل ما يتوفر لك! ولا تتردد في حمل بضاعته ووزنها ونقلها إلى سيارته ففي ذلك تأكيد لك على نجاحك ومنافستك لغيرك في سوق لا يقبل إلا خدمة افضل وبضاعة أجود ومعاملة أرقى!
النجاح يا بني لا يولد ولا يتكون في عام ولا عامين انه بعون الله نتيجة مضنية من الثبات والنبات والاستقرار والاستمرار المتواصل في اتجاه واحد صحيح إلى حيث هدف واضح لا يتغير!
النجاح يا بني نمو خفي ثم ظهور بطيء ثم صعود سريع إلى حيث يتمنى العامل!
فهذه الأسماء الكبيرة التي تراها في السوق لم تكن بداياتها الأولى إلا كبدايتك!
لقد منحها الله الصبر والأمل والتفاؤل والطموح ثم وهبها بعدئذ الثراء والنعمة وسعة الرزق! إنك يابني اليوم في مجتمع لايعذر الكسالى، وفي زمن لايصحب النائمين!
هل رأيت يا بني تلك (النواة) التي نبتت في طرف من الحقل ان عمرها عدة اسابيع وتراها فتحسبها سعفة واحدة مغروسة في الأرض، ولو وقفت عليها بعد بضع سنوات لشاهدت في موقعها معجزة لا تتخيلها لقد غدت تلك السعفة الواحدة نخلة باسقة لا تكاد تضم جذعها بذراعيك! إنها اليوم تظلل مساحة كبيرة، وتدلي كل حين بثمر جني شهي!
فاصبر يا بني صبر النواة فغداً نرجوك ان تكون نخلة ظليلة لوطنك، ثباتك ونباتك ورطبك، مالك واستثمارك وتجارتك، فأنت يا بني لوطنك، ووطنك لك، فلا تحرمنا منك، فأنت ذخرنا!
عبدالكريم بن صالح الطويان

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved