أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th June,2000العدد:10112الطبعةالاولـيالأثنين 3 ,ربيع الاول 1421

محليــات

رأي الجزيرة
مجلس الشورى
اليوم يبدأ مجلس الشورى الموقر سنته الأخيرة من دورته الثانية وذلك منذ اعادة تنظيمه وتشكيله بموجب نظامه الجديد الصادر بتاريخ 27/8/1412ه ليكون امتداداً من حيث الرسالة والدور لمجلس الشورى الأول الذي تشكل عام 1347ه أي قبل 74 عاماً مضت على عهد الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله .
ومعنى هذا أن حكم الشورى تلازمَ مبدأً وممارسةً مع نشأة الدولة الوليدة كتطبيقٍ لإعلان الملك عبدالعزيز رحمه الله في رده على سؤال عن دستور دولته الجديدة إذ قال: دستورنا القرآن .
وقد طبق الملك عبدالعزيز منهج الشورى تطبيقاً واقعياً مبرّأً من الزيغ والهوى، أعاد به توهج العقيدة ومجد الشريعة الاسلامية وعلاقتها بالحكم لكرامة الدولة، وعدالة الحكم، وصلاح حال المواطنين في حياتهم اليومية العامة والخاصة.
وجاء نجاح التطبيق قبل نحو 75 عاماً مضت بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الرؤية القيادية الواضحة التي تتجسد في قول الملك المؤسس وهو يخاطب مجلس الشورى: أبدوا ما بدا لكم وتكلموا بما سمعتموه وبما يقوله الناس من نقد ولي الأمر ومن نقد موظفيه المسؤولين، وأنتم أيها العلماء أذكروا أن الله سيوقفكم يوم العرض وستسألون عمّا سئلتم عنه اليوم، وعمّا ائتمنكم عليه المسلمون، فأبدوا الحق في كل ما تسألون عنه، لا تبالوا بكبير أو صغير، وبيّنوا ما أوجب الله للرعية على الراعي وما أوجب للراعي على الرعية في أمر الدين والدنيا، وما تجب فيه طاعة ولي الأمر وما تجب فيه معصيته، وإياكم وكتمان ما في صدوركم في أمر من الأمور التي تسألون عنها، ولكل مَن تكلم بالحق عهد الله وميثاقه أنني لا أعاتبه، وأكون مسروراً منه وأنفذ قوله الذي يُجمع عليه العلماء، وإياكم أيها العلماء أن تكتموا شيئاً من الحق، أظهروا الحق وبيّنوه وتكلموا بما عندكم .
وهكذا حدد الملك الوالد المؤسس رسالة مجلس الشورى، ومهام أعضائه في خدمة الدين والملك والوطن.
لم يرد رحمه الله أن يكون المجلس صورياً باهت الممارسة، غامض الرسالة، ضعيف الدور في حياة الدولة والأمة.
وقد استوحى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله وأمدَّ في عمره كل هذه المعاني، وهذه الأهداف التي توخاها الوالد الملك المؤسس عبدالعزيز من قيام مجلس للشورى، فأصدر خادم الحرمين الشريفين النظام الأساسي لمجلس الشورى الجديد في شهر شعبان عام 1412ه وقد مهّد لذلك قبل عشر سنوات، أي عام 1402ه بخطاب تاريخي له لضيوف الرحمن في حج ذلك العام قال فيه ضمن ما قال : أكرمنا الله بالعقيدة الاسلامية لتكون محور حياتنا وأصبحت مسؤوليتنا هي العمل على تصحيح مسار الانسانية ورسم طريق المستقبل لها بهديٍّ من هذه العقيدة السمحة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس كافة .
وقال أيضاً: من منطلق الاسلام والدعوة إليه تتحدد سياستنا في الداخل في جميع المرافق والمجالات وأهمها على الاطلاق أسلوب الحكم وطريقته، والحكم في الاسلام شورى يتلمس فيه الحاكم آراء أهل الحل والعقد وتطلب مشورتهم، ويستعين بهم في إدارة الحكم، وهذه هي سياستنا وعليها سار أسلافنا .
وهكذا أيضاً سار مجلس الشورى الحالي منذ إعلان نظامه وتشكيله في ممارسته لرسالته وواجبات هذه الرسالة تجاه الحكم والحاكم ومصالح الوطن والمواطنين في ضوء الخطاب السنوي الذي يلقيه عليه المليك المفدى أو مَن ينيبه لطرح سياسة الدولة الداخلية والخارجية وذلك بنص النظام الأساسي للمجلس.
ولقد حقق المجلس منذ بدء ممارسة رسالته إنجازات محمودة على الصعيد الداخلي مما كان له انعكاسات إيجابية في الخارج جذبت إليه أنظار المجالس المماثلة التي أعربت عن تقديرها لرسالته وإنجازاته التي حققها.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved