أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th June,2000العدد:10112الطبعةالاولـيالأثنين 3 ,ربيع الاول 1421

محليــات

لما هو آتٍ
اليوم معكم
د, خيرية إبراهيم السقاف
*** لا أمدَّ من أمدِ السماء,,,، ولا أعمقَ من عمق البحور,,,، ولا أوسعَ من سعة الأرض، والسماء بمداها,,,، والبحور بعمقها,,,، والأرض باتساعها,,,، ليست إلا ذرةً في ملكوت الذي خلقها,,,، فكيف أنت أيها الانسان تكون؟!
*** حين ابتسمت النسمة للريح,,,، فلأنها الأقوى,,,، ذلك لأن الذي يمنح الابتسام يُسعِدُ,,,، أما الذي ينشىء العواصف يخيف فيشقي,,,، وسعادة الابتسام حياة,,,، أما شقاء الخوف فموت,,.
أيهما أنت؟!
النسمة,,, أم الريح؟
,,, هذا لكم مني,,,، أما ما هو لي منكم فأقول:
{{{ جامعة الملك فهد، من الجامعات العريقة، ذات السيادة العلمية على مستوى يدعو للفخر، ويؤهل الشعور للاعتزاز بالأداء العلمي الذي يؤدَّى فيها,,,، وعلى وجه الخصوص في الحقول التطبيقية مناط التطور العالمي في مجال اختصاصاتها, وهي ذات خط تعليمي واضح، وتوجُّه بحثي مميز، وسياسة علمية ثابتة، لا يعتورها تذبذب، ولا يمسها تداخل، ويقف أشاوس من العلماء يحمون هذا الكيان، ويلتفُّون من حوله كالتفاف السوار بالمعصم كي يظل في حماية، دون أن يناله وهَن، أو يتسلل إليه يأس، أو يلحق به صدأ، إذ يقوم هذا الكيان وهو محفوظ في ثوابته، متطور في منهجه دومي الحركة فيما يضيف ويغير مما يواكب المتغيرات الداعمة لاستمرارية قوية صامدة مواكبة لحركة العلم في مجالاته على نطاق لا يحركها بل يثبتها في موقعها المتقدم المتصدر,,.
ولعل من أهم دعائم هذا السياج في تحقيق ذلك هو البحث العلمي ، الذي هو قوام الجامعات التي تحرص على السيادة العلمية، وتطوير الخبرة المعرفية، والاستفادة مما يستجد في مجال آليات هذا التطوير وأدواته وأساليبه ومناهجه، ومن ثم رفدها بنتائج المجريات البحثية، وجعلها النواة للدافعية نحو الإنجاز، واستمرارية التحديث والابتكار والتجديد,,,، لذلك تقوم مراكز البحوث في الجامعات وتلحق بها الوسائل والمعامل، والعناصر البشرية التي تنفذ الإجراءات، وتُفرغ الخبرات، وتوظف المعارف، وتمارس الأداء والفحص والتجريب والابتكار، ومن ثم الخلوص بالنتائج التي تكوِّن التوصيات، وتنشىء المقترحات، للمواصلة,,, وهذا ما تفعله هذه الجامعة العلامة والقيمة بين الجامعات الوطنية بل خارج نطاق الوطن.
وجامعة الملك فهد ذكية بأفرادها، إذ هي تحرص على ربط علاقاتها بالآخر في مواقعه، وعلى اختلاف اهتماماته، ولقد حظيت بأن أكون واحدة ممن تربطني بها علاقة حرص متبادلة، بدأت منذ لا يقل عن عشر سنوات وأكثر، لم تكلُّ هذه الجامعة عن مواصلتي بما تنتج، كما لم أملُّ مما يردني منها, إذ كنت ولا أزال أتلقف بريدها بسعادة غامرة يحمل صحيفتها أو تقاريرها أو نشرات أخبارها.
ومن ضمن أجمل ما وصلني هذا الشهر مع ما اعتدته عنها خطاب راق في مضمونه، جميل في تعبيره، زامله في مغلَّفه التقرير السنوي لمعهد البحوث العلمية في الجامعة بوتقتها ، ومصنع أدائها ، وهو موجَّه إليّ من سعادة الأخ القدير وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية الأستاذ الدكتور صالح عبدالله باخريبة يشير فيه إلى رغبته في أن أقف على ما يقوم به المعهد من نشاطات مختلفة تعكس جهود هذه الجامعة في مجال البحوث التطبيقية لمواكبة المملكة في نموها وتقدمها، وهو موجز لجهود عام دراسي كامل من البحوث التعاقدية لصالح العديد من المؤسسات الأهلية والشركات داخل المملكة وخارجها بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية في المملكة.
والتقرير يؤكد الوعي العلمي نحو الإجراء التطبيقي في مجال العلوم البحثية البنائية الإنشائية التي تؤثر في حركة المنجز، المحرك بدوره لدولاب الاقتصاد عصب سيرورة الحياة العصرية.
ولقد عكس التقرير في مجالات البحث العلمي التطبيقي في الجامعة من خلال مركز البحوث فيها جهود الباحثين المتقدمين للدراسات والبحوث الأساسية والتطبيقية في المدينة الجامعية بالظهران خلال 1419ه وفي المواقع الميدانية في مختلف مواقع المملكة بما ينم عن نتائج مراكز: (العلوم الطبيعية التطبيقية) حيث نفذت (700) عملية معايرة في مختبر المواصفات والمقاييس,، و(مركز بحوث الاتصالات والحاسبات الآلية) حيث تم فيه حديثاً إنشاء نماذج للتشفير باستخدام نظام جافا، ودراسة الانتشار الشاذ لموجات الراديو نتيجة تأثير الأحوال الجوية لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة في المملكة, كذلك ما يقوم وقام به (مركز الاقتصاد والنظم الإدارية) من دراسات حول مجالات اختصاص تساعد على التطوير والتغيير في أنظمة وآليات الإدارة في المؤسسات المختلفة، كذلك (مركز البحوث الهندسية) حيث أجريت فيه دراسات في مجال بحوث التآكل بشكل عام وعند درجة الحرارة المرتفعة, وطريقة جديدة لاكتشاف التشققات مع استمرارية البحث في الموضوعات الدقيقة, أما (مركز البيئة والمياه) فقد قام بدراسات حيوية في المجال الزراعي ودراسات البحر والدراسات الخاصة بخدمة البيئة ومخلفاتها, كذلك (مركز البترول والمعادن) فقد تمت فيه الكثير من الدراسات ذات الاختصاص في مجالات البترول العديدة, كما قام (مركز التكرير والبتروكيماويات) بدراسات أدت إلى نتائج في مجالها.
وجميع هذه المراكز لديها عاملون متفرغون، إضافة إلى أعضاء هيئة التدريس المشرفين، ومع هذا الفريق مجموعة من الطلاب الذين يتدربون مع الدراسة، وهناك فئة المتدربين بعد الدراسة.
وهذا المركز حصل على براءات اختراع، بلغت أربعاً في مجالات: تثبيت الرمل إحداها في مجال التطوير والأخرى التحسين، أما البراءة الثالثة فهي في مجال تطوير حفَّاز مبتكر وطريقة معالجة حفزية للتخلص من المركبات الكبريتية في المواد الهيدركربونية, وهناك براءة رابعة قيد الإعداد تتعلق بتثبيت الرمل في الموقع في آبار البترول المنتجة.
إن هذا التقرير بما فيه من إحصاءات وأدلَّة ومؤشرات يؤكد ما وصلت إليه هذه الجامعة العريقة بعلمائها وعلمها إذ طورت مفهوم البحث العلمي ومشاريعه واجراءاته بما وضعها في مصاف الجامعات ذات الرأي والخبرة ورجَّح لها كفّة السيادة في تخصصاتها بين جامعات العالم بما يثلج في صدرونا الاعتزاز بها, بورك بورك فيكم أيها الجميلون بعلمكم، وشكراً لك أخي صالح هذا التواصل الأجمل، كما أزجيها تحية خالصة لمعالي الدكتور الأخ العزيز عبدالعزيز الدخيل الذي تشهد له الجامعة بإنجازاتها ومسيرتها ودعائي أن يوفقكم الله تعالى ويظل لهذه المؤسسة دورها وريادتها وتبقى مساحة خضراء في أرض العلم في بلادنا العزيزة وفي العالم كله.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved