أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th June,2000العدد:10112الطبعةالاولـيالأثنين 3 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

غابت أم عبدالله
كلمات ثكلى من قلب كسير,, لا أدري من أين أبدأ ولا كيف ألم شتات كلماتي,, لقد تاهت المعاني والالفاظ,, تجاه مدى حزننا عليك,, اخوتي فها نحن اليوم نفتقد امرأة لم نعرف عنها سوى حبها للجميع,, امرأة عرفت الله فأحبته,, وخافته,, أحبها الجميع بمقدار إخلاصها لهم ووفائها,, امرأة,, كم وكم عانت كثيرا مع مرضها,, فلكيلا تجهد من أحبتهم معها في فترة مرضها أرادت ان تعاني وحدها شدة الألم,, فقد كانت في يوم من الايام وردة بيضاء صافية لكن مع مرور الايام تلو الايام يتغير الحال تنقلب هذه الوردة الصافية البيضاء النقية إلى وردة تذبل كلما اشتد بها المرض,, ومع المرض لم يتغير قلبها نحو الجميع,, وفي يوم غابت شمسنا كعادتها ومع غيابها غابت روح غالية,, أغلى من الذهب,, فغياب الشمس أعلن غياب الروح الطاهرة معها,, في يوم الثلاثاء 6/1/1421ه,وها أنا أرى الشمس بعد ذلك تتجدد لاعلان يوم جديد,, أراها فيهتز في قلبي بركان ليعلن ما به من حنين واشتياق لك يا خالتي,, يوم لن أنساه ما حييت,,وها هو الموت يختطف خالتي الحبيبة (أم عبدالله),, انها ليست خالتي وحدي بل خالة الجميع من غير النسب,, خالة بالمحبة ومحتسبة ما تعانيه من الألم عند ربها سبحانه,, فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا,, ومن سخط فله السخط فهذا الحديث يطمئن قلب كل من ابتلاهم الله بمرض أو غيره,, كخالتي وغيرها كثير ممن صبر واحتسب,, فقد كانت اذا سمعت ان أحداً قد أصابه مرض,, سألت عنه وزارته لتفك ما ألم به من ضيق واكتئاب مما يعانيه,, فيا خالتي الحبيبة ان ما تخفيه جوانحي اكثر بكثير مما اكتبه عنك,, فها هو الصغير يبكي قبل الكبير والبعيد قبل القريب الكل حزن لفراقك,, الكل لم يصدق ان تلك الجوهرة الثمينة والنادرة قد ذهبت ورحلت,, خالتي الحبيبة ها هم اطفالك الخمسة قد اشتاقوا لرؤيتك وينتظرون اللقاء بك يوم الميعاد,, فها أنا أوشك أن أرفع قلمي المتواضع للختام فلا أملك سوى أن أقول لكل من عرفها أو سمع بها الدعاء لها بجنة الخلد وأن يعوض الله أطفالها خيراً,وعزاؤنا فيك ذكراك الحميدة التي ستبقى ما بقينا يا خالتي الحبيبة,, وإنا لله وإنا إليه راجعون .
نوير فارس عبدالله
رماح

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved