أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th June,2000العدد:10111الطبعةالاولـيالأحد 2 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

نهارات أخرى
مواريث مع وقف التنفيذ
فاطمة العتيبي
* منذ أول خطوة يسيرها الموظف في مشوار عمله الطويل وهو يدرك ان ثمة تأميناً تقاعدياً ينتظره فيقبل بسعادة واطمئنان على اقتطاع مبلغ ليس سهلا من راتبه الشهري وهو يعلم انه عرقه وجهده ولكن ما يهون الأمر عليه هو نظرته المستقبلية النافذة.
فالتقاعد سيكون بلسماً شافياً حين تضعف الطاقات وتفتر القدرات ويتفرق البنون والبنات ويصبح هذا المبلغ معزة وبعدا عن شعور الإعالة الذي يقهر النساء والرجال.
لكن الذي يحدث في قوانين العمل أمر أود ان يبت فيه علماء الدين ويلتفتوا إليه فهل من المقبول ان تتوفى الموظفة وهي في أوج شبابها ولها صغار تعينهم مع أبيهم أولها أب وأم واخوان عاطلون فتدفع حقوقها ويحرم وارثوها منها,.
حتى تقاعدها الشهري لا يصرف لهم فقط لأنها امرأة,, وماذا يعني ان تكون امرأة؟ ألم تعمل,, ألم تساهم في خدمة العمل وتنشيطه وحل مشكلاته.
هل فرَّق الإسلام بين المرأة والرجل في احقيتهما للعمل ورفع مستوى الدخل وتقاضي الأجر؟
إنني لا أنسى مطلقا حرج شاب كان يطلب تصفية حقوق أمه العاملة في سلك الوظيفة لمدة 25 سنة وقد كان الموت ينازعها في المستشفى ولقد شهدت الموقف بنفسي قبل سنوات,, ولنا ان نتخيل موقف شاب أمامه متطلبات الحياة التي تستميل الى فك وحش كاسر لا يشبع ابدا وبين حالة أمه ووضعها,, حتى لكأنه يقبض على جمرة حارقة، فبين ان تذهب كل حقوق أمه وكل تعبها وكدها وبين أن يترك التفكير الواقعي ويجلس بجانبها ويعايش وضعها المتألم ويأنف عن التفكير المادي.
لِمَ نوقع أصحاب الحقوق في هذا الألم؟ ولِمَ نجعلهم في لحظات حزنهم يكرهون أنفسهم ويدوسون على قلوبهم ويطرقون أبواب العمل لطلب استقالة امرأة على مشارف الموت حتى يظفرون بحقوقهم.
إنني ادرك ان سمو الامير نايف بن عبدالعزيز قد وعد بتصحيح هذا الوضع وإنه قيد الدراسة,.
لكننا نطمح من أميرنا الإنسان التعجيل بهذا الأمر فالراحلات كثيرات والذين تضيع حقوقهم في مهب الريح ملأوا القوائم.
إنني قبل أيام فقط عايشت مشكة أبناء فقدوا أمهم المديرة التي توفاها الله بالسكتة القلبية وحين استيقظوا من الحزن وآمنوا بربهم وساروا في دروب حياتهم وجدوا ان دخلهم الأساسي الذي يتركز في راتب امهم العالي قد توقف وقد خطوا لي رسالة تفيض ألماً وحزناً ودهشة وتساؤلاً لأنها امرأة وماتت! فما من حق لها وليس لأبنائها الحق في الاستفادة من جهد أمهم وتعبها وبذلها طوال السنين.
ولا يقل الأمر ألماً وحزناً عند الرجال الذين يموتون بأمر الله وهم في مرحلة ما بعد التقاعد فيقطع الراتب التقاعدي بدعوى ان الأبناء انخرطوا في سلك الوظيفة وصاروا يتقاضون مرتبات خاصة, لكن ميراث الميت الموظف الذي اقتطع من راتبه طوال اربعين سنة ونيفاً لمَ لا يكون للأسرة حق فيه,, الا يعتبر ورثاً أيضا,,ان مثل أولئك الموظفين الذين تعتمد دخولهم على المرتبات,, يتألمون لأنهم لا يورثون لابنائهم سوى الحزن والقهر والجراح التي لا تندمل!
وإلى أبناء المديرة المنكوبين كل العزاء وكل الثقة بأن المسؤولين سيلتفتون سريعاً لحل هذه الاشكالية التي يزداد في كل يوم ضحاياها,, والله المستعان.
ص,ب 26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved