أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,ربيع الاول 1421

الفنيــة

في ندوة عُقدت مؤخراً بالقاهرة
بين هوليود والأزمة المحلية,, مستقبل الفن السابع في خطر
* القاهرة مكتب الجزيرة انصاف ذكي
ما بين هيمنة السينما الهوليودية على غالبية السينمات العربية والعالمية، وبين محاولات رفضها والوقوف ضدها يشهد الواقع السينمائي العربي جزءاً كبيراً من أزمته بالاضافة إلى الأزمة الداخلية التي يرجعها البعض إلى قلة الانتاج والامكانيات المادية، ويرجعها البعض الآخر إلى غياب النصوص الجادة ويرجعها آخرون إلى الجمهور, ورغم أن الأزمة السينمائية ليست وليدة اليوم لكنها تتفاقم باستمرار الأمر الذي قد يؤدي لمستقبل غائم ومحبط للقائمين على هذه الصناعة والمتابعين لها ايضاً, وحول مستقبل صناعة السينما في مصر عقد النادي الثقافي بالقاهرة ندوة هامة شارك فيها المخرج الكبير رأفت الميهي والفنان محمود يس والناقدة السينمائية خيرية البشلاوي وحشد كبير من المهتمين بأمور السينما.
سيطر حديث الأزمة على كلمات المتحدثين في بداية الندوة حيث أكدت الناقدة خيرية البشلاوي ان السينما تشهد أزمة مستمرة ومتفاقمة فالإنتاج السينمائي في هبوط مستمر, ففي العام قبل الماضي تم انتاج 18 فيلماً والعام الماضي 16 فيلماً وهذا العام وصل العدد الى 13 فيلما فقط، وقالت ان شركات الانتاج السينمائي لا تهتم بالانتاج ولكنها تهتم بتوزيع الافلام الاجنبية وخاصة الامريكية التي تتكسب من ورائها أرباحاً طائلة، وتساءلت الناقدة لماذا تقدم شركات الانتاج على انتاج افلام تحقق لها خسائر كبيرة ولا يقبل عليها الكثيرون بينما الفيلم الامريكي يحقق لها ارباحاً سهلة وسريعة نظراً للإقبال الشديد على هذه الافلام ذات التكلفة العالية والمصنوعة بتقنيات متطورة وقالت انه في ظل الواقع المتردي للسينما المصرية وغياب الانتاج الجاد وما يجري حالياً من بيع لميراث السينما القديم والحديث لصالح بضعة من رجال الاعمال يجعل الحديث عن المستقبل القريب أمراً غاية في الصعوبة، ورغم أن المستقبل محفوف بالمجهول ولا يمكننا رؤية ابعد من خمس أو عشر سنوات على أكثر تقدير فإني أرى المستقبل غائما لا استطيع القول ان الايام القادمة مبشرة في ظل مايحدث الآن، ولا استطيع القول بأن الايام القادمة مظلمة وذلك بأمل ظهور مفاجأة تنقذ السينما من أزمتها، ولكن علينا أن نحدد بعض النقاط الهامة في سبيل الارتقاء بالسينما مستقبلاً,, أولاً يجب تفهم نوعية الجمهور السينمائي اليوم فهوبكل تأكيد يختلف عن الجمهور في الماضي وفهم تطلعاته وأذواقه حتى يمكن تقديم الافلام التي تتوجه إليه، فليس معقولاً أن نقدم افلاماً تخاطب الطبقة الوسطى في المجتمع وهو ما يحدث حالياً بالفعل في بعض الافلام وقد حققت خسائر فادحة - لأنه ببساطة لا توجد طبقة وسطى اليوم، اما عن موجة الافلام الكوميدية والتي تحقق ايرادات مرتفعة فلا يمكن قبولها ايضاً إلا علىمحمل التوجه للشباب لأنها لا تحمل قيمة فنية تذكر .
ثانياً: مطالبة الدولة بالتدخل لإنقاذ صناعة السينما بشكل جدي وتنشيط عملية التوزيع الخارجي للفيلم المصري والتوسع في إنشاء دور عرض جديدة لضمان التوزيع الداخلي والحد من استيراد الافلام الهوليودية.
ثالثاً: حث شركات القطاع الخاص على المساهمة بفعالية في صناعه السينما.
طريق التكنولوجيا
من ناحية اخرى اكد المخرج رأفت الميهي ان التطلع لمستقبل مشرق لا يمكن الوصول إليه في السينما إلا عن طريق التكنولوجيا المتقدمة والاخذ بأحدث التقنيات التكنولوجية في المجال السينمائي وذلك حتى يمكننا المنافسة في هذه الصناعة على المستوى العالمي، وقال ان محاولة منافسة السينما الهوليودية فاشلة إن لم نقم باستخدام التكنولوجيا ففيلم مثل اليوم الثامن الامريكي حقق نجاحاً باهراً لانه يعتمد على التكنولوجيا الحديثة كما انه من الافلام ذات التكلفة المرتفعة وبشكل عام فإن الفيلم الامريكي تصل تكلفة انتاجه اكثر من 20 مليون دولار في الوقت الذي لا تصل فيه تكلفة الفيلم المصري الى اكثر من 2 مليون جنيه فقط إذن لا توجد مقارنة.
وقال الميهي ان الافلام المصرية تحقق هبوطاً مستمراً في الايرادات بسبب التقنية المتخلفة سواء في الصوت أو الاضاءة او في دور العرض ويجد الجمهور فارقاً شاسعاً عند رؤيته للافلام الاجنبية والافلام المصرية كما رفضت العديد من المهرجانات العالمية الافلام المصرية بسبب تقنيات فنية مثل رداءة الصوت أو الاضاءة اوغيرها.
اما عن سبل الخروج من هذه الازمة يقول الميهي لا يتأتى إلا بامتلاك التكنلووجيا السينمائية المتقدمة سواء في صناعة الأفلام أو في دور العرض الحديثة والمجهزة بأحدث التقنيات وعن موجة افلام الكوميديا والشباب وهل يمكن ان تلعب دوراً في نهضة السينما وخاصة انها تحقق إقبالاً كبيراً قال الميهي ان افلام الكوميديا الموجودة حالياً لا يمكن لها بأي حال من الاحوال ان تلعب دوراً في نهضة السينما لانها ببساطة موجة وقتية ولا تعد من الافلام ذات الصناعة الثقيلة أو التي يمكنها خدمة صناعة السينما كما ان نجاح هذه الافلام لا يعتمد على فنية عالية ولكن على دغدغة مشاعر واحاسيس شريحة الشباب وأنها الاستثناء الذي يؤكد القاعدة الاساسية وهي الازمة الخانقة التي تشهدها السينما, وعن دور التليفزيون ومساهمته في حل أزمة صناعة السينما بإنتاج الافلام قال الميهي ان دخول التليفزيون حقل الانتاج السينمائي فاقم من أزمة السينما على عكس ما يتوقعه الكثيرون حيث اعتمد التليفزيون على إنتاج نوعية من الافلام بشروط ومقاييس محددة كعدم تناول أفكار صادمة للجمهور مما جعلها افلاماً نمطية كذلك وضع اسعاراً محددة للنجوم وارتبط معهم بعقود مما ادى لتحول هؤلاء النجوم إلى مجرد موظفين يقومون بواجبهم بشكل روتيني فلم تحظ هذه الافلام بجماهيرية كبيرة وحتى الآن لم يزد الانتاج التليفزيوني على تسعة افلام فقط ويتم حالياً مراجعة العمل بنظام الانتاج التليفزيوني بسبب الازمة المالية الموجودة به وأكد الميهي في نهاية كلمته بضرورة إفساح المجال واسعاً لتكوين الشركات السينمائية العملاقة وإلغاء شرط الموازنة المالية التي حددتها الحكومة بان يزيد رأس مال الشركة على 20 مليون جنيه بالاضافة لإدخال التكنولوجيا المتقدمة في صناعة الفيلم المصري.
بذل الجهود
على عكس الآراء السابقة تحدث الفنان محمود يس مؤكداً أن السينما المصرية بخير وان المستقبل مشرق في حال لو بذلنا مزيداً من الجهود من أجل هذه الصناعة الاستراتيجية التي كانت في وقت من الأوقات تمثل ثاني مصدر للدخل القومي في مصر،وقال علينا فقط الاهتمام بما تقدمه وتشجيع الاجيال الجديدة وعدم الوقوف مكتوفي الايدي امام سطوة وهيمنة السينما الامريكية وقال ياسين علينا الا نخشى او نخاف من الفيلم الامريكي لان الواقع يقول ان 98% من ايرادات السينما المصرية جاءت من الافلام المصرية والباقي 2% من الفيلم الاجنبي والامريكي إذن لا يوجد مبرر للخوف كذلك الحديث عن التكنولويجا فعلينا ألا نخاف من ذلك فالسينما المصرية يوجد بها تكنولوجيا متقدمة ونظام الديجتال متوفر لدينا منذ سنوات ولكن الاهم من استخدام التكنولوجيا هو تقديم الفيلم الصادق المعبر عن المجتمع ومنذ فترة ليست بالقصيرة لا ينال الفيلم الامريكي جائزة مهرجان كان العالمي وتذهب الجائرة لبلدان أخرى تقدم افلاماً بإمكانياتها البسيطة وليست المبهرة مثل امريكا ولكنها تقدم افلاماً صادقة جميلة وجذابة ولدينا في الساحة المصرية والعربية العديد من التجارب الشبابية الواعدة التي تمثل الامل في ازذهار ونهضة السينما ويحضرني من هذه التجارب الان فيلم جنة الشياطين للمخرج اسامة فوزي وقد حقق نجاحا كبيراً وفيلم أولى ثانوي للمخرج محمد سيف وقد فاز بعدة جوائز في العديد من المهرجانات والشرف لمحمد شعبان وفيلم المدينة ليسرى نصر الله، فكل هذه تجارب مبشرة فكل ما نحتاجه هو الفروسية في الانتاج وقبول المغامرة وقد آن الاوان أن نحترم السينما التي نقدمها في مواجهة السينما الامريكية، وتوجد لدينا طليعة من الشباب سواء من خريجي المعاهد الفنية أو غيرها تحمل طموحات كبيرة وقدرات هائلة علينا استيعابها واعطاءها الفرصة وهي قادرة على ان اثبات نفسها بأقل الامكانيات وعلينا في النهاية ان نسأل انفسنا قبل اي احد آخر ماذا اعددنا للسينما لندخل بها الى القرن الجديد، هل لدينا خطة سينمائية تقوم على انتاج متطور وتستوعب القدرات والطاقات الشبابية المتفرقة، فالسينما من اهم الادوات التي نمتلكها وهي سبيلنا للوصول إلى عمق الوجدان العربي فلا ننسى ان السينما ساهمت بشكل كبير في حمل الدور المصري إلى كافة البلدان العربية ومنها عرفوا الكثير عنا وتعلموا لهجتنا إلى آخر ما احدثته السينما من فوائد لا تحصى لمصر وأخيراً يكرر الفنان محمود يس بان صورة مستقبل السينما ليست سوداء والامل يكمن في الشباب الجديد الجاد الباحث عن اثبات نفسه تحت شمس الفن.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved