أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th June,2000العدد:10112الطبعةالاولـيالأثنين 3 ,ربيع الاول 1421

منوعـات

يارا
الأراضي البور
عبدالله بن بخيت
اقترب رويدا رويدا من الاستغناء عن أنفي نهائياً, لن أقطعه بالطبع ولكن لن يكون له أي فائدة إلا من حيث الشكل, منذ سنوات وأنا لا استخدم التنفس إلا منخرا واحدا فقط والغريب ان المنخرين يتبادلان العمل، إذا انفتح هذا انسدَّ هذا, أما الآن فمن الواضح ان هذا التبادل سيتوقف والسدد سيطال المنخرين في الوقت نفسه مما يعني أني سأبدأ بالتنفس من فمي (شهيق وزفير) وهذه ليست حالتي فقط ولكنها حالة كثير من سكان مدينة الرياض وهو ما يسميه الأطباء الحساسية, لا أعرف عدد المصابين بالحساسية ولكن كل من أعرفه يعاني بصورة أو أخرى من نوع معين من الحساسية ومن عادتنا ومن طبائعنا ان الامراض التي لا تقتل نتكيف معها، وهكذا تجد معظمنا سريعي التكيف ولله الحمد، وخصوصا في الأمور التي يشرحها المثل القائل: الموت مع الجماعة رحمة ,, فطالما أنني لست وحدي فهذا شيء رائع حتى في الأمراض.
سمعت قبل فترة أن هناك شجرة البرسوبس هي المسؤولة عن الحساسية والربو، بصراحة أنا لا أعرف كيف هي شجرة البرسوبس أو العرقسوس ولكن يقال إنها الأكثر انتشارا في مدينة الرياض, وما زالت تشكل المشهد الجمالي في المدينة, فما دام أنها تجمل المدينة فلا بأس أن نتنازل عن التنفس وإذا كنا على استعداد أن نتنازل عن حقنا في التنفس من أجل الجمال، فهذا شيء طيب ويدل على رقي الذوق فمن أجل الجمال والفن نضحي في النهاية بصحتنا وبصحة أطفالنا, ولكن ما هو مصدر الجمال في تلك الأراضي الفاضية الخالية التي تمثل خرائب عامة وحمامات لقليلي الذوق والمنحدين, فراغات تمزق المدينة في كل مكان,, غير معقول أبداً أن تشاهد عمارة بجمال وكلفة الفيصلية وعلى بُعد لا يزيد عن مائة متر منها تشاهد خرابة وحوسة غبار, لا أعرف مدينة تنطوي على أربعة ملايين نسمة ما زال في وسطها أراضٍ مهملة وظيفتها الوحيدة تشويه جمال المدينة وتدمير صحة الناس, فإذا هبّت الريح زودت الرياض بالغبار اللازم, تصور بعض هذا الأراضي تطلق في بعض الاحيان أشد أنواع الحشرات فتكا، فليس غريبا ان يأتي اليوم وأن تمشي إلى جانب مجمع الفيصلية وتقرصك عقرب, كثير من أصحاب الفلل في أرقى الأحياء تفاجئهم العقارب والخنافس والقبابين وهي تتجول وسط منازلهم, أبسط الأمور ان تسفلت هذه الفراغات أو يفرض على أصحابها ذلك أو على الأقل أن يسمح لكل من يحتاج هذه الاراضي مواقف للسيارات أن يسفلتها دون أن يكون لصاحبها حق الاعتراض, وهذه أقل الضرائب على هذه العقارات المجمدة, فمثل هذا الاجراء سوف يخفف من التشوه وفي الوقت نفسه يخفف من مشاكل المواقف والأهم أن يحمي صحة الناس,, الرياض كبرت وتعقدت ويجب ألا نفقد السيطرة عليها في يوم من الأيام كما حدث مع كثير من المدن الكبرى,, فسكان مدينتنا العملاقة لا يعرفون من وين تجيهم الطقة, من عوادم السيارات؟ من مشاكل المرور؟ من هذه الخرائب المهملة؟ من غير المعقول أن يأتي يوم ويتميز أهل الرياض بالحساسية في خشومهم, إذا شاهدت واحد ينشق في أي مكان في العالم ستذهب وتسلم عليه لأنه بالتأكيد من سكان الرياض.
لمراسلة الكاتب
yara4me @yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved