أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,ربيع الاول 1421

الثقافية

قصص قصيرة
لميس منصور
) نهار أفل,.
نقر بطرف أصبعه على المنضدة الخشبية الموضوعة أمامه ما لبث حتى أسند ظهره على الكرسي, تكومت أمامه سحابة حزن,, وحلقت فوقه الكآبة، طوقه القلق,, تأوه، أحس بنار تشتعل داخل جوفه,, تتصرم أضلعه من سعيرها,, لا يدري بهذه اللحظة ماذا يريد؟
هل يريد ان يبكي، ولكن البكاء لم يخلق للرجال؟!
نهض من مقعده يسير على غير هدى,, تتلاعب به الافكار، انتصب امام المرآة، هاله الشحوب الذي كان عليه وفزع من منظر الهالات السوداء التي تحلقت حول عينيه، تذكر أنه لم يذق للنوم طعماً منذ ثلاثة ايام منذ ان سرح آخر نجمة في سماء أحلامه، حدث نفسه وهو يحاول الامساك بالشعيرات البيضاء التي بدأت تشع في مفرق رأسه.
كل هذا المال والجاه لم تشفع لي,, بأن أكون محظوظاً بامتلاك نجمة تضيء لي في ليل وحدتي,, تسامرني لحظة وحشتي!ِلمَ دائماً مراكبي تصطدم بصخور الواقع المر؟!
لِم تفر مني أنجم الفرح؟؟
لِمَ يتمزق ثوب السعد قبل ان أرتديه؟
ان جيوش الهزائم تلاحقني أينما كنت,, لقد مضى قطار العمر,, دار تسعاً واربعين دورة ولم يحمل معه من ينقش اسمي فوق صفحته,, ولا زهرة يطب لي النظر فيها,,؟!
تعيين جديد,.
استيقظت مبكرة,, شعرت بانقباض، وضيق يكبل عزيمتها ويقلل من حماسها للذهاب إلى المدرسة في أول يوم للمباشرة, دلفت مع بوابة المدرسة، أحست وهي تسير بثقل يقيد رجليها، تقدمت ببطء,, رأت لوحة كتب عليها الإدارة أخذت تبلل شفتيها بلسانها بعد ماشعرت بجفاف,, دخلت,, ألقت التحية,, ولم تسمع لها رداً,, ارتسم أمامها وجه متجهم عبوس، بادرها.
نعم,, ماذا تريدين؟؟
وجدت نفسها تتضاءل شيئا فشيئا (ماذا أريد؟!) تعود بها الذاكرة الى الوراء حينما كانت تخطو اولى خطواتها في السلم التعليمي,, وذلك الخوف الذي تلبسها وهي تغادر منزلها، زهرة يانعة تقف امام معلمتها سليطة اللسان واليد.
ازداد الصوت تعنيفاً,, ماذا تريدين؟؟
أنا,, أنا معلمة جديدة,, ابتسمت بتهكم,, معلمة,, انتن ايتها المعلمات ليس وراءكن إلا وجع الرأس! شعرت بالاختناق لسوء الاستقبال,, أنتِ,, ألا تسمعين,, هاتي خطاب التعيين وانزلي عباءتك وابحثي عن فصل,, غائبة معلمته واعطى الطالبات دروساً وإياك أجدك جالسة على الكرسي أو مبتسمة بوجه الطالبات!!
النظافة عنوانه,.
فتح محبس الماء,, أخذ يفرك يديه بطريقة انفعالية، لينظفها للمرة العاشرة,, صوت يحدثه بأن يديه لم تنظفا، انه مسكون بالشك، فتح الماء على آخره، الماء يتدفق وهو يفرك يديه بكل عنف حتى أدمتا، في لحظة وعي,, وجد نفسه يسبح ببركة من ماء,,، لقد غمر الماء المكان, أخذ يبحث عن شيء يوصله الى جزء لم يصله الماء الشره!
عاد لينظف يديه وينقش على صفحة الماء,, النظافة عنوانه!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved