أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th June,2000العدد:10111الطبعةالاولـيالأحد 2 ,ربيع الاول 1421

وَرّاق الجزيرة

هل كثرة الكتب مفيدة؟!
يوسف بن محمد العتيق
تنقل كثيرا المقولة الشهيرة عن العالم الحنبلي أبي الفرج ابن الجوزي (ت597ه) لا يغني كتاب عن كتاب ومقولته الأخرى الشهيرة -أيضا- لا يخلو كتاب من فائدة وتنقل في تراجم بعض العلماء انهم أصحاب شغف بالغ في جمع الكتب وتحصليها.
ومعلوم لدى كل معني بالتراث أن الكثير من العلماء تميزوا بمكتبات خاصة كبيرة، وكبيرة جدا يصعب حصرها أو استقصاؤها، ولهؤلاء العلماء وغيرهم أقول في الحث على جمع ما أمكن من الكتب، فهم يرون أن كثرة الكتب وتنوعها ككثرة الأطعمة وتنوعها في مائدة واحدة مفيدة للبدن كما أن كثرة الكتب مفيدة للذهن!
فكثرة الكتب وتنوعها تؤول بصاحبها إلى بحث دقيق ومعلومات متينة مقارنة بصاحب المكتبة محدودة المصادر والمراجع.
ومن فوائد كثرة الكتب أنها منشط على القراءة، فإذا لم تنشط على قراءة هذا الكتاب، فستجد كتاباً آخر تنشط لقراءته، وهكذا.
ومن فوائد كثرة الكتب أنها تشكل على مقتنيها عامل ضغط نفسي فتجبره على القراءة والاستفادة من هذه الكتب التي بين عينيه في كل لحظة وأخرى، إضافة إلى السؤال المتوقع بين كل لحظة وأخرى من زواره وأصدقائه عن حجم قراءته في هذه المكتبة مما يجبره على القراءة فيها؟!
ومن فوائد كثرة الكتب أن صاحبها أصبح مقصداً ومرجعا لأقاربه وأصدقائه ممن له بحث علمي مهما كانت أسبابه فلابد أن يوفر لهم المراجع من مكتبته العامرة وتوفير المراجع لا يكون إلا بعلم وقراءة في محتويات المكتبة.
وعلى العموم ففوائد كثرة الكتب عديدة ومتنوعة على صاحبها، وعلى من تربطهم به صلة أو معرفة.
وعلى الضد من هذا الرأي تقف فئة أخرى تعترض على المكتبات الخاصة الكبيرة محتجة على ذلك بأن كثرة الكتب تتشعب بصاحبها عن الاهتمام والتركيز على موضوع أو تخصص صاحب المكتبة، فتتشعب به الكتب والموضوعات وتنقله من واد إلى واد آخر دون أن يتقن فنا بعينه أو يمسك به جادة واحدة فيصبح كخراش الذي تكاثرت عليه الظباء فلا يدري ما يصيد، إضافة إلى أننا في عصر التخصص فصاحب الكتب الكثيرة والمتنوعة نستطيع أن نصفه بأنه مثقف صاحب معلومات متنوعة، ولا يكون باحثا متعمقا يؤصل ويقعد ويبدع، فكثرة الكتب مشغلة لصاحبها ومن أراد كثرة الكتب وتعدد المراجع فعليه بالمكتبات العامة عند الحاجة، وأما المكتبات الخاصة فتكون قائمة على أهم المهم من الكتب والمراجع التي في حدود تخصص صاحبها أو الكتب التي لا تستغني عنها المكتبة المنزلية.
ومن أجل هذا تجد ان لبعض أهل العلم رأيا بأن أصول الكتب في كل فن معروفة معلومة وما عدا ذلك فمن السهل أن يستغنى عنه بغيره.
وعلى العموم فكثرة الكتب مهمة جدا، وعلى صاحبها أن يحدد قواعد وضوابط في كيفية التعامل معها والاستفادة منها مع اتقان تخصصه، ويجب عليه ان يحدد آلية للاستفادة من محتويات مكتبته دون الانشغال بجمع الكتب على حساب القراءة أو ضياع الوقت فيما هو الأصلح للقراءة من هذه الكتب فيقع في المحذور الذي قال به من يقف موقفا من تكثير الكتب قدر المستطاع.
والخلاصة أن في مثل هذا الموضوع تتباين الآراء ووجهات النظر، وكثير منها يرجع إلى خلاصة تجارب شخصية لبعضهم مع الكتب.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved